Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

كُتابُ وسياسيون: التطبيع تحولَ لوجهةِ نظر في الدراما العربية و"أم هارون" عمل مخابراتي

ام-هارون-بطولة-حياة-الفهد-يثير-ضجة-كبيرة.jpg
فضائية فلسطين اليوم_خاص

أثار مضمون مسلسلين خليجيين، يُعرضان منذ بداية شهر رمضان، ردودَ فعلٍ فلسطينية وعربية غاضبة، لاحتوائهما على مشاهد تؤيد إقامة علاقات اقتصادية وثقافية عربية مع "إسرائيل"، عدا عن أنها تصبُّ في ضرب الرواية العربية والإسلامية والمسيحية عن فلسطين، وتحمل الكثير من المغالطات التاريخية، بل وتشكل الأعمال الدرامية الجديدة، انجرافاً وراء خدمة العدو المركزي للأمة، كونها تناقش مسألة "التطبيع" كوجهة نظر، وتعزز مشاعر الكراهيّة تجاه الفلسطينيين وتصفهم بـ"العدو"، وتدعو للتعايش مع "الإسرائيليين"، دون أي إشارة لفلسطين ومقدساتها واحتِلالها وتشريد شعبها منذ أكثر من 70 عاماً.

المسلسلان اللذان أثارا حفيظة المشاهدين العرب الذين يعدون فلسطين قضيتهم المركزية؛ هما المسلسل السعودي "مخرج 7" ، والمسلسل الكويتي"أم هارون"، وتبثهما قناة "أم بي سي" (MBC) السعودية، حيث انتقد كُتّاب وسياسيون الترويج للتطبيع مع "إسرائيل" من خلال الدراما العربية.  

"خيانة عظمى" . .

كوثر السيدة الشابي عضو المؤتمر القومي العربي وناشطة بالمجتمع المدني التونسي لمناهضة التطبيع والصهيونية، شددت في حديث لها لموقع "قناة فلسطين اليوم" على أن مسلسل" أم هارون" هو عمل مخابراتي يدعو للتطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني من خلال تزوير الحقائق والتاريخ الفلسطيني في محاولة يائسة لتبييض صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام العربي للقبول بفكرة التطبيع.

ووصفت الشابي الأعمالَ الفنية التي تدعو في مضامينها إلى التطبيعِ مع " إسرائيل" بـ "الخيانة العظمى" لحقوقِ الشعب الفلسطيني والعربي.

ورأت أنّ "من يعمل خلف هذه الأعمال المشبوهة هو صاحب إستراتيجية ومشروعاً تطبيعياً مخطط له بعناية، وجاء تتمه لـ"صفقة القرن" المشبوهة والتي تبنتها دول الخليج جهراً وسراً".

وبينت  الشابي أن قناة "أم بي سي" السعودية والتي تبث من دولة الإمارات تعمل على ترويض المواطن الخليجي والعربي البسيط وجعله هدفاً سهلاً لتقبل فكرة التطبيع وقبول العدو الصهيوني المحتل كحالةٍ طبيعيةٍ في المنطقة العربية.

واستبعدت عضو المؤتمر القومي العربي أن تنجحَ تلك المحاولاتِ الخليجية أو غيرها في قلب الحقائق وتزوير التاريخ من خلال أعمال فنية مشبوهة، مستدركة "نراهن على وعي الشعوب العربية المتمسكة بحقها وتاريخها ورفضها للكيان الصهيوني"، مؤكدةً في الوقت ذاته أن الحقَ الفلسطيني لن يموتَ وهؤلاء المطبعين لن يمروا رغم محاولاتهم التي وصفتها بالفاشلة".

وشددت الشابي على أن تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني واجبٌ وطني وقومي، مؤكدةً أن لا حلّ للأمة إلا بالمقاومة ضد "الإسرائيلي"، وهذا يستدعي المزيد من التوعية للشباب العربي بأهمية وعدالة قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، داعيةً لجعلها محوراً مهماً في المناهج التعليمية كي يصبح النضال ومقاومة التطبيع ثقافة وسلوكاً يومياً يعيشه المواطن العربي والمسلم".

وقالت أن المطلوب عربياً وإسلامياً اليوم هو العمل على التعريف بالقضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة في ظل ما تتعرض له من مؤامرة كونية تقودها أمريكاً ويطبل لها العرب وتعزف على أوتارها إسرائيل فرحاً".

وبشأنِ تعزيز دور الدراما العربية  في التصدي للمشاريع التطبيعية والتي تستهدف قضايا الأمة العادلة قالت" من الأهمية الإكثار من الأعمال الفنية التي تسعى في مضامينها لنشر ثقافة المقاومة في المجتمعات العربية وحثّ الجماهير على رفض كل ما يمكن أن يستهدف ويشوه  تاريخها العريق".

أشادت الناشطة التونسية في معرض حديثها بالعمل العربي السوري الذي يتناول سيرة وحياة المطران كبوتش ويعرض طِوال الشّهر الفضيل على قناة “الميادين” كمُسلسل رمضاني يحمل اسم "حارس القدس".

"التطبيع  تحول لوجهة نظر" . .

الكاتب والباحث الفلسطيني أحمد الدبش رأى أن شيطنة الفلسطيني، باتت سياسة ممنهجة في بعض الدول العربية، وقد بدأت بعد العام 2011؛ ونجحت إلى حد كبير، في تشوية إدراك البسطاء، وأصبحَ الفلسطيني “شيطاناً رجيماً”، يجب رجمه، بذنب، أو بدون ذنب.

وبيّن الدبش في حديث مقتضب لموقع “قناة فلسطين اليوم”  أن كي الوعي في الدراما العربية بدأ عبر نقاش مسألة “التطبيع” كوجهة نظر، تحت شعار "مالنا وفلسطين"، أو"فلسطين ليست قضيتي"، الأمر الذي يترك علامات استفهام كبيرة حول هذه الحملة المشبوهة.

"تزوير للتاريخ" . .

أما من وجه نظر الكاتب السياسي حسن لافي اعتبر مسلسل “أم هارون” هو بداية الانتقال لمرحلة جديدة  من التطبيع السياسي الرسمي إلى التطبيع الاجتماعي الشعبي، مشدداً على أن الدراما السعودية التطبيعية تصطنع من “أم هارون” عنواناً للجوء اليهودي في أكبر عملية تزوير تاريخي يمارسها التطبيع السعودي على العقل العربي.

وأشار لافي  خلال مقال له نُشر عبر موقع “قناة فلسطين اليوم” إلى أن أساس فكرة "صفقة القرن" هو مساعيها لتصحيح مسار الكيان الصهيوني الثقافي والتاريخي، عبر تثبيت الرواية الصهيونية التاريخية، وبالتالي فقدان شرعية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، بل على العكس يصبح الفلسطيني الباحث عن حريته معتدٍ أثيم على حقوق اليهود المضطهدين باعتراف العرب أنفسهم.

ويحاكي المسلسل الكويتي “أم هارون” مظلومية سيدة يهودية، واجهت أسرتها تحديات إلى جانب الجالية اليهودية في دول الخليج في أربعينيات  القرن الماضي ، وقد نالَ المسلسل قسطاً كبيراً من الجدل بعد عرض أولى حلقاتها، وهو يظهر فيه إساءة متعمدة لمرحلة وحقبة هامة مرت بها المنطقة العربية وخاصة قضية فلسطين"، فيما يشير المسلسل الآخر (مخرج 7)، من خلال الإيحاء بأن "إسرائيل" قد لا تكون عدواً وأن الفلسطينيين ناكرون لجميل دعم السعودية لقضيتهم".

فصائل ومؤسسات حكومية وحقوقية ومجمعيات رافضة للتطبيع ومناهضة للصهيونية دعت إلى مواجهة فلسطينية وعربية ضد "التسميم الثقافي" الذي تبثه قناة “أم بي سي” السعودية عبر ترويجها للتطبيع العربي مع الاحتلال "الإسرائيلي".

وطالب هؤلاء بضرورة وقف بث مسلسلات التطبيع عبر القنوات الإعلامية العربية والتي تخدم الاحتلال "الإسرائيلي" وتمسّ بجوهر الرواية القومية العربية وتخدم الثقافات المضادة، ووقف الإساءة لشعبنا الفلسطيني وتقديم الاعتذار له، ودعم قضيته الوطنية العادلة، مشددين على  ضرورة استغلال القنوات الإعلامية لفضح الاحتلال وجرائمه، والدفاع عن المقدسات والتاريخ الفلسطيني والعربي العريق.

وأثار مسلسل “أم هارون” الكويتي موجة عارمة من الانتقادات عبر وسائل الإعلام  ومواقع التواصل الاجتماعي في أول أيام عرضه، إذ تداول مغردون مقطعاً من المسلسل يتحدث عن تأسيس دولة “إسرائيل” عقب إنهاء الانتداب البريطاني على “أرض إسرائيل”  عوضاً عن أرض فلسطين التاريخية، وقد غرد نشطاءُ بعبارات #القضية_ المركزية، #العدو_الصهيوني، وتحت وسم #التطبيع_خيانة ، وغيرها من التغريدات التي تؤكدُ على القضية العربية المركزية (فلسطين).

في المقابل، لم يكن مفاجئاً دفاع “أفيخاي أدرعي” المتحدث باسم الاحتلال “الإسرائيلي” عن المسلسل وبطلته “حياة الفهد” إذ قال، "إنها كانت تواجه اتهامات من قبل منظري المؤامرة الذين يفضلون البرامج التلفزيونية العنصرية التي تروج للأكاذيب المعادية للسامية، ويعتبرون كلمة التطبيع إهانة".

"فن" معزول ..

الكاتبُ والخبيرُ بالشأن “الإسرائيلي” عبد الرحمن شهاب وجه من جانبه سؤالاً للممثلة الكويتية “حياة الفهد” صاحبة الدور المشبوه في مسلسل “أم هارون”، قائلاً: "هل دعوتها لطرد الأجانب عندما سمعت بانتشار مرض “كورونا” يتضمن طرد اليهود أيضاً المتواجدين في الكويت أم أن رسالتها الفنية أصبحت في سياق آخر لا علاقة له بالأمة؟".

وانتقدَ شهاب في مقال صحفي نُشر له عبر موقع “قناة فلسطين اليوم” أن مسلسل “أم هارون” الكويتي ووصفه بـ “الفن” العربي المعزول عن الثقافة والرسالة والتاريخ، وحتى الجغرافيا، المتبرئ من الأخلاق والباحث عن استرضاء النخب السياسية، بل وخلق أجواء مواتية لاتخاذ قرارات ضد المشروع الفلسطيني من أجل إرضاء نتنياهو.

ويرى شهاب أن مثل هذا "الفن" يشكّل استقراراً آمناً لقيادات متأرجحة من خلال تزكية الاحتلال لهم لدي الغرب والأمريكان وخدمة للمرحلة “الإسرائيلية” التطبيعية.

وأوضح، "لا يُمكننا الاعتراض على طرح موضوع الجاليات الأخرى في العالم العربي والإسلامي، وحتى لو سلط الضوء على معاناتهم، ولكن ليس بطريقة عرض مظلومية لهم تبرر هجرتهم إلى "إسرائيل" وانضمامهم إلى المنظمات اليهودية التي احتلت فلسطين".

 

وسام المقوسي – غزة