جدد مركز الميزان لحقوق الانسان تحذيره من كارثة حقيقية تتهدد قطاع غزة، في ظل انتشار فايروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم قدرات القطاع للحيلولة دون خروج الوباء عن السيطرة.
وطالب المركز الأربعاء في بيان صحفي له المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والفعّال، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصارها فورا وتزويد القطاع بحاجاته من الوقود والتيار الكهرباء ودعم القطاع الصحي بكل احتياجاته.
وتواصل قوات الاحتلال عقوباتها الجماعية بحق السكان في قطاع غزة، وتشدد حصارها المتواصل منذ اربعة عشر عاما، فتمنع دخول الوقود الصناعي بشكل كامل، بالرغم من التطورات الخطيرة ولاسيما اكتشاف ست حالات مصابة كما واستنكر الميزان استمرار الحصار وتشديده واستمرار الهجمات الحربية، في ظل الخطر الحقيقي الناجم عن تدهور البنية التحتية لقطاع الصحة واحتمال خروج الوباء عن السيطرة.
وجدير بالذكر أن سكان قطاع غزة يعانون من تدهور غير مسبوق في الخدمات الأساسية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل من تفشي كورونا خطر قائم ويهدد بكارثة حقيقية، في ظل تدهور واقع الخدمات الصحية وانقطاع التيار الكهربائي لحوالي (20 ساعة) يومياً.
وتشكل قيود الاحتلال عاملاً حاسماً في تقويض جهود محاصرة الوباء والوقاية منه، بما في ذلك حفظ العينات واستمرار عمل المختبرات الطبية الحكومية والأهلية والخاصة، وتحبط قدرة المستشفيات المتواضعة أصلاً على الوفاء بواجباتها تجاه المرضى.
وتأتي جائحة كورونا في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة انهياراً متسارعاً وغير مسبوق، وتفشي ظاهرة البطالة لتطال أكثر من نصف القوى العاملة، وارتفاع نسبة الفقراء في المجتمع بما يتجاوز نصف السكان.
كما تتفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي لتطال حوالي 70٪ من السكان، بحيث تواجه الأسر صعوبات في توفير كمية ونوعية الطعام بسبب محدودية الموارد المالية. وتدفع مشكلة انقطاع التيار الكهربائي مع جملة من العوائل إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والانهيار الاقتصادي.
وفي هذا السياق عبر الميزان عن خشيته من التأثيرات الخطيرة لأزمة الكهرباء على الخدمات الصحية، ولاسيما المختبرات وبنوك الدم في المستشفيات، محذرا من تداعياتها على حياة سكان القطاع ولاسيما المرضى وكبار السن والأطفال المفروض عليهم البقاء في منازلهم.