قال رئيسُ الهيئةِ الوطنية لدعمِ المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيوينة د. أحمد الكحلاوي، إن أنظمة عربية وخليجية تتبنى رؤية إقليمية للتعايش مع "إسرائيل"، وتتجه نحو كي وعي شعوبها وشعوب الأمة العربية والإسلامية ودفعها عن مفهوم مقاومة الاحتلال الصهيوني كأداة لتحرير فلسطين.
وأكد "الكحلاوي" في حديث لـ "قناة فلسطين اليوم"،أن هذه الرؤية تتجسدُ اليومَ من خلال الترويج لمسلسلٍ تطبيعي مشبوه يزعم أن ما يسمى بالانتدابِ البريطاني نُفّذ على أرض "إسرائيلية"، متجاهلاً بذلك الأرض التاريخية التي كانت ومازالت وستظل تحمل اسم فلسطين".
واعتبر أن " المسلسلين الخليجيين، اللذين يُعرضان منذ بداية شهر رمضان، يمثلان تطوراً خطيراً في حالة الخضوع والرضوخ للعدو المركزي للأمة المتمثل بالكيان "الإسرائيلي".
ويرى أن مسلسل "أم هارون"، "محطة أخرى من تكريس التطبيع واقعاً وممارسةً وتوجهاً، وهذه المرة جاء من باب الدراما العربية سعياً للترويج لأمكانية التعايش مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرض فلسطين ويرتكب المجازر بحق شعبها الأعزل".
وأوضح الكحلاوي أن ما يحتويه المسلسل السعودي "مخرج 7" ، والكويتي"أم هارون"، من معلومات هي محضُ افتراءات وتزوير للحقيقة والواقع، بل ويحوي ثقافة مشوهة ومشبوهة تعتمد على أساطير توراتية وخرافات تلمودية تقف وراءها قوى الاستعمار وغُلاة الصهاينة وأدواتهم في الوطن العربي والإسلامي".
وبيّن أن مسلسل الخيانة والتطبيع من بعض الأنظمة العربية بدأت حلقته الأولى منذ "سايس- بيكو" والإعلان عن وعد بلفور وهو يمثل خارطة الطريق الموضوعة أمريكياّ وصهيونياّ لتنفيذ "صفقة القرن" الأمريكية، والتي وصفها "الكحلاوي" بــ المرحلة النهائية لاستسلام العرب بحسب ما يريده طغاة الصهيونية ويلتزم به بعض حكام الخليج العربي".
وشدد على أن فلسطين العربية بقدسها، ومساجدها وكنائسها، ستبقى منقوشة في قلوب وعقول أبناء الأمة العربية والإسلامية الذين يؤمنون بأن خلاصها وتحررها وتحقيق وحدتها القومية سيتم من خلال الصمود ووحدة الموقف واستمرار النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني حتى تحرير كامل تراب فلسطين التاريخية".
وأكد الكحلاوي أن تحرر الأمة من قيود الاستعمار "الصهيوأمريكي" على كافة الأصعدة وعودتها إلى خشبة المسرح الدولي، واستئناف دورها في صناعة الحضارة الإنسانية لن يكون إلا من خلال بوابة فلسطين العربية المحررة، وهذا يتطلب الكف عن ممارسة التطبيع مع كيان الاحتلال بكافة أشكاله، والدفع بكل طاقات الأمة نحو التصدي ومناهضة المشاريع الصهيونية والإمبريالية والتمسك بعروبة فلسطين".
وأعرب رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع عن أسفه لما تقوم به بعض أنظمة الخليجية من تماهٍ واضح وصريح مع القوى الاستعمارية والصهيونية وتنفيذ مخططاتهم العدوانية ضد الأمة، مبيناً أنه ورغم الاستسلام الواضح من تلك الأنظمة للعدو إلا أنها لم تكن سوى أدوات لا قيمة لهم في نظر مشغليهم وحماتهم وأسيادهم".
وأنهى الكحلاوي حديثه معبراً عن أسفه " لواقع البلدان الخليجية والذي لم يعد عربياً، بل وفاقداً لأبسط شروط السيادة فهو محاصرٌ بالأقمار الصناعية جواً، والأساطيل البحرية بحراً وبالقواعد العسكرية براً ويسيطر الأمريكان على كافة مقدراتهم، مشدداً في الوقت ذاته على أن شعب الخليج العربي وقواه الوطنية لن يسمحا أن تورطه أنظمة ونخب فاسدة أضمرت العداء للعروبة وللإسلام وباعت نفسها لكيان العدو وتحارب المقاومة وداعمي قضية فلسطين".