قال الدكتور يوسف الحساينة، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، إن أمل الجماهير التواقة للحرية والاستقلال، يتجدد في حركة الجهاد الإسلامي التي ساهمت منذ انطلاقتها في إبقاء فلسطين قضية مركزية للأمة، وفي صلب اهتمام الجماهير العربية والإسلامية والدول الحرة، مبينا أن الانطلاقة الجهادية كانت بمثابة استجابة للتحدي القائم الذي فرضته قوى الاستعمار على المنطقة.
وأوضح د. الحساينة في تصريح صحفي مناسبة الذكرى ال33 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، أن ما قدمته الحركة من رؤى وأفكار وخيارات ما زالت تمثل الخيار الأكثر واقعية في مواجهة الهجمة الاستيطانية والمشروع الصهيوني الغربي الذى يريد تركيع المنطقة والاستحواذ على فلسطين وتفتيت الأمة.
وأضاف: في ذكرى الانطلاقة الجهادية المباركة، يتجدد أمل الجماهير التواقة للحرية والاستقلال بها كحركة فلسطينية مقاتلة ساهمت منذ انطلاقتها، وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، في إبقاء فلسطين قضية مركزية للأمة، وفي صلب اهتمام الجماهير العربية والإسلامية والدول الحرة، والأحزاب والقوى العربية والإسلامية الرافضة للهيمنة الغربية الاستعمارية ورأس حربتها "إسرائيل" على فلسطين والمنطقة".
وتابع د. الحساينة بالقول: رغم انخراط جزء كبير من القوى الفلسطينية المناضلة فيما يسمى "مسيرة التسوية والسلام"، وعقد اتفاق أوسلو والاعتراف المتبادل بين المنظمة والكيان الصهيوني، إلاّ أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حافظت على سلاحها وخيارها وفكرها ومشروعها السياسي المقاوم، باعتباره المشروع الأكثر واقعية والأكثر جدوى في مواجهة الهجمة والعدوان، ومشاريع التنازل والهوان المرتبطة بما يسمى "رهانات السلام" مع الكيان الصهيوني الغاصب".
وأكد أنه عندما تواجه الأمم الحية تحديات مصيرية وجودية، فليس أمامها سوى العودة للبدايات، ولأصل الصراع مع العدو الذي يشكل الخطر الوجودي عليها، لافتا إلى أن هذا هو جوهر موقف حركة الجهاد الإسلامي في تعريف العدو وفي فهم جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني.
وأشار الحساينة إلى أن قراءة الواقع كما هو وبموضوعية، استنادا لثوابت الأمة، يُحتم على كل القوى والحركات والمكونات الفلسطينية الفاعلة، أن لا تراهن على إقامة "سلام" مع عدوها للحصول على دويلة ينتقصها كل لحظة، وإنما عليها إطلاق حرب تحرير شعبية لا هوادة فيها ولا تهاون ولا تناور في منتصف الطريق على سلام مع العدو، حرب تحرير شعبية ومقاومة متسلحة بالإيمان بقضيتها ومتمسكة بحقوقها وصلبة في مواقفها وملتحمة بجماهيرها وعمقها العربي والإسلامي، مشتبكة مع عدوها، تستنزف قواه وتربك سياساته، وتعري روايته التي يريد فرضها بقوة السلاح والتلاعب والحيل وبالتحالف مع بعض الأنظمة المستبدة.
وزاد بالقول: لقد كانت وستبقى حركة الجهاد صمام أمان القضية الفلسطينية بثوابتها وثوابت شعبنا وأمتنا وفي القلب منها أن فلسطين التاريخية وطن الآباء والأجداد في أرض العرب والمسلمين لا يمكن الانتقاص منها ولا المساومة عليها أو التنازل عن أي جزء منها".
وأوضح د. الحساينة أن حركة الجهاد منذ نشأتها، بات قدرها أن تكون في طليعة قوى المقاومة في المنطقة، لم تحرف بوصلتها لا متاهات "السلام المزيف" ولا مناورات السياسة، وإنما ظلت بوصلتها فلسطين فقط.
وقال: اليوم وفي ظل هذه التحديات غير المسبوقة التي تواجهها القضية الفلسطينية والمؤامرات على الشعب الفلسطيني، وآخرها خطة الضم ومؤامرة التطبيع الآثم من كيانات ارتضت على نفسها أن تكون ترساً في ماكنة المشروع الصهيو-أمريكي المتحفز دوما للانقضاض على المنطقة والسيطرة عليها وشطب قضية فلسطين وتصفيتها، وتمكين الكيان الصهيوني الذي يسعى لتغيير قيم الدول المطبعة، واستبدال الصديق والجار بالعدو، والتآمر على الشعب الفلسطيني وسلبه حقوقه وتصفية قضيته وإضعاف قوى المقاومة ومناعة الشعوب في المنطقة، يحتم علينا كفلسطينيين أولاً، وقوى مقاومة ثانياً، وشعوب مستهدفة ثالثاً، النهضة لاستعادة التوازن الذي اختل بسبب إجرام بعض الأنظمة بحق فلسطين وبحق شعوبها".
وحث عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، الفلسطينيين على النهضة ونفض أيديهم مما يسمى "مشروع السلام" ومسيرة التسوية التي فتحت الباب على مصراعيه محليا وإقليميا ودولياً، أمام الكيان ليدخل المنطقة ويتمدد ويتوسع على حساب فلسطين وعلى حساب سيادة دول المنطقة واستقرارها واستقلالها.
واستطرد بالقول: إن نهضتنا كفلسطينيين تعنى نهضة شعوب المنطقة، وصمودنا يعنى صمود إضافي للجميع، ومقاومتنا تعني تحصين وعي الأمة من الاستسلام والخنوع والخضوع لمشيئة الأغراب والمستعمرين".
وأكد أن واجبنا اليوم في ظل هذه الظروف أن نقطع مع "أوسلو الكارثة" بكل آثاره، ونُعيد الاعتبار للمشروع الوطني من خلال إعادة بناء منظمة التحرير استنادا للثوابت والحقوق الوطنية، والاتفاق على برنامج وطني لمواجهة العدو.
وجدد د. الحساينة العهد للقادة الشهداء، للشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله، والقائد الكبير الدكتور رمضان شلح، وكل الشهداء القادة الشيخ أحمد ياسين والشهيد الرئيس ياسر عرفات، وأبو علي مصطفى، وكل الشهداء الأبطال الذين جادوا بأنفسهم ودمائهم في سبيل الله وفي سبيل فلسطين.
ووجه رسالة للأسرى في سجون الاحتلال قال فيها: إننا لن نترككم، ولن نفرط بحقوقكم، ولن نتاجر بمعاناتكم وعذاباتكم، وسنصل الليل بالنهار في سبيل انتزاع حريتكم وكرامتكم".
وأعرب د. الحساينة عن اعتزازه بالشعب الفلسطيني وبالأمة وبشركاء النضال والمقاومة، مضيفا: إننا نعتز بكم ونفخر ونحن بكم ومعكم نمضي في طريق المقاومة واسترداد الحقوق، بكم تتزين لوحة مقاومتنا وجهادنا".
وفي رسالته لقادة وكوادر وأعضاء حركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس، قال د. الحساينة: أنتم على الصواب وطريقكم طريق الأحرار، فقدركم يا أبناء الجهاد الإسلامي أن تبقوا في طريق ذات الشوكة لا يضركم من خالفكم ولا من خذلكم".