بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إلى كل من يهمه الأمر:- وإلى أصحاب الضمائر الحية من شعبنا وأحرار العالم.
أتوجه إليكم بما يلي:
1- بعد أن قدمنا ما نستطيع من جهد لنصرة إخواننا الإداريين المضربين وبعد أن طال الزمن على إضرابهم، وأصبحت حالتهم حرجة. وفي 18ـ5ـ2014 (اليوم الـ25 للإضراب) أعلنت عن الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تضامناً مع إخواني المضربين. ورسالة إلى كل من يهمه الأمر للإسراع في إنقاذ حياتهم وفي الدفاع عن شرفهم وشرف كل الأحرار فقضيتهم ولا أعدل. فهذه من أعدل المعارك التي أنضم إليها في حياتي سائلاً المولى العون والنصر.
2- فور إعلاني الإضراب تم إخراجي من القسم في هداريم وأبلغوني أنني سأنقل بشكل فوري إلى جهة مجهولة، وتم وضعي في الزنازين لمدة 6 ساعات وكان واضح أنه لن يتم نقلي في ذلك اليوم، وإنما المقصود نوع من التنكيل، وتم مصادرة جميع أغراضي الشخصية. ومع أن القانون الإسرائيلي يسمح ببقاء الكثير من الأغراض أثناء الإضراب، إلا أنهم يتحايلون على القانون. وتم إعطائي أغراض جميعها لا تناسب حجمي (ملابس وأحذية).
وفي صباح اليوم التالي تم نقلي إلى سجن ريمونيم إلى قسم العزل الانفرادي، مع العلم أن في هذا القسم يوجد فقط أسرى جنائيين "يهود"، وفي كل سجن ريمونيم لا يوجد أي أسير أمني سواي. وإمعاناً في إطباق العزلة الكاملة عليّ فقد تم إدخالي قسم العزل الانفرادي فوراً وبعدها قاموا بإجراءات دخول أي أسير جديد، لأنه سجن في داخل قسم العزل. أي أصبح كل مَن مِن مسؤوليته أن يقابلني في مكتبه يأتي إليّ على قسم العزل ويقابلني في قسم العزل، ولغاية هذه اللحظة لم أخرج من قسم العزل إلا لمقابلة المحامي، وبعد مطالبة عديدة تم تزويدي بجزء من أغراضي الحد الأدنى، وبالتقسيط. وتم فرض عقوبة سبعة أيام زنازين في داخل قسم العزل وغرامة مالية.
وصفتُ ذلك للتأكيد على الظلم والتنكيل الذي تعرّض ويتعرض له الإخوة المضربين حيث رأيت بنفسي ومررت بما سمعت بالإعلام أنهم مرّوا به، وهنا أوجّه صرختي للجميع، وبالذات إخواني الأسرى الأبطال باتخاذ الإجراءات اللازمة لدفع هذا الظلم والتنكيل الذي يهدف إلى كسر إرادة الإخوة الأبطال المضربين.
3- أبشّر الجميع وعند خروجي من هداريم كانت الاستعدادات هناك طيبة وداعمة وسيرى الجميع ما يسُرّه في الأيام القليلة القادمة.
4- رسالتي إلى إخواني المضربين:
اطلعت على صرختكم هذا اليوم والتي وجهتموها لي وللأخوين العزيزين القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وعند صدور رسالتكم كنت في اليوم الثالث للإضراب ووصلتني وأنا في اليوم الخامس للإضراب، وأنا في قسم العزل الانفرادي في سجن ريمونيم، وقد فعلت كل ما طلبتموه مني وأبشركم بالمدد القريب، ولكن إياكم والانكسار وإياكم والتراجع، فمعركتكم من أعدل المعارك التي أنضم إليها متشرفًا في حياتي. الصبر الصبر والنصر حليفكم لا محالة.
معركتكم قد تطول وكونوا مستعدين لذلك، وثقوا تماماً أن مفتاح نصركم هو وبعد توفيق الله بيدكم ألا وهو صبركم وصمودكم ستفرضون على جميع أحبابكم الوقوف معكم ولو بعد حين، وأبشروا بنصر قريب.
وأؤكد لكم يا إخواني الأبطال أنني خضت وأخوض معكم هذه المعركة بإرادة منبعها اليقين والثقة بنصر الله، وسأستمر في ذلك بعقل منفتح لخدمتكم بكل ما أستطيع وثقوا تماماً أننا لن نخذلكم.
وختاماً:
أقبّل جباهكم، وتراب بلدي الحبيب من تحت نعالكم، أن تبقوا صامدين صابرين والنصر حليفكم لا محالة.
5- ورسالتي إلى أهالي الأسرى الإداريين المضربين:
أنتم أهلنا ونصرتكم واجبة على الجميع، وثقوا بالنصر بعد الصبر بإذن الله، ولن نخذلكم أبدًا، وأبشركم بقادم الأيام بما يسركم، وما يعجل بالوصول للنصر بإذن الله.
6- رسالتي إلى قادة الشعب الفلسطيني وقادة الفصائل وعموم أبناء شعبنا البطل في كافة مواقعهم:
أنتم أمام لحظة تاريخية والنصرة واجبة على الجميع لهؤلاء الأبطال وأطفالهم ونسائهم وللآلاف الآلاف المرشحين للاكتواء بنيران الاعتقال الإداري في المستقبل. هذا السيف المسلط على رقاب الجميع، والذي اكتوى منه غالبية أبناء شعبنا.
7- إلى أهلي الأعزاء. لكم الله والصبر الصبر ودعواتكم.
وختاماً:
أسأل الله أن يعين الجميع على الوقوف مع هؤلاء الأبطال وأن يعافينا الله من سقوط شهداء من بينهم وقد أصبحنا على أبواب ذلك.
وعلى أمل النصر القريب أستودعكم الله.
أخوكم عباس محمد السيد
أبو عبد الله
في اليوم الخامس على الإضراب التضامني مع الإداريين
قسم العزل الانفرادي في سجن ريمونيم