دعا الدكتور محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى رسم مسارات جديدة وعدم التعلق بأوهام التسوية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني متوحد حتى تحقيق أهدافه.
وشدد خلال محاضرة مساء أمس السبت 12/9، نظمتها جمعية الشتات الفلسطيني في السويد عبر تطبيق "الزوم" تحت شعار " العودة حق وحتما سنعود" ، "على ضرورة ترجمة ما تم الاتفاق عليه في لقاء الأمناء العامين بالعاصمة اللبنانية بيروت إلى واقع على الأرض".
وقال د. الهندي: يتحتم علينا كفصائل فلسطينية وكفلسطينيين بشكل عام وكقوى وأشخاص أن نرسم مسارا جديدا يقطع المسار السابق المتمثل في أوهام التسوية، لا نريد أن نحمل بعضنا المسؤولية عن الانقسام، المطلوب أن نستخلص العبر لترشدنا للمسير".
وأضاف: يجب أن نبقي في الوقائع السياسية كما هي ولا نهرب إلى الأوهام بأن هناك نظاما عربيا داعما لنا أو هناك مبادرة عربية أو لجنة رباعية أو مجتمعا إسرائيليا منفتحا". موضحا أن إسرائيل لا تعترف للفلسطينيين بأي حقوق أو أي كيان سياسي أو سلطة حقيقية على الأرض، بل تعتبر فلسطين كلها أرضا لها.
وأشار د. الهندي إلى أن الشعب الفلسطيني شعب واحد متكامل ومتوحد حتى تحقيق أهدافه، مؤكدا أن إسرائيل توهمت عندما رأت الانقسام الفلسطيني ورأت الانهيار الإقليمي من دول عربية مركزية وغير مركزية، والتبس عليها غرور القوة.
واستطرد بالقول: العدو توهم أنه يمكنه عزل غزة عن الضفة وعزل الشتات، وتفريغ منظمة التحرير واحتوائها داخل مؤسسات السلطة".
وشدد رئيس الدائرة السياسية للجهاد الإسلامي على ضرورة إجراء مراجعة حقيقية بعيدا عن أي انحراف قد لا يكون واضحا، ومع مرور الوقت يؤدي إلى التيه والانحراف، مضيفا: نحن لا نملك فن المناورة، هذه فهلوة لا تجدي مع الغرب والأمريكان، فهم لا يقيمون اعتبارا إلا للقوة".
وبيّن أن الفلسطيني بدأ يعي بأن المشروع الصهيوني يريد تفتيت الشعب في كل مكان للاستفراد به، مستندا على غطرسة القوة.
وأعرب د. الهندي عن قناعته بأن اتفاق أوسلو كان "أم المصائب" التي جلبت التطبيع وخلفت الضياع بعد كامب ديفيد وقبل توقيعه، لافتا إلى أن من وقّع على أوسلو لم يتوقع هذه النتائج وهذه المآلات المأساوية.
وجدد الهندي التأكيد على عدم وجود مكان اليوم لحل الدولتين ولا لسلطة سياسية، وأن كل ما هو مطلوب الأن هو إدارة للسكان الفلسطينيين، لافتا إلى أن هذا الدور لا وجود له عند اسرائيل وعند الأمريكان.
وأوضح أن المطروح الآن هو صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع المجاني، والسلام مقابل الحماية، وليس مقابل السلام، كون إسرائيل لا تبحث عن حلفاء في المنطقة، بقدر بحثها عّمن يعمل معها ولمصلحتها، مبينا أن الفلسطيني اكتشف عمق المأساة، بعد أن قفز العرب للتطبيع مع الاحتلال مقابل الحماية، متجاوزين المبادرة العربية، وأدخلوا إسرائيل في قلب المعادلة الإقليمية لتكون شريكا أساسيا في رسم مستقبل المنطقة وليس مستقبل فلسطين.
وقال د. الهندي: بدأت الدول العربية في التطبيع سرا وجهرا وبدأ توقيع الاتفاقيات، وعندما يتم رفع مطلب بسيط لإدانة التطبيع، يدار له الظهر كما حدث الأسبوع الماضي".
وفيما يتعلق باجتماع الأمناء العامين في بيروت، أكد د. الهندي أن حركة الجهاد الإسلامي ستدعم مخرجات هذا اللقاء بكل قوة، داعيا الرئيس محمود عباس إلى حسم موقفه الذي لا زال يغمز فيه للأمريكان وللغرب وللرباعية.
وتابع بالقول: نريد أن نترجم ما اتفقنا عليه في اجتماع الفصائل والأمناء العامين واقعا على الأرض، وتفعيل اللجان الثلاثة التي اتفقنا على تشكيلها، وخاصة لجنة الفعاليات، لنبدأ بفعاليات وطنية فلسطينية تظهر للجميع أن شعبنا الفلسطيني في كل مناطق تواجده متوافق ومستعد للتضحية عندما تتوفر له القيادة الأمينة".
وطالب د. الهندي بوضع جدول زمني لا يزيد عن شهرين لاستعادة الوحدة وبناء منظمة التحرير على أسس سياسية وديمقراطية انتخابية حيثما أمكن وبالتوافق في الأماكن التي لا يمكن الانتخاب فيها.
وبيّن أن المراهنات على المجتمع الدولي أو الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية أو على الشرعية الدولية "مضيعة للوقت".
وأضاف: بالمقاومة والصمود وتعزيز الأمل، شعبنا سينهض وسيضحي كما ضحى على مدى قرن، وبالاستسلام والمفاوضات سيستسلم العرب وسيذهبون للتطبيع مع الاحتلال.. وبنهضة المقاومة نستطيع أن ندفع الكيان للخلف حتى نفككه إن شاء الله".