اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، اليوم الثلاثاء الموافق 15/، أيلول الذي يصادف توقيع اتفاقيتي تطبيع بين دولتين عربيتين والكيان الإسرائيلي، بأنه يوم مجلل بالخزي والعار، وكأن هذه الدول لم تتعظ من تجارب الماضي ولم تقرأ التاريخ ولم تدرك ما الذي يجري في الواقع.
ويصادف اليوم الثلاثاء، توقيع كلاً من دولة الامارات العربية اتفاق تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكذلك دولة البحرين، في البيت الأبيض برعاية أمريكية. رغم الرفض والمعارضة الفلسطينية التامة لهذا الاتفاق.
وأكد الشيخ عزام في حديث خاص مع وكالة "فلسطين اليوم" الاخبارية، اليوم الثلاثاء، أن من يراهنون على "إسرائيل" وأمريكا هم راهنون على سراب ووهم، وأن هذه الأمة لا يمكن أن تفقد روحها، وأن هؤلاء الحكام المطبعين لم يؤمنوا بقضايا شعوبهم ولا بقضايا الأمة وفي القلب منها قضية فلسطين.
وشدد على أن هذا اليوم هو يوم عار لهاتين الدولتين العربيتين وللحكام الذين سيوقعون على اتفاقيات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولن يستطيعوا أن يمسحوه من التاريخ ومن ذاكرة الامة.
وقال: " نحن ندرك تماما أن إرادة الله ستغلب، وتعود الامة لموقعها الطبيعي، وسيكتب التاريخ أن حفنة قليلة من حكام الدول العربية قد خانوا قضيتهم الأساسية ووقفوا مع أعدائهم ضد أمتهم.
واعتبر الشيخ عزام دعوة أمراء الإمارات الفلسطينيين بالعودة للمفاوضات مع الإسرائيليين، وأنهم طبعوا من أجل تأجيل خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية، اعتبره نوع من التضليل وهم يتحدثون عن عصر سلام جديد، وهو تزوير للحقائق، لأن "إسرائيل" لم تقدم سلاما لأحد، ولم تعد أحداً بالسلام وهذه سياستها وهذا الواقع الذي يعيشه الفلسطينيين بفعل الاحتلال والحصار والإجراءت التي تقوم بها "إسرائيل".
وأشر عزام إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث بالأمس وعشية سفره للتوقيع على هذا الاتفاق المشؤوم، أن هذا الاتفاق مع الامارات والبحرين سيضخ مليارات الدولارات للاقتصاد الاسرائيلي، وهو جوهر الاتفاق بالنسبة لإسرائيل وليس السلام كما يزعم حكام الإمارات والبحرين. مشدداً على أنه لا سلام ولا ازدهار من التطبيع كما يروجون كذبا وتضليلاً حكام الامارات.
وبشأن مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال، أنه تم وقف الدعم المالي عن الفلسطينيين وتحويلها للسلام، وأن دول عربية ستوقع، وإيران ترغب في توقيع اتفاق سلام، شدد الشيخ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن ما يتحدث به ترامب هو كذب، كونه شخص اعتاد على الكذب، متسائلاً كيف يتحدث ترامب عن اتفاق مع إيران وهو يمارس الحصار والضغط وعقوبات لا أخلاقية وتضييق؟ مجيباً أن ترامب يكذب كما يتنفس. ويريد من هذه التصريحات استغلالها في حملته الانتخابية، لتقديم الوعود الكاذبة، كما شدد أن لا أحد من الفلسطينيين يلتحق بهذه المسيرة المشبوهة.
وأوضح أن الهدف من الاتفاقات مع "إسرائيل"، هو تحقيق أمنها تحقيق أمنها وممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين وإيران، وهو هدف يعلن عنه أغلب المسؤولين الأمريكيين.
وحول إمكانية اندلاع انتفاضة شعبية، عقب تشكيل القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، أكد الشيخ عزام، أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، مثل خطوة أولى إيجابية على طريق طويل، والأمر يحتاج لجهود كبيرة للوصول إلى توافق، والجميع عازم على الاستمرار. مؤكداً أن شعبنا يرفض الخنوع والاستسلام.
وحيال ما نسب إلى حكام السعودية والإمارات من إغراءات مالية واقتصادية للسلطة الفلسطينية مقابل عدم معارضتها التطبيع، قال الشيخ عزام:" لا نعرف صدق وجدية الوعود، ولكن طوال المرحلة الماضية لم ير الفلسطينيون شيئا من العرب، وهو ما يرجح كذب هذه الوعود. مضيفاً أن هذه الوعود إن كانت قد صدرت من عرب فهم يكذبون ويحاولون أن يموهوا على توقيع اتفاقات سلام مذلة مع "اسرائيل".
وتابع، أن الفلسطينيين لم يروا شيئا طوال العقود الماضية، في ظل واقع مأساوي يعيشه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ورغم ذلك وقف أصحاب هذه الأموال متفرجين، وكانوا يلهون بهذه الأموال وينفقونها في مجالات هامشية وغير ذات نفع، والفلسطينيون يعيشون المعاناة والمأساة، مشدداً على أن هؤلاء المسؤولين العرب يعدون بالأموال ولكنهم يكذبون ويضللون وغير جادين على الإطلاق في تعاطيهم مع القضية الفلسطينية.
وأكد أن من يقف بصدق مع الفلسطينيين لا يمكن أن يصطف مع الأعداء، بغض النظر عن المساعدات التي قدمتها الإمارات أو أي دولة أخرى.
وقال:" من كان صادقا لا يمكن أن يذهب للتوقيع على اتفاقية تطبيع مع "إسرائيل" يعلن من خلالها وقوفه الكامل مع أمريكا و"إسرائيل" ويعلن من خلال تلك الاتفاقية تخليه تماماً عن الفلسطينيين وقضيتهم.
وإزاء الواقع الصعب الذي تتعرض له القضية الفلسطينية في ظل التطبيع العربي، شدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود الفلسطينية لترتيب الوضع الداخلي، لافتاً إلى أن هناك خطوة ايجابية اتخذت تمثلت في اجتماع الامناء العامين وتشكلت لجان، وهناك هيئة عليا للإشراف على الفعاليات والمقاومة الشعبية، ويجب أن تستمر المساعي للوصول لتوافق وبرنامج مشترك نقف فيه بوجه التحديات الكبيرة التي تحيط بنا.
وشدد على ضرورة التماسك والتضامن الفلسطيني- الفلسطيني، ونظهر للمطبعين والعالم كله أننا موحدون في مواجهة التحديات الجديدة لقضيتنا الفلسطينية، ومواجهة خذلان جديد من العرب، وهذا التغول الذي تقوم به امريكا و"اسرائيل".
وأوضح، أن أكثر المستفيدين من اتفاقات التطبيع، هو رئيس وزراء الاحتلال المجرم، بنيامين نتنياهو، لتحسين وضعه الداخلي، في ظل جرائم الفساد والسرقة المتهم بها، ووضعه في الانتخابات القادمة وهو يطبع مع دول عربية ويجلب منهم مليارات الدولارات للاقتصاد الإسرائيلي كما يقول وكل الدراسات بالتأكيد.