تتجه الأنظار مساء اليوم لملعب النور في العاصمة البرتغالية لشبونة، حيث يتواجه ريال مدريد مع جاره أتلتيكو في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من أجل خطب ود أميرة أوروبا، اللقب الذي يحلو للكثيرين إطلاقه على الكأس.
وهذه المرة هي الأولى في تاريخ المسابقة التي انطلقت قبل 59 عاماً التي يتواجه فيها فريقان من نفس المدينة بالمباراة النهائية، لكنها المرة الخامسة التي تجمع فيها مباراة اللقب بين فريقين من البلد ذاته.
وسيخوض أتلتيكو النهائي للمرة الثانية في تاريخه فقط بعد 1974 حين سقط في المتر الأخير أمام بايرن ميونيخ الألماني، وسيدخل المواجهة بمعنويات مرتفعة جداً بعد أن توج بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1996 وذلك بإجبار برشلونة على الاكتفاء بالتعادل معه في معقله "كامب نو" بالمرحلة الختامية، في حين فقد الريال الأمل باللقب قبل الوصول إلى اليوم الأخير من "الليجا".
ومن المؤكد أن تاريخ النادي الملكي يرجح كفته تماماً في المباراة التي ستشكل النهائي الثالث عشر له في دوري الأبطال خصوصاً أن من يشرف عليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي سبق وأن توج بطلاً لهذه المسابقة مرتين كلاعب في ميلان الإيطالي، ومرتين كمدرب مع الفريق ذاته.
في المقابل، لم يسبق لمدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييجو سيميوني أن أحرز لقب هذه المسابقة كلاعب في صفوف أتلتيكو بالذات، وإنتر ميلان، ولاتسيو الإيطاليين، لكنه تذوق طعم التتويج القاري بإحرازه كأس الاتحاد الأوروبي مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبية كلاعب، والدوري الأوروبي "يوروبا ليج" مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبية مرة أيضاً كمدرب لأتلتيكو.
لكن هذه الارقام لا تعني الكثير في موقعة لشبونة خصوصاً أن أتلتيكو قدم موسماً رائعاً وهو الفريق الوحيد الذي لم يذق طعم الهزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم، علماً أنه انتزع بطاقته للنهائي من معقل تشلسي الإنجليزي.
أما بالنسبة للريال المتوج بطلاً لمسابقة الكأس المحلية على حساب غريمه الأزلي برشلونة والذي يخوض النهائي القاري الخامس والعشرين في تاريخه، فقد بلغ المباراة النهائية بنتيجة مدوية بعد أن سحق بايرن ميونيخ حامل اللقب برباعية نظيفة إياباً في معقل الأخير، فيما انتهى لقاء الذهاب بفوزه أيضاً بهدف دون رد.
ويضم الريال في صفوفه لاعبين سبق لهما أن تذوقا التتويج في هذه المسابقة، وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو، والحارس إيكر كاسياس.
ولن تكون موقعة السبت المواجهة القارية الأولى بين الجارين اللدودين، إذ سبق أن تواجها في الدور نصف النهائي من المسابقة ذاتها موسم 1958-1959.
وفي المجمل، تواجه الريال وأتلتيكو في 194 مناسبة على الصعيد المحلي، ويتفوق ريال بشكل واضح بـ 102 فوزاً، مقابل 46 تعادلاً، و46 هزيمة.
أما بالنسبة للموسم الحالي، فتواجها في أربع مناسبات، الأولى كانت في الدوري، حيث فاز أتلتيكو في "سانتياجو برنابيو" بهدف وحيد، والثانية والثالثة في نصف نهائي مسابقة الكأس حين فاز ريال بمباراتي الذهاب والإياب، قبل أن يتعادلا في المرحلة 26 من الدوري.
ومن المؤكد أن أتلتيكو سيتأثر بغياب دييجو كوستا في حال لم يتمكن الأخير من المشاركة، علماً أنه سافر لصربيا من أجل تلقي علاج قاس قد يسمح له بالتواجد إلى جانب رفاقه في لشبونة.
وفي الجهة المقابلة، يحوم الشك في الريال حول مشاركة قلب دفاعه البرتغالي بيبي والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، فيما أكد أنشيلوتي أن رونالدو سيشارك منذ البداية رغم معاناته من مشكلة عضلية منعته من المشاركة في كافة الحصص التمرينية خلال الأسبوع الحالي.
واضطر رونالدو للانسحاب من تشكيلة فريقه لمباراته مع ضيفه إسبانيول في المرحلة الختامية من الدوري بعد تجدد إصابته في فخذه خلال الإحماء.
وسيعود رونالدو للمدينة التي بدأ فيها مسيرته الكروية مع سبورتينج لشبونة، واعترف أنه بأمس الحاجة لكي يتمكن أخيراً من قيادة الريال للقبه العاشر في المسابقة بعد أن عجز عن تحقيق الأمر حتى الآن في أعوامه الخمسة معه.
وتابع رونالدو: "ستكون مباراة مميزة، وسألعب في مسقط رأسي بالبرتغال"، مضيفاً بتصريح لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "إنه النهائي الأول لي مع الريال، لذلك سيكون مميزاً جداً وسيكون ضد فريق رائع هو أتلتيكو، لقد قدموا عاماً مذهلاً لكننا سنقدم كل ما لدينا من أجل محاولة الفوز لأننا نريد اللقب العاشر".
أما بالنسبة لزميله المدافع سيرخيو راموس، فاعتبر أن فوز أتلتيكو بلقب الدوري سيجعله المرشح الأوفر حظاً بالمباراة للفوز بلقبه الأول رغم أنه يملك ميزانية لا تصل لربع ميزانية جاره الغني.
ومن المؤكد أن أحداً لم يراهن في بداية الموسم على أتلتيكو لكي يتوج بطلاً لإسبانيا ويصل نهائي دوري الأبطال في ظل وجود الريال وبرشلونة، خصوصاً بعد أن باع المهاجم الكولومبي فالكاو لموناكو الفرنسي، فيما اشترى الريال لاعب الوسط الويلزي بيل بأعلى سعر بتاريخ الانتقالات، وضم برشلونة البرازيلي نيمار.
أتلتيكو أمام فرصة لإحراز ثنائية ثمينة تساوي أكثر بكثير من ثنائيته الأسطورية حين أحرز الدوري والكأس المحليين موسم 1995-1996 عندما كان مدربه الحالي سيميوني ممسكاً بخط وسطه كصانع ألعاب الفريق.
وستبقى الخطوة الأخيرة والأهم السبت في لشبونة التي تبعد مسافة 500 كلم عن مدريد، فهل تكون عاشرة للريال، أم أولى لأتلتيكو؟