يحيي الفلسطينيون اليوم الجمعة الذكرى الـ72 على النكبة الفلسطينية، والتي تمثلت باحتلال ما تسمى "إسرائيل" ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين.
وبدأت وقائع النكبة، بتاريخ 15 أيار/مايو 1948؛ واكتملت فصولها، بتهجير الحركة الصهيونية لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين ،وسلب مقدراتهم وممتلكاتهم وثرواتهم.
وشكلت النكبة آخر محطة في مسلسل التدبير لتوطين اليهود في أرض فلسطين، بدعم من بريطانيا وبقوة السلاح وبمؤامرة كونية بين القوى الكبرى في العالم.
وفي الـ14 من مايو/أيار 1948 قرر البريطانيون إنهاء انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفد بن غوريون “إقامة دولة إسرائيل”. وفي اليوم التالي أعلن الفلسطينيون يوم نكبتهم.
والنكبة مصطلح يطلق على احتلال "إسرائيل" للمدن الفلسطينية المحتلة إبان عام النكبة.
وتشير البيانات الموثقة إلى أن العصابات الصهيونية سيطرت خلال النكبة على 774 قرية ومدينة؛ وقامت بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية.
وخلال فترة النكبة نفذت الاحتلال أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق السكان الأصليين من الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
كما تم تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم؛ داخليًا (للعديد من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة) وخارجيًا (لبعض الدول العربية).
وقدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2016 بحوالي 12.70 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 9.1 مرة منذ أحداث نكبة 1948.
وبلغ عدد الفلسطينيين نهاية العام 2019 نحو 13.4مليون فلسطيني (في الداخل والخارج)، أكثر من نصفهم يعيشون داخل فلسطين التاريخية (الضفة والقدس وقطاع غزة والداخل المحتل)، فيما ظل آلاف آخرين، داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال عام 1948.
وتسببت نكبة 1948 في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين ومهجرين في وطنهم يعيش كثير منهم في مخيمات اللجوء في الدول العربية المجاورة، وينتظرون عودتهم لوطنهم.
في هذا اليوم من كل عام، يتظاهر الفلسطينيون في أماكن وجودهم داخل فلسطين المحتلة والشتات، لإحياء ذكرى "نكبة فلسطين".
ومع حلول ذكرى النكبة هذا العام، تتواصل الهيمنة الإسرائيلية بدعم خالص من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول فرض وقائع جديد في المنطقة تحت ما بات يعرف بــ صفقة القرن" والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية .
ولازال كيان الاحتلال يرفض بالمطلق تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم عن الأضرار والمعاناة الكبيرة التي لحقت بهم.