قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، إنّ ما يجري الآن من تحرّكات لبدء تنفيذ خطة الضم الصهيونية هو استكمال للجريمة الإمبريالية الاستعمارية التي ارتُكبت بحق شعبنا منذ أكثر من 70 عامًا بإحلال كيان العدو على أرضنا.
وأضاف فؤاد، في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، أنّ "شعبنا مستعدٌ للمواجهة، ولديه مخزونٌ نضالي للتحرك باتجاه الاحتلال وبكل الأشكال وفي كل الميادين". وأدان ما وصفه "منطق العاجزين، وهو استمرار التهديد واشتراط البدء بتطبيق الضمّ لاتخاذ خطوات ردًا عليه، وهو ما قال إنّه "مرفوض.. فالمطلب الوطني المُلحّ هو سحب الاعتراف بالكيان، والقطع الفوري مع كل الاتفاقات مع هذا الاحتلال".
وتابع "نحن وغيرنا من الفصائل طرحنا عدة مرات أن المرحلة تتطلب توحيد الطاقات والإمكانات في مواجهة الاحتلال، وهذا يعني أن تلتقي كل القوى لإجراء حوار وطني شامل ووضع خطة عمل ترتقي لمستوى خطورة ما يجري، وهذا كان يجب أن يتمّ قبل الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم".
ولفت فؤاد إلى أنّ "إدارة ترامب قدّمت لكيان العدو الصهيوني ما لم تُقدّمه أية حكومة أمريكية سابقة، فهي كشفت الأمور على حقيقتها وبيّنت دعمها للكيان في كلّ إجرامه وممارساته"، مشيرًا إلى أنّ "صفقة القرن لا تتعلّق بالقضية الفلسطينية فحسب، بل تعني الوطن العربي بأكمله، والمطروح الآن- خطّة الضم- استكمالٌ للصفقة التي تستهدف ضمّ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة".
وقال نائب الأمين العام للشعبية "نحن في الجبهة نجدّد التأكيد على ضرورة إيجاد القواسم المشتركة لاستعادة الوحدة الوطنية، فمهما كانت العوامل الخارجية صعبة يبقى العامل الذاتي هو الأهم، ومن هنا جاءت كل مواقفنا منذ التأسيس، نبحث عن كيفيّة توحيد الطاقات لمواجهة الاحتلال، وتغليب المصلحة الوطنية على الفئوية".
وأردف "الموقف الوطني الآن موحّدٌ إزاء ما يُسمّى صفقة القرن.. لذا لا بدّ من إعادة الاعتبار لقرارات الإجماع الوطني والبرامج التي أجمعت عليها كل القوى الفلسطينية، والتي لم تُنفّذ، ما جعل جريمة اتفاقات أوسلو التي يستفيد منها العدو مستمرة، هي وملحقاتها من بروتوكول باريس الاقتصادي وغيره". وتابع بالقول "إنّ الوضع الداخلي الفلسطيني الآن بحاجة لوقف المناكفات والحملات الإعلامية أكثر من أي وقت مضى، ونحتاج لإيجاد كل ما هو مشترك، تمهيدًا لبحث كيف نتصدى وكيف نواجه كل التحديات الراهنة". محذرًا من "العودة المفاوضات وإلى اللجنة الرباعية".
وأشار إلى أهمية استثمار والبناء على المواقف الداعمة لنا ولقضيتنا من العديد من المنظمات والحكومات حول العالم.
وفي المقابل، قال إنّ "النظام العربي الرسمي رفع يده تمامًا من أيّ دعمٍ أو إسنادٍ للشعب الفلسطيني، فالتعاطي العربي والتطبيع مع الكيان الصهيوني بات مكشوفًا، وحالة التدهور والشرذمة في الساحة الفلسطينية الداخلية جعل الجميع يتطاول علينا".
واعتبر فؤاد أن النظام العربي الرسمي بات كالرجل المريض، حيث المؤامرات الصهيونية الأمريكية والتدخل التركي، فبات عاجزًا عن مواجهة أيّ مخطط يواجه القضية الفلسطينية أو يُهدد الأرض والمصالح والشعوب العربية".
وأكمل بالقول "إنّ جامعة الدول العربية باتت مؤسسة مهترئة لا تقوم بأيّة خطوات لصالح شعبنا الفلسطيني أو المخططات التي تواجه شعوبنا العربية".
وجدّد أبو أحمد فؤاد المطالبة "بالتحرك فلسطينيًا، على كلّ المستويات، وفي المحافل الدولية، وبذل جهد استثنائي لتحريك الشارع العربي، نريد مواقف رافضة لصفقة القرن التي أصابت فلسطين وسوريا وكامل المنطقة سعيًا لتفتيت الشعوب وشغلها بأزمات داخلية".
وعن المقاومة، قال إنّها "بكل فصائلها وقواها الوطنية والإسلامية باتت قوة قادرة على الردع وتوجيه الضربات للعدو في الوقت المناسب، وقادرة على فرض مواقفها ضدّ الجرائم الصهيونية".
وأضاف "الإمكانات المتوفرة لدى مقاومتنا تُجعلها قادرة على التعبير عن نفسها في كل المواقف، وباتت مقاومتنا تدخل في حسابات الكيان وداعميه، لذا لا يعتقدنّ أحدٌ أننا في موقف ضعيف"، وتابع "نقصد بشكل خاص المقاومة المتمثّلة بسوريا وحزب الله والمقاومة المؤيدة الداعمة لشعبنا في العراق واليمن".
وشدّد على أنّ "شعبنا وما يُبديه من صمودٍ ونضال وتضحيات يومية، هذا شعب عظيم ولن يسمح للمخططات الصهيونية بأن تمرّ". مؤكدًا أنّ "الجبهة الشعبية موجودة بين أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده، ومتواجدة بفعالية عالية، وتضع كل إمكانياتها الآن- وفي المقادمة منها كتائب الشهيد أبو علي مصطفي- في مواجهة مخطط الضم وبرنامج ترامب الإجرامي وكل المؤامرات التي تستهدف تصفية قضينا الوطنية".
المصدر/ الهدف