أكّد المستشرق الإسرائيليّ، جاكي حوغي، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فاجأ الأوساط الطبية والصحية الناشطة في مواجهة وباء الـ”كورونا” بإعلانه عن تعاون خاص مع دولة الإمارات العربية المتحدة لمكافحته، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الطرفين، الإمارات و"إسرائيل" شرعتا في تعاونهما في الحرب ضدّ كورونا، من خلال التركيز على البحث والتطوير، وتحسين الأمن الصحي لسكان المنطقة بأكملها، على حدّ تعبيره.
وأضاف خوجي الخبير "الإسرائيلي" في الشؤون العربيّة، والذي يعمل مُحلّلاً لشؤون الشرق الأوسط في إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهال)، أضاف في تحليلٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، أنّه بعد مرور عدّة ساعاتٍ من تصريح نتنياهو، أصدرت المتحدثة باسم وزارة خارجية الإمارات هند العتيبة بيانًا جزئيًا، جاء فيه إنّ شركتين خاصتين من الإمارات وقعتا عقدًا مع شركتين "إسرائيليتين" لتطوير تكنولوجيا بحثية لمكافحة كورونا، كما قال.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد أنّ بعد مرور ساعتين، أصدر مدير عام وزارة الصحة "الإسرائيلية"، حيزي ليفي، بيانًا مماثلاً، أعلن فيه أنّ شركات خاصة من الدولتين منخرطتان في هذا المشروع، مع العلم أنّ التعاون بين وزارتي الصحة التابعة للجانبين يعني في النهاية اتصالاً حكوميًا، والبحث المشترك بين الشركات الخاصة صحيح أنّه ذو جوانب علمية بحثية صحية بحتة، لكنّه في الوقت نفسه له أبعاد سياسية لا تخطئها العين، كما أكّد المستشرق الإسرائيليّ.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، شدّدّ حوغي في مقاله الذي نقله إلى العربيّة الموقع الفلسطينيّ (عربي21) على أنّ التعاون العلميّ "الإسرائيليّ" مع دولة عربية كالإمارات له فوائد عديدة، لأنّها بلد توجد فيه تقاليد متطورة في البحث والعقول والإنجازات المثبتة، في حين أنّ "الإسرائيليين" سيجلبون المعرفة والبيانات والمال، وحتى تنتهي الدراسة التي قد تستغرق عدّة سنوات، فإنّ هناك سرًا خلف هذه القصة، يجعل هذا التعاون محاطًا بسورٍ كبيرٍ من السريّة، ربّما لأنّ الأجهزة الأمنية في البلدين، "إسرائيل" والإمارات، تعمل تحت ستار من التكتم، طبقًا لأقواله.
ولفت إلى أنّ إسرائيل تأمل بإصدار بيان نادر من أبو ظبي يعبر عن علاقات دافئة بين الحكومتين، مع وجود فرضية تتحدث عن إجراء اتصالات من شركات "إسرائيلية" خاصة بمؤسسات خاصة في أبو ظبي، علمًا أنّ هذا الإعلان "الإسرائيليّ" الإماراتيّ عن التعاون في مواجهة كورونا لا يحمل جديدًا، حيث يقوم" الإسرائيليون" والإماراتيون بأعمال تجارية، بموافقة من حكوماتهما منذ التسعينيات، كما نقل عن مصادره الخاصّة في "تل أبيب".
وتابع المستشرق قائلاً إنّه في ذلك الوقت، أيْ في عقد التسعينات من القرن العشرين، ولسنوات عديدة، تم افتتاح ممثلية تجارية "إسرائيلية" رفيعة المستوى في إمارة دبي، وهو ما يوصل إلى خلاصة القول في الإشارة إلى أنّ "تل أبيب" تسعى من خلال تعاونها هذا مع أبو ظبي إلى توطيد علاقاتهما، ولكن لعلّ هذا التعاون هو خطوة البداية، على حدّ قوله.
وخلُص المستشرق حوغي إلى القول إنّ "الإسرائيليين" يتساءلون: إذا كان هذا التعاون بين "إسرائيل" والإمارات خدمة للبشرية لمواجهة هذا الوباء، حسب كلام هند العتيبة، فلماذا السريّة إذن؟ أمّا إذا كان كلّ شيء على ما يرام، وكانت هناك اتصالات متبادلة، فماذا تنتظر "إسرائيل" والإمارات؟.
وكان وزير الطاقة والبنى التحتية "الإسرائيليّ" السابق سلفان شالوم، من حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد زار الإمارات العربيّة على رأس وفدٍ دبلوماسيٍّ في كانون الثاني (يناير) من العام 2014 للمشاركة في اجتماعات اللجنة الإدارية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا).
ووفقًا لموقع (مفزاك حداش) العبريّ فإنّ هذه الزيارة هي الزيارة الأولى لوفدٍ رسميٍّ وعلنيٍّ من الحكومة "الإسرائيليّة" الحالية إلى دولة الإمارات العربيّة.
وذكر الموقع العبريّ، أنّ الوفد الذي يترأسه الوزير شالوم، يضم مستشارين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية "الإسرائيليّة" وعددا من ممثلي القطاع الخاص في مجال الطاقة.
وكان وفد "إسرائيليّ" سابق شارك في الاجتماع الأول للوكالة الدولية للطاقة في أواخر عام 2009 والتي تتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقرًا لها.