أكدت فصائل وقوى وطنية وإسلامية فلسطينية، على ضرورة تأسيس استراتيجية جديدة يُشارك فيها جميع الفلسطينيين والعرب لمواجهة تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال لإسرائيلي وتعريتهم بكل السبل والأدوات الممكنة.
وشددت الفصائل خلال ندوة سياسية بعنوان "التطبيع وأثره على القضية الفلسطينية في ظل صفقة القرن ومخطط الضم"، على ضرورة كشف المطبعين سواء كانوا أشخاص أو أنظمة أو مؤسسات والعمل على نبذهم وطنيًا وقوميًا.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب وصف التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي بالسلوك الخارج عن إجماع الأمة، وانحراف في ثوابتها، ولاءاتها الثلاث "لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات".
وقال شهاب "نحن اليوم تجاوزنا مرحلة التطبيع؛ وكنّا نعتبر قديمًا من يمارس التطبيع مع المحتل هو عميل أو خائن، لكن اليوم النظرة تغيرت؛ لذا يجب أن ينظر لهؤلاء بنفس تلك النظرة".
وأوضح أن الهدف الأساسي الذي تسعى الأنظمة العربية لتحقيقه هو محافظة على أركان حكمها وعروشها، من خلال التقرب من الكيان الإسرائيلي، مؤكدًا أنه ما كان بإمكان الاحتلال التغول على حقوق شعبنا بالتهويد والاستيطان لولا أن هناك قبولا من بعض الأطراف العربية لهذه المشاريع.
ودعا شهاب لتشكيل ائتلاف وطني يجمع كل التيارات والقوى الفلسطينية لمجابهة للتطبيع؛ "نحن بحاجة لمأسسة مواجهة التطبيع؛ لأن الحديث حول فضح المطبعين وتعريتهم يحتاج لعمل منظم ومرجعية واضحة".
من جهته قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو إن التطبيع العربي لم يعد مطلبا إسرائيليا؛ وللأسف هناك بعض الأطراف العربية أصبحت تجذب عملية التطبيع نحوها، وبات جزءًا من عملها السياسي لإقامة علاقات مع الاحتلال.
وأوضح النونو أنه اليوم يجري الانتقال من إقامة علاقات سياسية مع الاحتلال إلى محاولة لإعطاء المشروعية السياسية له عبر تطبيع الذهن العربي.
وأضاف "اليوم نرى مسلسلات وأعمال درامية عربية تعمل على تثبيت المشروع الصهيوني، وتعتبره كيانا طبيعيا بالمنطقة، في المقابل تشويه المقاومة الفلسطينية بالضرب في الثوابت الوطنية لشعبنا وهذه أكبر خطورة".
وأكد النونو أن مواجهة التطبيع يكمن أولاً في تصليب جبهة المقاومة الفلسطينية والعمل على تعزيزها في الداخل والخارج، ثانيًا توحيد الموقف الوطني من المشاريع السياسية وعلى رأسها صفقة القرن ومخططات الضم.
وشدد على أن أي اختراق في الجدار الفلسطيني لإعطاء المشروعية للتطبيع، يشكّل خطورة كبيرة على القضية الوطنية، داعيًا لتعزيز الموقف العربي الداعم لشعبنا، واعتبار التطبيع خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأوضح أن كل الجهود التي تبذل في مواجهة التطبيع للأسف هي جهود متناثرة هنا وهناك؛ لذا نحن بحاجة لاستراتيجية لمواجهة التطبيع، وعدم تمرير المشروع الصهيوني بالمنطقة.
سبل المواجهة
من جانبه أوضح القيادي بالجبهة الشعبية هاني الثوابتة أن التطبيع ارتبط مع بيئة التسوية السياسية مع الاحتلال أي مع اتفاقيات أوسلو، موضحًا أنه بدأ بتسجيل اختراق الشعوب العربية من خلال الشعب الفلسطيني.
وبيّن الثوابتة أن حركات التحرر الفلسطينية تعمل على مواجهة التطبيع بشكل ارتجالي بدون استراتيجيات، قائلاً "هناك حركة مقاطعة عالمية لكن لا توجد استراتيجية حقيقية تشارك بها كل مكونات الشعب الفلسطيني".
وأضاف "نحن بحاجة لبناء استراتيجية تقوم على حشد كل طاقات الأمة أولاً والشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الصراع".
ودعا الثوابتة لتجريم التطبيع ووصف كل من يطبع مع الاحتلال سواء نظام أو أشخاص أو مؤسسات أو أفراد بأنه منبوذ وطنيًّا وقوميًّا سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وطالب بإلغاء لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، مضيفًا "مصيبة أن نواجه التطبيع العربي، وفي داخلنا يوجد مطبعون ولجنة تواصل مع الاحتلال؛ لذا يجب تجريمهم وملاحقتهم ووضعهم على القائمة السوداء".