تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على الفلسطينيين مستخدمةً شتى الطرق والوسائل فمع تفشي جائحة كورونا في معظم دول العالم يستغل الاحتلال انشغال العالم بمواجهة هذا الفيروس القاتل لتصعيد اعتداءاته وتنفيذ مخططاته الإجرامية، فعلى صعيد قطاع الصيد يتعمد الاحتلال استهداف الصيادين وقت عملهم فمنهم من أصيب ومن استشهد وآخرين اعتقلوا عدا عن مصادرة معداتهم، واستفزازهم بين الحين والأخر بتقليص مساحة الصيد وعدم السماح لهم بالوصول للمناطق التي تتوافر فيها الأسماك بكثرة.
مسؤول لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي زكريا بكر في حديثه لـ"فضائية فلسطين اليوم"، قال "إن بحرية الاحتلال ومع دخول جائحة كورونا اتبعت أسلوباً جديداً في الاعتداءات على الصياديين تمثلت بسرقة شباك الصيادين وتمزيقها، إلى جانب عمليات إطلاق النار المباشرة وإلحاق الأذى الجسدي بهم".
وأوضح بكر أن الاحتلال يهدف من خلال ملاحقة الصيادين والتضييق عليهم تدمير أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني الفلسطيني بحيث لا يتمكن الصياد من تأمين احتياجات سكان القطاع من السمك".
وتستمر الانتهاكات "الإسرائيلية" والإعتداءات بحقّ صيادي قطاع غزة بصورة شبه يوميّة، وهو ما يُسفر بين الحين والآخر عن استشهاد أو اعتقال أو إصابة صيادين، عدا عن مُصادرة مُعدّاتهم ومراكبهم.
في الوقت ذاته طالب مسؤول لجان الصيادين بغزة زكريا بكر المؤسسات الدولية بالالتفات إلى أوضاع الصيادين وتوفير الحماية لهم والوقوف على جرائم الاحتلال ومحاسبته عليها وإلزامه بتطبيق بنود الاتفاقيات والمواثيق الدولية، داعياً المراكز الحقوقية أن تتابع حالات الصيادين وتتعاون معهم.
ونوه إلى أن الخطورة تكمن في القضايا التي ترفع أمام محاكم الاحتلال مطالباً بضرورة التوجه للمحاكم الدولية، لأنه من غير المقبول أن تكون "إسرائيل" هو الحاكم والجلاد في نفس الوقت.
بدوره قال محامي مركز الميزان لحقوق الإنسان يحيى محارب في حديثه لـ"فضائية فلسطين اليوم": إن الميزان يوثق كل انتهاكات الاحتلال وخاصة ما يتعرض له الصيادون بشكل شبه يومي، مشيراً أن إسرائيل دائماً ما يحاول وضع العراقيل أمام الجهات الحقوقية.
وأضاف محارب، "نحن نتحرك على المستويين الإقليمي والدولي لتوثيق كل الانتهاكات وتقديم الخدمة القانونية الكاملة لاثنين مليون فلسطيني واقعين تحت الحصار الإسرائيلي الظالم، لافتاً أن مركز الميزان يقوم بالخطوات القانونية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية ويقدم المساعدة اللازمة.
واستعرض محارب خلال حديثه أن بحرية الاحتلال نفذت منذ بداية العام الجاري 78 انتهاكاً بحق الصيادين مبيناً أن يقارب 3600 صياد تضرروا وعوائهم نتيجة الحصار البحري موضحاً أن "إسرائيل" تمنع دخول الكثير من المعدات المتعلقة بالصيد كما نفذت نحو 341حالة اعتقال خلال خمس سنوات إضافةً لإعدام 5 صيادين.
يشار إلى أن 85% من صيادي قطاع غزة المحاصر يعانون من الفقر المدقع في ظل ملاحقات الاحتلال لهم وشح الإمكانيات وأسعار الوقود الباهظة وعدم قدرتهم على تطوير قواربهم بمعدات حديثه.
