أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومسؤول الدائرة السياسية الدكتور محمد الهندي، الليلة، على أهمية أن نبني حساباتنا على مواجهة العدو، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يستطيع قلب الطاولة.
وقال د. الهندي في مقابلة مع فضائية "فلسطين اليوم": "يجب أن نُعطي الشعب الفلسطيني الأمل والثقة، وأن نعزز صموده أمام من يحاولون أن يجعلوه يدفعُ الثمنَ لأنه متمسك بالجهاد والمقاومة".
وشدد على أن مسؤولية الشعب الفلسطيني إفشالُ المؤامرة، من خلال المواجهة، قائلا: "لو دخل الشعب الفلسطيني في سياقٍ غير المفاوضات، سيكونُ أحرار العالم الجدارَ القوي لهذه المواجهة".
وتابع "شعوب الأمة كلها العربية والإسلامية مع فلسطين، والصراعات ليست قدراً مستمراً فيها.. الشعوب سوف تنهض وتقف إلى جانب فلسطين".
ولفت د. الهندي إلى أن هناك انهياراً عربياً واضحاً، مشيراً إلى أن ما حصل في الجامعة العربية أكبرُ دليل على ذلك الانهيار.
كما لفت إلى أن شعبنا وقواه كانوا يراهنون على الأنظمة، لكن بعض الأنظمة سقطوا من الرهان، في إشارة واضحة لتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى أن هناك دولاً وازنة ستتأثر من هذا الاتفاقيات، وستكون مع الشعب الفلسطيني.
وتطرق د. الهندي إلى معادلة هامة بهذا الصدد "كلما تضررت دولٌ من الحلف الموالي للعدو، سيكون هناك دعم للفلسطينيين وقضيتهم".
وبحسبه فإن "فلسطين تستنهض الجميع، لكن قوى المنطقة التي تدفع ضريبة السياسة الأمريكية ستدفع أقل بكثير، مما سيدفع المُطبعون،قائلاً: "طالما أن الفلسطينيَّ لم يوقع أو يستسلم، فلا يمكن أن ينتهي الصراع".
وأضاف "الصراع لن يُحل، حتى لو طبَّع كلُ العرب"، مؤكداً أن الهيمنة الأمريكية ليست قدراً على المنطقة، مؤكداً أن "إسرائيلُ" مليئةٌ بنقاط الضعف الاقتصادي والسياسي وغيرها، وتحاول تضليل الجميع، فيما الدول المُطبعة تتبنى رواياتها.
وتوجَّه د. الهندي بالتحية للشعوب والدول التي تقف مع فلسطين، مستنكراً في الوقت ذاته ابتعاد البعض عنها، وتبنيه للرواية الأمريكية والإسرائيلية.
ويرى عضو المكتب السياسي للجهاد أن "السودان لن تُضيف جديداً، فهي ستنظم للمحور الذي تعمل "إسرائيل" على تشكيله"، مبيناً أن الانخراط في هذا المحور سيتعدى المنطقة، وسيصل للتجسس على باكستان والصين.
ولفت إلى أن هذا الحلف أهدافه السيطرة على المنطقة، وتأمين وحماية مصالح أمريكا و"إسرائيل".
وتحدث د. الهندي، عن أن الأعداء والمُطبعين يقولون إن إيران هي العدو، ومن ثمَّ أصبح الإسلام السياسي بعد "الربيع العربي" هم العدو، وأخيراً دخلت تركيا على خط العداء، على اعتبار أن لها قوةً ومصالح في شرق المتوسط.
ونبه إلى أنهم يريدون السيطرة على موانئ الطاقة، والتي تساعد على زيادة الطاقة للمحور.
ونوه إلى أن إيران لا تُستهدف لأنها شيعية، ولكن تُحارب بناءً على سياستها الخارجية، وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا السُنية، في وقت لا يستبعد، د. الهندي أن يتدفق السلاح الأمريكي على دول في المنطقة لبناء المحور الذي يشمل كل المنطقة.
وأشار إلى أنه في "كامب ديفيد" كانت هناك حصانة للشعوب، ولكن اليوم هناك اختراق للشعوب، من خلال سفهاء يَخِزون الجسم الشعبي لترويج الرواية الأمريكية والإسرائيلية للشعوب.
وأوضح د. الهندي أنه في مصر مثلاً على مدى 40 عاماً من "كامب ديفيد"، لم نرَ أي طفل مصري يحملُ العلمَ الإسرائيلي، هذا على عكس الإمارات، فبعد 4 أيام رأينا ذلك (رفع إعلام العدو الإسرائيلي) وفي عام 2022 سيفتتح "البيت الإبراهيمي".
وجدد د. الهندي التأكيد بأن هذا البيتُ لإنهاء قدسية المدن، مشيراً إلى أنهم سمحوا للإسرائيليين باستباحة المسجد الأقصى.
وقال "الواضح بأن هذه الدول (المُطبعة) ستخضع لما تريده "إسرائيل"".
ولفت إلى أن هناك في مصر تخوفات من تشغيل خط إمداد الطاقة من "إيلات" إلى ميناء عسقلان، موضحاً أن اتفاقات التطبيع تُعطي "السيادة" للمسجد المبارك، للعدو الإسرائيلي.
وبرأيه فإن "الخطرُ الأكبرُ على القضية الفلسطينية، لكن رُبَّ ضرةٍ نافعة"، قائلاً "خلال الأعوام السابقة كان الرهان على مسار التسوية.. اليوم هناك صدمة لأصحاب أوهام الشرعية الدولية، والمبادرة العربية".
ومضى د. الهندي يقول :"هذا يدفعنا كفلسطينيين للخروج من سياسة الانتظار والرهان، والعمل على بناء رؤية فلسطينية حقيقة، وسياق مختلف يتجاوز التكتيكات الصغيرة لتكتيكات أكبر".
وتطرق عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى اللقاءات المتبادلة فلسطينياً، مستبشراً بأنها ستخرجُ برؤيةٍ لترتيب البيت الداخلي.
لكنه يرى أهمية أن يسبق ذلك، أن تتحلل السلطة الفلسطينية من كل الالتزامات التي تُقيدها.
ونوه د. الهندي الى أن العدو يريد أن تبقى الضفة متفرقة، ومعازل، كي يضمن السيطرة عليها، مع الإبقاء على سلطات محلية للفلسطينيين.
وبيّن أن العدو الإسرائيلي يرى في الضفة قلب المشروع الصهيوني على اعتبار أنها "يهودا والسامرة".
وتطرق د. الهندي لاجتماع الأمناء العامين وتشكيله لثلاث لجان، منها لجنة القيادة الوطنية الموحدة، والتي قامت بعدة فعاليات، ومطلوب منها المزيد من التطبيق على الأرض، مشدداً على أن ما يستنهض الشعب الفلسطيني، هي المواجهة مع جيش الاحتلال.
وتابع د. الهندي "ما يهم الوقائع على الأرض.. الخطابات يجب أن تنعكس في الميدان، وسنعمل في "الجهاد الإسلامي" على تطبيق كل الاتفاقات على الأرض".
وزاد "يجب أن نصل إلى سياق المواجهة المستمرة والمفتوحة مع الاحتلال"
ونوه د. الهندي إلى أن اللجنة الثانية، هي لجنة بناء منظمة التحرير على أساس سحب الاعتراف ب"إسرائيل".
وقال بهذا الصدد "مطلوب تجديد المجلس الوطني الفلسطيني لتكون تحت إطاره منظمة التحرير، والتي ستعود للشعب وتسحب اعترافها بإسرائيل".، معتبراً أن المدخل الطبيعي إعادة بناء م.ت.ف، وإعادة الاعتبار لبرنامجها.
وأشار د. الهندي إلى تفاهمات حركتي فتح وحماس في إسطنبول، مبيناً أنها ستُعرض على الأمناء العامين، والقرار لهم.
وبحسبه "لا بأس باجتماع الطرفين حتى يتفقا على رؤية واضحة لإنهاء الانقسام".
وعدَّ د. الهندي، أن الانتخابات آلية لفرز ممثلي الشعب، ولكن دون أن تكون "أوسلو" المرجعية.
وأوضح أن حركة الجهاد الإَِِسلامي لا تعترض على الانتخابات من ناحية الرؤية، ولكن من ناحية المرجعية.
وشدد د. الهندي قائلاً "لابد للانتخابات أن يكونَ سقفُها وطنياً، ومرجعيتها وطنية".