Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

لقد كان مسكوناً بفلسطين وأهلها وبالعروبة ودورها وبالإسلام وأهله ودوره

بقلم: عبد العزيز الميناوي

أعرفه كما يعرفه الجميع، وباختصار شديد، كان الدكتور رمضان رحمه الله من القلة القيادية النادرة التي امتلكت زمام العمل السياسي في أرقى مستوياته في الوقت الذي تمتع به بقدرات فكرية بالغة العمق، عدا عن الثقافة المتعددة الجوانب والمواهب، لقد كان الدكتور رمضان نسيج وحده بحق، فريد بكل معنى الكلمة.

ولم يكن الدكتور رحمة الله عليه قائداً فلسطينياً فقط، كما لم يكن مفكراً عربياً إسلامياً فقط، بل كان في عمق تفكيره ذا بعد عالمي لا مراء فيه، لقد كان مسكوناً بفلسطين وأهلها وبالعروبة ودورها وبالإسلام وأهله ودوره والعالم بإنسانه المرهق، وكانت نقطة تركيزه البالغ الحدة، والتي تجمع هذه الأبعاد في بوتقة واحدة، وعلى مستوى التفاصيل الملموسة هي فلسطين خاصة والقدس بالأخص.

ولعل مراجعة سريعة لكتاباته ولقاءاته وكلماته وما صاغه من وثائق فكرية وسياسية بل وتنظيمية، ذات الطابع النوعي لحركة الجهاد الإسلامي تعكس مزايا أفكاره هذه وأبعادها. لقد خلف الدكتور رمضان لأبناء الجهاد والشعب الفلسطيني والأمة جمعاء إرثاً فكرياً عميقاً وأساسياً وضرورياً سيكون له تأثيره المؤكد في قادم الأيام على مجرى الصراع التاريخي على فلسطين ومصير القدس.

فقد أدرك الدكتور رحمه الله التداخل العميق بل العلاقة العضوية لأضلاع المعادلة الثلاثية، ما بين العمل على تحرير فلسطين والقدس وما بين تحرر شعوب الأمة الذاتي ووحدة إرادتها، وما بين أهليتها للقيام بدورها العالمي المناط بها، وهو دور ضروري لصالح الإنسانية القلقة الممزقة، فالعالم بحاجة ماسة إلى قدر من السكينة والطمأنينة والسلام، وهو ما يقدمه الإسلام للعالم وما تقدمه الأمة للعالم.

نعم، لقد كان الدكتور الفقيد يدرك تمام الإدراك أن المدخل التاريخي للأمة لنوال حريتها الحقة، وقدرتها على القيام بدورها العالمي، الذي لا غنى عنه للعالم ولا بديل له هو العمل على تحرير فلسطين تماماً واستعادة الأقصى لحضن الأمة، وكانت هذه البؤرة مجال عمله ومحط تركيزه. رحمه الله سبحانه رحمة واسعة.

عبد العزيز الميناوي
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين