وفقا لبحث أجرته شركة الأبحاث العالمية (IDC)، يبدو أن سوق الهواتف الذكية العالمي يظهر علامات انتعاش، حيث تجاوزت شحنات الهواتف الذكية العالمية 353 مليونا في الربع الثالث من العام الجاري، وهو يقل قليلا عن المستويات المسجلة في العام السابق، لكن يبدو أن بعض الشركات المصنعة للهواتف الذكية تعافت أكثر من غيرها.
فقد كان ذلك الربع إيجابيا بالنسبة لشركة سامسونغ (Samsung)؛ فرغم نموها بنسبة 2.9% فقط على أساس سنوي، فإن هذا كان كافيا لاستعادة مركز الصدارة في سوق الهواتف الذكية من هواوي (Huawei)، وشحنت الشركة الكورية الجنوبية 80.4 مليون وحدة، شكلت 22.7% من حصة السوق.
وهذه المرة، لم يكن موقع سامسونغ محل نزاع أيضا، حيث أكدت شركتا تحليل السوق "كاناليس" (Canalys) و"كاونتربوينت" (Counterpoint) أن سامسونغ هي أفضل صانع للهواتف الذكية في الربع الثالث من عام 2020، مع استمرار تراجع هواوي.
فإلى جانب تفاقم معاناة الشركة الصينية في الغرب، فقد انخفضت أيضا الشحنات في وطنها الأم؛ فرغم أنها كانت معقلا لهواوي فإن الشركة شهدت انخفاضا في الشحنات الصينية بنسبة 15%، وفقًا لمؤسسة "آي دي سي".
وتشير بيانات كاناليس أيضا إلى أن شحنات هواوي انخفضت بنسبة 25% على أساس سنوي في أوروبا، ومع أن هواوي ما تزال تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم، فإن شاومي تهدد بإسقاطها مرة أخرى.
فقد شهدت شاومي نموا سنويا بنسبة 42%، حسب بيانات "آي دي سي"، متجاوزة شحنات آبل للمرة الأولى، لتحصل بذلك على نسبة 13.1% من حصة السوق العالمية.
وهذا النمو القياسي ملحوظ بشكل خاص بالنظر إلى أنها شحنت نحو مليوني وحدة أكثر من شركة فيفو (Vivo) الصينية، التي احتلت المرتبة الخامسة قبل الوباء. وكان نمو شاومي مدعوما باستعادة الطاقة الإنتاجية في الهند، مما يعكس أيضا أداء الشركة في ذلك البلد.
شاومي شهدت نموا سنويا بنسبة 42% لتحصل بذلك على نسبة 13.1% من حصة السوق متخطية آبل (رويترز)
تراجع آبل
لم يساعد الإطلاق المتأخر لسلسلة آيفون 12 شركة آبل في الربع الثالث من عام 2020؛ فوفقا لبيانات "آي دي سي" فإن آبل -التي تحتل الآن المركز الرابع- شحنت 5 ملايين وحدة أقل على أساس سنوي، بانخفاض سنوي يقارب 11%. وتتوقع شركتا كاونتربوينت وآي دي سي أن تتعافى الشركة بمجرد بدء مبيعات أجهزتها الرئيسية الجديدة.
وفي هذا الصدد، كشفت آبل أمس الخميس عن أرباح الربع الرابع، ورغم أنها فاقت بشكل طفيف توقعات وول ستريت، فإنها لم تقدم للمستثمرين أي توجيهات تتعلق بالربع المنتهي في ديسمبر/كانون الأول. ولم تقدم آبل إرشادات خلال الربعين الماضيين بسبب عدم اليقين المتعلق بوباء كوفيد-19.
وحسب موقع سي إن بي سي (CNBC) الإخباري، فقد انخفضت مبيعات آيفون بأكثر من 20% على أساس سنوي. وكانت المبيعات في الصين نقطة ضعف الشركة الأميركية، حيث انخفضت المبيعات في الصين الكبرى، التي تشمل هونغ كونغ وتايوان، إلى 7.95 مليارات دولار من 11.13 مليار دولار في العام السابق، بما يزيد على 28%.
ورغم أن مبيعات آيفون انخفضت بأكثر من 20% عن الربع نفسه من العام الماضي، وجاءت دون توقعات وول ستريت، فإن العديد من المستثمرين والمحللين يركزون بشكل أكبر على كيفية بيع آيفون 12 في العام المقبل؛ فقد تم طرح أجهزة آيفون الجديدة للبيع هذا العام في أكتوبر/تشرين الأول، ومن المقرر طرح المزيد من الطرز الشهر المقبل، مما يعني أن المبيعات من الأجهزة الجديدة لن يتم احتسابها في هذا الربع.
نمو الشركات الصينية
من جهتها، شهدت فيفو زيادة طفيفة في شحنات الهواتف الذكية على أساس سنوي، لكنها احتفظت بالمركز الخامس عالميا، وفقا لبيانات "آي دي سي"، لكن بيانات شركة كاونتربوينت تعارض ذلك وتضع شركة أوبو (Oppo) الصينية في المركز الخامس، وفي كلتا الحالتين، فإنه لا يفصل بين الشركتين سوى 1% من حصة السوق.
وبرزت في بيانات أبحاث السوق شركة ريلمي (Realme) الصينية، حيث حققت وفرة مبيعات في الرابع الثالث من عام 2020. وتشير شركة كاونتربوينت إلى أن ريلمي شهدت أقوى نمو بين مصنعي الهواتف الذكية على مستوى العامل مع زيادة بنسبة 132% على أساس ربع سنوي، مما وضعها في المرتبة السابعة عالميا، كما شهدت شركة "ون بلس" (OnePlus) الصينية نموا ربع سنوي بنسبة 96%، مدعومة بأدائها في الهند وأوروبا الغربية.