• د. أبو طه: "اتفاق ابراهام" ضرب جوهر الأمن العربي والإسلامي وهي القضية الفلسطينية.
• د. أبو طه: الإمارات تسعى بالاتفاق لتقديم السلام على العدل.
• د. أبو طه: الإمارات كيان هش والاتفاق هو حماية إسرائيلية لها من محور يتشكل بالمنطقة.
• د. أبو طه: " مسار إبراهيم" يتجاوز العقائد والشرائع الإسلامية لتمكين إسرائيل في فلسطين.
• د. أبو طه: على السلطة التصدي لجمعيات "مسار إبراهيم" بالضفة المحتلة.
• لم يعد أمام الفلسطينيين إلا البحث عن القواسم المشتركة لمواجهة التحديات المخاطر.
• د. أبو طه: الرهان معقود على الشعب الفلسطيني والمقاومة في التصدي.
اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور أنور أبو طه، أن الاتفاق الإماراتي "الإسرائيلي" هو بمثابة إعادة لرسم دور أبو ظبي في المنطقة من خلال الارتباط بالكيان الصهيوني، مشدداً على أن الاتفاق يضرب جوهر الأمن العربي والإسلامي، والمتمثل بالقضية الفلسطينية.
وأوضح أبو طه خلال لقاء ضمن برنامج "المدار" الذي يبث عبر "قناة فلسطين اليوم" أن الإمارات تتموضع الآن في نظام إقليمي جديد قوامه التحالف بين الأنظمة الاستبدادية وبين الاحتلال، باعتبار أبو ظبي طرف عضوي بهذا التحالف، وليست مجرد عراب للدور "الإسرائيلي" في منطقة الخليج والمنطقة برمتها.
ويرى أن العلاقة مع "إسرائيل" من الصعب أن تبدأ بشكل متسارع في منطقة الخليج، لذلك كانت الإمارات بمثابة اختبار من الدرجة الأولى لدخول الكيان لمنطقة الخليج، لافتاً إلى أن التطبيع بين الجانبين مستمرا منذ سنوات طويلة، لكن ظهر إلى العلن مع إعلان اتفاق التطبيع في واشنطن.
وارجع أبو طه سبب إسراع "أبو ظبي" لتطبيع علاقتها مع "إسرائيل" إلى أن الإمارات تتوقع أن تكون محل تهديد من قوى إقليمية كبرى، في إشارة إلى المحور الذي يتشكل في المنطقة (- الإيراني - التركي - إلى جانب المقاومة)، مؤكداً أن الإمارات كيان هش وذهبت للاتفاق كحماية "إسرائيلية" لها .
ورفض عضو المكتب السياسي بالجهاد التسليم بفرضية أن ما جرى هو اتفاق سلام، بسبب أن الإمارات ليس لها حدود مع "إسرائيل" لا ساخنة ولا حتى باردة، مستدركاً؛ ما جرى هو "سلام مقابل سلام" لأن مبدأ "الأرض مقابل السلام" انتهى ،مؤكداً أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي جاء على قاعدة "الاعتراف مقابل الحماية".
وحول ارتباط "مسار إبراهيم" بمخطط "اتفاق أبراهام" الذي أعلن عن اسمه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"،خلال توقيع اتفاق التطبيع في البيت الأبيض، حذر د. أنور أبو طه من خطورة هذا المخطط المندرج تحت هذا المسمى الذي بموجبه يفقد المسلم صلابة الجانب العقدي الذي يؤسس للهوية الإسلامية، ويجعل لديه الحساسية الدينية من قضايا مثل الاحتلال الإسرائيلي والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.
وكشف أبو طه عن دور الإمارات وعلمائها في الدفع في تنفيذ هذا المخطط والذين ينادون من خلاله بشعار "تقديم السلام على العدل"، والذي لا يلتف لمسائل الحق والحقوق التاريخية والمقدسة لشعب فلسطين أو ما يصيبهم من ظلم، على اعتبار أن المحبة والسلم بين الدول والأديان هي الأساس. وفق رؤيتهم.
وبين القيادي في الجهاد دور الإمارات في ما يسمى "مسار إبراهيم" من خلال مساعيها لنسخ الإسلام وتجاوز العقائد الإسلامية والشرائع الإسلامية وذلك بهدف تمكين "إسرائيل" في فلسطين التاريخية.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن المخطط الجديد له عنوان مهم هو مواجهة الإسلام وخلق سيولة عقدية عند أتباع الإسلام بحيث يجعل أي شاب مسلم لا يشعر بغضاضة في أن يتنازل ليهودي أو لمسيحي، لافتاً إلى أن أبو ظبي سخرت مركزاً ومنبراً لمواجهة هذه الحالة .
ودعا أبو طه خلال حديثه إلى ضرورة فضح ومواجهة جمعيات "مسار إبراهيم" والتي تنشط في الضفة الغربية المحتلة، مطالباً السلطة الفلسطينية بضرورة التصدي لتلك الجمعيات والمخططات الإسرائيلية كجزء من التصدى لــ"صفقة القرن".
وأرشد أبو طه قائلا: بالوعي والتمسك بالمقاومة وخطها ونهجها، ومقاومة الظلم، سنقف في وجه كل المخططات، معتبراً أن الرهان يبقى معقود على الشعب الفلسطيني والمقاومة في التصدي لذلك.
وإليكم نص المقابلة كاملاً :_
س/ تحالف جديد في المنطقة بدأت تظهر بنيته على ما يبدو، اشرح لنا تفاصيل أكثر عن هذا التحالف وأهداف هذا التحالف؟
ج/لنتحدث عن النظام العربي الإقليمي،النظام العربي الإقليمي كان قوام أمنه العربي منذ أن أسست الجامعة العربية في العام 1945 إلى ما قبل -إذا أحسنا الظن- الربيع العربي،قائم على محاصرة إسرائيل والانتصار للقضية المركزية للعرب وهي القضية الفلسطينية. ولكن منذ التطبيع العربي مع إسرائيل لم تعد عقيدته الأمنية هو مقاومة إسرائيل. وهو كنظام عربي إقليمي فشل في ان يخلق تنمية مستدامة ولميقض على الفقر ولا انجز سوق مشتركة ولا أمن عربي مشترك. نعرف أنه خلال مسيرته وجدت عدة تجمعات إقليمية سواء بين العراق ومصر والأردن او بين دول الخليج، لأنه لم يكن يعبر عن إرادة عربية مشتركة،الآن بعد أن كانت عقيدة هذا النظام الأمنية هي مواجهة الأخطار الإسرائيلية على المنطقة العربية وفلسطين تفكك هذا النظام بعد الربيع العربي لأن دول الخليج العربي وبعض نظم الاستبداد العربية أصبحت تخشى من وصول حركات الإحياء الإسلامي كما حصل في مصر أو في تونس او أكتر من بلد عربي فقامت بإعادة التموضع في حلف ليس قوامه الدفاع عن الأمن العربي في مواجهة الاختراق الإسرائيلي بل التحالف مع الطرف الإسرائيلي والكيان الصهيوني ضد أمن العرب وأمن المسلمين في المنطقة،ظنا منهم ان هذا التحالف يمكن أن يشكل لهم حماية، وتم استبدال العدو الإسرائيلي بما يسمى الخطر الإيراني او بالتدخل التركي أو خطر الحركات الإسلامية.
العرب المطبّعون اليوم ينحازون لروما الغرب، ينحازون للعدو التاريخي للأمة، ينحازون للكيان الصهيوني الذي شكَّل طوال الفترة السابقة العدو المركزي للأمة، ولذلك فهذا انقلاب كبير في مفهوم الأمن العربي، هذا إن بقي أمن عربي مشترك في هذه المنطقة.
س/ البعض يقول دكتور أنور ان هذا تمهيد ايضا لخلافة أمريكا بالمنطقة خاصة ان امريكا بدأت بالانسحاب شيئا فشيئا؟
ج/ترامب يبدو انه في أكثر من مكان يعلن أنهُ لا يتدخل كثيرا في المنطقة ولكن هذا لا يؤثر في الأمر شيء، أمريكا حاضرة لان الأطراف الأمريكية في المنطقة وحلفاء أمريكا في المنطقة يقومون بالسياسات التي يرسمها البيت الأبيض كما سيظهر معنا لاحقا،فهناك مخطط تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية تجاه هذه المنطقة تنفذه الآن دولة الإمارات منذ سنوات سابقة.
س/أمريكا تلعب دور في المنطقة على المستوى السياسي او العسكري أو الأمني، هذا الاتفاق اليوم هذا التحالف الجديد أيضا له أدوار أمنية وعسكرية في المنطقة؟
ج/ بعد الربيع العربي تشكل محورين في المنطقة، محور المقاومة وتقف على رأسهِ إيران وقوى المقاومة، وهناك بلد آخذ في الانحياز تجاه عدم التسليم بالسياسات الإسرائيلية في المنطقة وهو تركيا، وقطر تعاونت مع تركيا في الموقف في هذا الموضوع. هذا المحور في مقابله محور في المنطقة إسرائيلي اماراتي يخشى من حركات الأحياء الإسلامي وتحديدا حركة الإخوان المسلمين، وتحديدا بعد أن وصلوا لسدة الحكم في أكثر من قطر عربي.وهذا التحالف الجديد قاد مع إسرائيل الثورة المضادة ضد الربيع العربي،ومن هنا ومن هذا التموضع الجديد فهو حلف له أبعاد عدة من الأمن،والجغرافيا،وأماكن الطاقة، والسياسات الثقافية، وحتى في مواجهة الأفكار الإسلامية والإسلام نفسه -كما سيتضح لاحقا-وعلى سبيل المثال نجد أن الإمارات تشترك مع إسرائيل في إيجاد بؤر لهما على كل الموانئ في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر واليمن،اليوم الإمارات تدخل على منتدى الغاز في شرق المتوسط، وفي إطار هذا الحلف الجديد -الذي تصطف فيه مع إسرائيل ضد تركيا وايران- ترسل طائرات تشارك في المناورات اليونانية ضد تركيا،هذا الدور إذا هو أوسع من وزن الإمارات ومن قدرة الإمارات في هكذا أحلاف،لكن هي كما قلت تستقوي بالطرف الإسرائيلي والطرف الأمريكي الذي يشكل غطاء لها في كل هذا التحرك، وإذا راقبنا التصرف الإماراتي على المستوى الأمني والسياسي نجد تدخلها في اليمن تدخلها في ليبيا،مساهمتها في الثورة المضادة في مصر،محاولة قلب نظام الحكم في تونس واستبعاد حركة النهضة الإسلامية من الحكم، وما إلى ذلك.تتدخل الإمارات في أكثر من مكان الآن في الوطن العربي، وكل هذه التدخلات تدخلات متعثرة لم يكتب لها النجاح على المستوى المطلوب. فكان هذا الحلف للحماية من تبعات هذه التدخلات الفاشلة لدولة الإمارات.
موضوع الاتفاق على مستوى القضية الفلسطينية،أغلق الاتفاق الباب على مسألة حل الدولتين ومسألة "الأرض مقابل السلام" تماما، وهي مبادرة الملك فهد في العام1981م للسلام، وتم المصادقة عليها في القمة العربية في العام1982م، وتحولت في القمة العربية في بيروت عام 2002م إلى "مبادرة السلام العربية"والقائمة على مبدأ"الأرض مقابل السلام"،اليوم بهذا الاتفاق -مع الامارات والبحرين ومن يلحق بهما- أصبحت العلاقات العربية الإسرائيلية علاقات مباشرة ولا تمر عبر القضية الفلسطينية، ولم تعد إعادة الحقوق الفلسطينية أو بناء الدولة الفلسطينية أو الانسحاب الإسرائيلي من مناطق العام 1967م مدخلا للعلاقات العربية الإسرائيلية وبذلك نسخت المبادرات العربية السابقة ووضعت العرب في علاقات مباشرة مع إسرائيل. وأشير إلى أن هذا مخطط كان وضعه "جابوتنسكي" منذ العام 1925م عند حديثة عن "سلام الردع" والذي تبناه نتنياهو بقوله أن هذا السلام جاء من مصدر القوة وليس تبادلي،وما قاله "جابوتنسكي" ترجمه وزير المالية الإسرائيلي الحالي كاتس عندما تكلم عن المفهوم الإقليمي ثلاثيّ الطبقات وهو يبدأ بالمواجهة الأمنية لإيران ولحركات المقاومة وحركات الإسلام الجهادي في المنطقة، ثم إقامة علاقات اقتصادية،وآخر مرحلة البحث عن علاقات مع الفلسطينيين. فما يطبق الآن هي هذه النظرية الأمنية، ولا ننسى في هذا السياق حديث شمعون بيرس عن "السلام الاقتصادي". نحن إزاء تحالف أمني اقتصاديي فتح لاحقا الأبواب للمسألة السياسية مع الفلسطينيين.
س/ كل هذه التداعيات للاتفاق على الواقع العربي والشرق الاوسط ربما أيضا له تداعيات على القضية الفلسطينية لذلك ما هي خطوات لم الشمل الفلسطيني التي تكللت باجتماع الأمناء العامين، وهل نحن أمام لم الشمل الفلسطيني؟
ج/ أمام الأخطار كلها، وأمام صفقة القرن، ومحاولات الضم، والتحالف الجديد في المنطقة،لم يعد أمام الفلسطيني إلا أن يعود إلى رشده ويرجع إلى أصل المشروع الوطني الفلسطيني كمشروع تحرري قائم على تحرير الأرض ولا يتلهى لا بالسلطة،ونحن الآن في الذكرى 27 لاتفاق أوسلو وحصاده المر والنكد.وقد فشل الاتفاق في تحقيق مشروع الدولة الفلسطينية،وعمليا مشروع الدولتين وفق هذه الاتفاقيات وهذا الحراك السياسي الدائر في المنطقة لم يعد له وجود،حتى المفاوضات لم يعد لها وجود.
صفقة القرن أعطت كل شيء لإسرائيل، ونحن كنا على أبواب الضم. عمليا بات هنا كمؤامرة شديدة ضد الحقوق الوطنية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والدولي، ولم يعد أمام الفلسطينيين إلا البحث عن القواسم المشتركة كي يجتمعوا ضمن الحد الأدنى لمواجهة هذه التحديات، فكان اجتماع الأمناء العامين وهو اجتماع الحد الأدنى لمواجهة هذه المخاطر، والكل يدرك هذه المخاطر، وتم تشكيل بعض اللجان التي نتمنى أن تكون فعّالة وأن تستمر. ونحن من طرفنا في الجهاد الإسلامي سندعم أي حراك وطني فلسطيني لتعزيز الصمود الفلسطيني ولرفض كل الاتفاقيات والمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية الآن.
س/ هل تعوّلون على نتائج اجتماع الفصائل في بيروت في المرحلة المقبلة؟
ج/ هذا الاجتماع هو إنجاز جيد، أما أن نعول أو لا نعول عليه فمسألة أخرى، ولكن نحن سندفع بأن تكون هذه الإنجازات ذات طابع إيجابي، وسنتعاون قدر الإمكان في تعزيز الحراك الشعبي في الضفة وفي غزة وفي كل مكان وصولا إلى انتفاضة جديدة ضد الاحتلال،لأن الاحتلال لا ينفع معه إلا الردع ولا ينفع معه لا مفاوضات ولا اتفاقيات.
س/ لماذا أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتفاقيات التطبيع بين كيان الاحتلال والإمارات اسم "إبراهام" أو "اتفاقية إبراهيم". برأيك هل لهذه التسمية دلالات معينة،لماذا تم اختيار هذا الاسم؟ وتحديدا على هذا الاتفاق،الاتفاقيات السابقة بين مصر وبين الأردن أطلق عليها اسم المكان،لماذا تم اختيار اسم ديني لهذا الاتفاق؟
ج/ هذا سؤال مهم وجوهري، أولا هذا الاتفاق يتكشف عن مؤامرة عملية بدأت منذ عشرين عاما، مؤامرة عمل عليها الإسرائيلي والإماراتي والأمريكي، هم أطلقوا اسم إبراهام على هذا الاتفاق نسبة إلى نبي الله إبراهيم،والمسألة هذه تعود لمشروع يسمى "الدبلوماسية الإبراهيمية" أو "الدبلوماسية الروحية"،وهذا مشروع مطروح في وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2013م وجنّد له تقريبا فريق من مئة شخص من السياسيين والروحانيين. لذلك أطلق عليه "اتفاق إبراهام"، فلم يسمَّ صدفه بل هو تتويج لكل المسعى الإماراتي، وسنكتشف الدور الإماراتي في "الدبلوماسية الإبراهيمية" أو ما يطلق عليه بـ"الولايات الإبراهيمية المتحدة" التي تستهدف المنطقة.
هذا المخطط قديم جدا وسيظهر لنا أن الإمارات لها دور مركزي فيه،وأساسه هو تمكين إسرائيل اليهودية التوراتية في هذه المنطقة ونسخ الإسلام كدين.
الولايات المتحدة وإسرائيل لديهم معضلة تاريخية وهيأن هذه المنطقة لا تريد أن تعترف بإسرائيل، هناك استعصاء على الاعتراف بإسرائيل وباليهود، فضلا عن فشل الأنظمة العربية التي وجدت وفق اتفاقية "سايكس بيكو" لحماية "اسرائيل" واستقرارها. فالهدف الأساسي هو الانتقال من عدم الاعتراف بإسرائيل إلى الاعتراف بإسرائيل، ما الحل إذن؟
وجدوا أن الأديان وتحديدا الإسلام هو من يشكل الاستعصاء على الاعتراف بإسرائيل.فتم التساؤل كيف يمكن أن نتجاوز هذه الأديان، والاجابة التي تم التوصل لها: أن يتم نقل الدين من كونه أداة للصراع ونفي إسرائيل الى دور جديد له للاعتراف بإسرائيل. وسبيل ذلك تجاوز المسيحية واليهودية والإسلام والحديث عن الدين الإبراهيمي الجامع كدين جديد، فبدأ التفكير بمحاولة جمع القادة الروحانيين والقادة السياسيين وفتح حوار في القضايا المعاصرة وتجسيد مخرجات الحوار في خرائط سياسية ووفق أهداف مشتركة. وسمو هذا المشروع بـ"الدبلوماسية الروحانية" أو "الدبلوماسية الإبراهيمية".
س/ مخطط خبيث لنسف الديانات واختصارها بديانة واحدة وهي ديانة جديدة.وليس هناك ديانة أسمها إبراهيمية، وهذا المشروع يحتاج إلى أدوات ووسائل ؟
ج/هم يتحدثون في المعطى العام عن القيم المشتركة للديانات: الحب، المساواة،التسامح،السلام،على أساس ان هذه هي القيم المشتركة تؤسس للدين الجديد، والأهداف المعلنة تحقيق السلام العالمي،وأقامت مشاريع بحثية وأكاديمية، وتقديم الخدمات الاقتصادية المباشرة للجمهور،يعني تشر هذا الدين الذي يسمى بالإبراهيمي بشكل عملي بين الناس ليشعروا بجدواه.بالطبع ليس لدينا أديان إبراهيمية بل أديان سماوية ليست أديان إبراهيمية فإبراهيم عليه السلام لم ينشأ الأديان، لكن هم يبحثون عن جذر مشترك يُغْرُو به الروحانيين. ليلْغُو هذه المناعة الداخلية داخل الإسلام ويجعلوا المسلم يقبل بهذا الاحتلال الإسرائيلي وبدور إسرائيل المركزي في المنطقة وهذا الحوار الذي يقودوه بين سياسيين وروحانيين يجسدوه في خرائط سياسية يعطونه لصانع القرار لتنفيذه. طبعا المعضلة التي واجهتهم مسألتين، الأولى معضلة في قيم الدين الصلبة، وثانية في تاريخ الصراع، فتمت الدعوة لإعادة تأويل النص الديني بمعنى أن نقرأ الإسلام ونقرأ الدين بمعنى مختلف، بمعنى تجريد الدين وتجريد النص الديني الموروث من كل مصادر القوة فيه،فيتم إلغاء مفاهيم الجهاد والولاء والبراء، والنصرة، والمقاومة،ورفض الظلم، ومفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والتركيز على قيم الحب والتسامح وما إلى ذلك.
وإعادة قراءة التاريخ بمعنى إعادة قراءة تاريخ الصراع بين الإسلام والمسيحية واليهودية بحيث نعطي الأولوية لليهود ونرد كل الرواية الإسلامية، ونعطي المركزية للدور والتاريخ اليهودي باعتباره التاريخ الأصلي.وفي مشروع "الدبلوماسية الإبراهيمية" أو الروحية يقولون أن اليهودية أسبق من الإسلام ومن المسيحية فهم الأصل في هذه الأرض.
ثم يأخذوا بقول اليهودية: أن المسيحية هي حركة هرطقة انفصلت عن اليهودية، وأن الإسلام ليس إلا دين تعريب لليهودية، ومن ثم لا يبقى إلا اليهودية كأصل جامع، ويتكلمون عن دمج الديانات الثلاثة، ولكن عمليا لا يبقى إلا اليهودية في هذه المنطقة وفق لهذا التصور.
في جامعة "هارفرد" الأمريكية أقاموا وحدة "على خطى إبراهيم" التي أصدرت الدليل الإرشادي وسموه "التفكير الكتابي: دليل الفكر والحركة" تكلموا عن فتح باب التأويل المستمر للنصوص بمعني أن تقول في النص الديني ما تشاء وكيف تشاء وتنزع منه كل مصادر الممانعة والقوة، وليس ذلك فقط بل نزع القداسة عن الدين وإعطاء القداسة لهذا الدين الجديد الذي يسمونه الدين الإبراهيمي، ونزع الحرمة والقداسة عن دور العبادة وتشكيل دور عبادة جديدة وهي"المراكز الإبراهيمية"،وبالمناسبة الإمارات بدأت في إقامة"مركز الديني الإبراهيمي"وفيه مسجد وكنيسة وكنيس وسيفتتح في العام 2022م. فهو مخطط كما قلت لنسخ الإسلام أكثر من كونه مخطط لتعديل قيم الإسلام،والدليل الإرشادي كان موجه للقادة الروحانيين والسياسيين وهذا المخطط يحتاج إلي ما يسمونه "الممارسين الابراهيميين"والممارس هو الذي يدعو إلي هذا الدين الجديد فيبشر به.كما أنشؤوا "أسر ممارسة السلام" وهي موجودة،الآن في فلسطين وموجودة في أكثر من مكان في مناطق النزاعات.
والهدف المعلن من مخطط "الدبلوماسية الإبراهيمية-الروحية" في ظاهر الأمر كما يعلنون التنمية والقضاء على جذور الصراع، ولكن الهدف الخفي هو استيلاء اليهود على القدس بدعم مؤسسات دولية وعمليا نسخ الإسلام وتزييف التاريخ وتغيير الوقائع لصالح الكيان الإسرائيلي.
س/ كيف تم تجسيد الدبلوماسية الإبراهيمية سياسيا؟
ج/ لتجسيده سياسيا تحدثوا عن شي اسمه"مسار إبراهيم"ويمر ضمن مناطق جغرافية تشمل عشر دول إسلامية وعربية، وملكية الأرض التي يقع ضمنها "مسار إبراهيم" ليست للشعوب التي عليها بل هي للشعوب الأصلية الذين هم لليهود، وعليه فالمخطط قائم لتعزيز وجود إسرائيل في المنطقة. وعند حديثهم عن"الولايات الإبراهيمية المتحدة" يتكلمون عن "السلطة الفيدرالية" للولايات التي هي مجموع الدول العربية والإسلامية الواقعة في الشرق الأوسط. وفي قلب هذه "السلطة الفيدرالية" يتكلموا طبعا عن إسرائيل وعن تركيا وإيران كقادة لهذا المحور، وبالطبع بعد تغيير النظام الإيراني كما يتمنون والتركي كذلك. وكما قلت هذا المخطط ليس نظريا أو موجود في الكتب ولدى مراكز الدراسات فقط، فمنذ العام 2013م شكلت وزارة الخارجية الأمريكية دائرة داخل الوزارة أسمتها"الدبلوماسية الروحية" وأشرفت عليها وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك "هيلاري كلنتون"، وشكلت فريق توزع على ستة فرق عمل "حول الدين والسياسة" وجمعوا كما قلت مئة من السياسيين والروحانيين كتبوا النصوص الخاصة بهذا المشروع. وهذا المشروع لا تشرف فقط عليه الخارجية الأمريكية، بل أصبح له داعمين كثر حتى المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة تساهم فيه وبالرجوع إلى مواقعهم على الانترنت ستجدون الحديث عن الدين الإبراهيمي و"المنابر الإبراهيمية" وحول "المسار الإبراهيمي".إضافة للجامعات ومراكز أبحاث وحكومات ومراكز دولية ومؤسسات المجتمع المدني التي يتم دعمها من بعض الدول الأوروبية ويتكلمون أيضا عن "مراكز الدبلوماسية الروحية". والجدير بالذكر أن هذا المخطط ينفذه في أمريكا الحزبين الديمقراطي والجمهوري وما من خلاف بينهم حوله.
س/ مع إعلان الاتفاق بين الإمارات وكيان الاحتلال هل نستطيع أن نقول إن المخطط بدأ ينفذ؟
ج/ هو ساري وينفذ منذ زمن، ولكن أعلن عنه عملياً بالاتفاق الإماراتي "اتفاق إبراهام" والإعلان كان تتويجا لهذا المخطط. وبالمناسبة أوباما وزعماء وقادة أمريكيون تحدث عن "الديانة الإبراهيمية المشتركة" في محطات كثيرة، وبعض مراكز البحث باشرت بالتبشير به منذ العام 2007م ومنه مؤسسة راندل. فضلا عن جامعات "هارفارد وجورج" "تاون وأكسفورد". والخلاصة ان هذا موضوع خطط له وينفذ قبل اعلان "اتفاق ابرهام" وما زال مستمرا.
س / كيف ارتبط مسار إبراهيم بهذا المخطط؟
ج / مسار إبراهيم مسار جغرافي يمر في 10 دول عربية وإسلامية تم فيه تتبع تنقلات وترحال النبي إبراهيم علية السلام وفق الرواية التوراتية والرواية الإسلامية وقالوا ان هذه خارطة مسار إبراهيم حتى يبدأ من حران من تركيا مروراً بلبنان وبسوريا وبفلسطين وصولا إلى حدود سيناء الى مصر وطبعا يضم الأردن وباقي المناطق،وهذا المسار نفِّذ عمليا في فلسطين المحتلة ويبلغ 330 كيلو متر. وقد أنشأت جمعيات في فلسطين المحتلة تقوم بعمل مسير او كما يسمونه"حج" على مسار إبراهيم ويتكلمون عن الحج كسياحة عامة ومشتركة تجمع مسلمين ومسيحيين ويهود. وليس كل "حاج" أو "ممارس ابراهيمي" يعرف الهدف من أنشطة المسار.
ولكن الأخطر ان بعض من في السلطة الفلسطينية لا يعرف الهدف،وجزء من شعبنا كذلك.وعلى سبيل المثال فجمعية مسار إبراهيم بالضفة الغربية وداخل فلسطين تسيِّر الرحلات على هذا المسار باعتبارها رحلات سياحية، ووزارة السياحة الفلسطينية وقعت اتفاقيات مع مسار إبراهيم وبلديات كبلدية بيت لحم ورام الله وبلدات أخرى يمر فيها "مسار إبراهيم"ويتنقل به مجموعات من "الحجاج" او "اسر السلام" أو "السوَّاح"من مسلمين ومسيحيين ويهود وبالطبع رغم الحواجز وجدار الفصل لان إسرائيل ترغب في هذا المخطط وتسهل له. لان المسار بحسب المخططين يؤكد الحق الإسرائيلي في هذه الأرض، وعمليا فإن حدود إسرائيل التوراتية من النيل إلى الفرات هيالتي تقع داخل حدود "مسار إبراهيم".
طبعا هم يستغلواً أيضاً في هذا الجانب كما قلت سابقا زعماء روحانيين ورجال دين مؤيدين لهم من اجل الترويج لهذا المخطط. وتحديدا يتم الاهتمام بكل الاتجاهات الإسلامية التي تركز أكثر على القيم الإنسانية المشتركة كقيم المحبة والتسامح، ومنهم الجماعات والطرق الصوفية، لماذا فيتم دعوة شيوخهم للمشاركة في مؤتمرات إقليمية وعالمية ويستغلون براءة الدعوات الأخلاقية ظاهريا، ومن يُدعى لا يتصور المخطط من وراء مؤتمر عنوانه السلام والمحبة والتسامح فهي قيم يدعو لها كل دين. والتصوف هو ارث إيماني مشترك بين كل الأديان والمذاهب الروحية. ويتكلمون عن "المسار الإيماني المفتوح"بمعنى عدم التقيد بأي شكل من أشكال الاعتقاد أو أي شكل من أشكال الشرائع لأنه الاختلاف في الاعتقاد يؤسس للاختلاف في الواقع.وعليه يجمع الكل فقط الإيمان بالله وهو الذي سيدخل الجنة، والله هو الذي يدبر في السماء، والإنسان هو الإله المدبر في الأرض. وأما فالشرائع فهي مختلفة لأنها من وضع علماء الأديان وعلى الجميع في الدين الإبراهيمي الجديد والموحد تنحيتها جانباً.فيصبح هذا "المسار الايماني المفتوح"عنوان الاشراك لكل ممارس لدى "الممارس الابراهيمي". ويروجون لمجمل التوجهات الصوفية العالمية تبدأ من البوذية مرورا بالمسيحية وباليهودية وبالإسلام وغيرها. ووفق هذا المخطط يفقد المسلم صلابة الجانب العقدي الذي يؤسس للهوية الإسلامية المتميزة. ولن تكون لديه الحساسية الدينية من قضايا مثل الاحتلال الإسرائيلي والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.لأنه في هذا "الدين الابراهيمي "كما هو دور الإمارات وعلمائها ينادون بشعار "تقديم السلام على العدل"، وعليه فلا يلتفتون لمسائل الحق والحقوق التاريخية والمقدسة لشعب فلسطين أو ما يصيبهم من ظلم، لأن المحبة والسلم بين الدول والأديان هي الأساس.
وهذا المشروع الذي يستغل الحركات الصوفية فيبدأ من حدود المغرب إلى كراتشي،ففي المغرب عقد الملتقى الثاني عشر للحركات الصوفية تحت عنوان "التصوف والدبلوماسية الروحية"في العام 2017م. ويتم استثمار كل ما يدعم المخطط من داخل التراث الصوفي، وعلى سبيل المثال لا الحصر يستثمروا قول الشيخ الأكبر في ابيات من الشعر نسبت له:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
وقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعاً لغزلان ودير لرهباني
وبيت اوثان وكعبة طائف
والواحتوراة ومصحف قرآني
أدين بدين الحب انا توجهت
مراكبه فالحب ديني وايماني
هنا يتحدث الشيخ الأكبر المتصوف ابن عربي عن دين الحب الذي يجمع كل الأديان والمذاهب والعباد،وبغض النظر عن التفسير الصوفي الإسلامي لهذه الابيات لكن دعاة "الدين الابراهيمي" يستغلون هكذا دعوات تجمع الوثني مع حامل القرآن مع الواح التوراة تحت ديانة واحدة بدعوى الحب.
س/ المخططات لها مسار طويل وتكشَّفت اليوم بعد تسمية اتفاق الإمارات وكيان الاحتلال بهذه الديانة او بهذا المخطط معني بدور خاص لدولة الإمارات في مسار الديانة الإبراهيمية؟
ج/ دولة الإمارات هي أكثر جهة تشتغل في هذه المشروع ومن هنا تنبع خطورة الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات او تسميته بـ"اتفاق ابراهام"، كتتويج للمسعى التي عملت عليه الإمارات منذ سنوات. ودور الإمارات في هذا المشروع مؤداه الدعوة لنسخ الإسلام وتجاوز العقائد الإسلامية والشرائع الإسلامية كل هذا بهدف التمكين لبني إسرائيل في فلسطين علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل.
وسنذكر أمثلة على المسعى الاماراتي وشراكتهم العضوية في هذا المشروع. لقد أسسوا "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" وعلى رأس هذا المنتدى الشيخ عبدالله بن بيه احد علماء موريتانيا، وفلسفة "منتدى السلم" التي يقدمها عبدالله بن بيه في هذا الموضوع هو ان "السلم مقدم على العدل"، وأما مظلمة الشعب الفلسطيني التاريخية والقضية فلسطينية واضحة العدالة مفقود وفي هذه القضية،وشعار "السلم قبل العدل" هو لتبرير علاقاتهم بإسرائيل، ويروج عبدالله بن بيه لذلك بالحديث من حلف الفضول او ما يسمى بالأديان الابراهيمية والتسامح.
قد ألقى وزير الخارجية الإماراتي كلمة في الأمم المتحدة القى كلمة قال فيها بالنص "السلام العالمي لا يمكن تحقيقه الا بتحقيق السلام بين الأديان، وأطلق منتدى تعزيز السلم مبادرة دولية لبناء تحالف بين ديانات العائلة الابراهيمية تتجاوز منطق الجدل الديني".ويقصد بذلك تجاوز الدين واضح أن هذا النص صريح يتلاقى مع كل ما ذكر. وهناك مؤسسة في الإمارات اسمها "مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني" ومديرها جمعة الكعبي،وأقامت هذه المؤسسة في شهر التاسع من العام 2020م في اسبانيا ندوة كانت تحت عنوان"العائلة الابراهيمية سلام وتواصل" وألقيت محاضرة عن "المعاهدة الإسرائيلية الإماراتية في ضوء لمعاهدات النبوية"، وهناك من تحدث باسم اليهود وباسم المسيحيين في المؤتمر.وفي الإمارات"اللجنة العليا للأخوة الإنسانية" هذه اللجنة العليا للإخوة الإنسانية عقدت اجتماعها الثاني في المكتبة العامة بوسط نيويورك وحضر هذا الاجتماع ايضاً وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد وأعلن في الاجتماع عن إقامة "بيت العائلة الإبراهيمي"في جزيرة السعديات في أبو ظبي. وهذه صورة لمجسم هذا المشروع بيت العائلة الابراهيمي (تم عرض الصورة) وسيتم افتتاحه في 2022م وهو يضم مسجد وكنيس وكنيسة. وبالمناسبة هذا الإعلان تم قبل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقد حاضر في هذا اللقاء الحاخام بروس كبير حاخامات المجمّع العبري بواشنطن. وتوافقوا على وثيقة أسموها "وثيقة الاخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي".
هذا المخطط له عنوان مهم وهو مواجهة الإسلام الصلب وخلق سيولة عقدية عند اتباع الإسلام بحيث أي شخص وشاب مسلم لا يشعر بغضاضة ان يتنازل ليهودي او لمسيحي. في هدف مواجهة الإسلام الاصولي وحركات الاحياء الإسلامي وعلى رأسها حركات المقاومة عملت الإمارات لأجل أكثر من مركز ومنبر لمواجهة الحالة هذه، ونحن نعرف اليوم ان عقيدة السياسة الخارجية الإماراتية هي ملاحقة حركات الاحياء الإسلامي في كل مكان وتحديدا حركة الاخوان المسلمين. ولا تتم الملاحقة بالفكر فقط بل حتى بالتدخل المباشر وبالعسكرة وما إلى ذلك. فمثلا مركز مسبار في الإمارات هو مركز متخصص في دراسة وتشوية حركات الاحياء الإسلامي وله سنوات يعمل في الإمارات وقد اصدر إصدارات عدة.
وأما هدف "الممارسين الروحانيين"في إعادة تأويل النص الديني، بما يخدم السلام ومصلحة إسرائيل، وإعادة تأويل التاريخ الإسلامي، فقد عملت على هذه الأهداف الامارات على أكثر من صعيد.وعلى سبيل المثال فقد استضافت المفكر السوري محمد شحرور واهتمت به وعملت له مركز في أبو ظبي ضمن هذا السياق، ومحمد شحرور يتناول النص الديني بإعادة التأويل ويتلاعب بكل الثوابت القرآنية. كما قامت الامارات بتأسيس مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"،وهي مؤسسة إماراتية كان مركزها في المغرب قبل أن تغلق بعد الخلاف المغربي الإماراتي."مؤمنون بلا حدود" أي بلا حدود من عقيدة أو شريعة،وتعرِّف نفسها على الويب أنها تهدف لـ "التعالي على التحيُّزات والفوارق العقدية". متجاوزة العقائد وقد أصدرت المؤسسة في سبيل إعادة تأويل النص الديني موسوعة من خمسة أجزاء تحت عنوان "المصحف وقراءاته" وأشرف عليها الأستاذ الجامعي التونسي عبد المجيد الشرفي، وتحاول ان تقول فيه ان القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القران الوحيد وان هناك قراءات مختلفة، عنا قرائين وليس قرآن واحد.في محاولة للتشكك في النص القرآني الموجود بيننا باعتباره النص المنجز والنهائي. ولم تقتصر على هذا الإصدار فهناك إصدارات أخرى مثل "المصحف وقراءاته". وهي لا تريد التنكّر للقرآن بشكل مباشر، فدخلت من باب القراءات القرآنية يعني صيغ القراءة حتى تقول ان هذا القران الذي بين أيدينا ليس هو القراءة المنجزة. ويأتي في السياق نفسه الكتب التي تتحدث عن تاريخية التفسير القرآني، والهدف إعطاء البعض الحرية في إعادة تأويل مفاهيم مثل الجهاد وغيرها لتحقيق أهدافهم.
س/ خطورة هذا المخطط في "الدبلوماسية الابراهيمية" ومشروع بهذا الخبث والخطورة على المنطقة والديانات السماوية يحتاج الى مواجهة، كيف بالإمكان اليوم المواجهة؟
ج/ أود الإشارة إلى مؤسسة إماراتية أخرى تروج لإعادة تأويل النص وإعادة تأويل التاريخ وهو تلفزيون الغد الذي يبث من القاهرة تموله الإمارات، وفيه يقدم برنامجين واحد في تأويل النص والاحتفاء بكل العلمانيين تحت عنوان التجديد وإصلاح الدين واسمه"لعلهم يتفكرون" وبرنامج اخر في إعادة قراءة التاريخ اسمه "إسرائيل المتخيلة".
أما مواجهة هذا المخطط بتبدأ بالشعب الفلسطيني. وأشير لأهمية ذلك بالتذكير أنه وبعد حرب العام 2009مقامت كثير من الدول العربية التي فتحت لها مكاتب تمثيل في تل ابيب مثل موريتانيا والإمارات وقطر أغلقت مكاتبها، فالرهان هو على الشعب الفلسطيني ومقاومة الشعب الفلسطيني وان يكون لدى الشعب الفلسطيني مقاومة حقيقية تجبه هذا العدوان وتقف في وجه هذا المخطط، وعلى مقاومة الشعب الفلسطيني تتكسر كل المؤامرات. وانا أشير لضرورة فضح ومواجهة جمعيات"مسار إبراهيم" في الضفة الغربية وهي موجودة على شبكة الانترنت ،والمطلوب من السلطة الفلسطينية أيضا إذا كانت تريد ان تتصدى لصفقة القرن أن تتصدى لكذا أنشطة في داخل فلسطين. ويجب ان ننبّه شعبنا مما يحاك لهم على كل صعيد فالغرب وإسرائيل تخطط وتنفذ وكل هذا التخطيط إضافة لمواجهته بالوعي يجب ان نواجه بمزيد من التمسك بالمقاومة وخط المقاومة ونهج المقاومة وبالتمكين لقيم الإسلام في الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مقاومة الظلم، في التصدي للاعتداء والعدوان، هذه قيم جوهرية في الإسلام تمسكنا بهذه القيم وتربية أجيالنا وأبناءنا على هذه القيم كفيل بان يعزز المناعة الداخلية دون ان تمر هذه المشاريع او ان تحقق أي انجاز.