Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

زيارة البابا فرنسيس ليست تاريخية بل استكمال لخطأ تاريخي فلسطيني اسمه اوسلو أنهى مقاطعة ألفي عام.. أحمد البديري

زيارة البابا فرنسيس ليست تاريخية بل استكمال لخطأ تاريخي فلسطيني اسمه اوسلو أنهى مقاطعة ألفي عام.. أحمد البديري

  أنا بريء من دم هذا البار هذه هي الجملة التي قالها الحاكم الروماني بيلاطس لأحبار اليهود الذين طالبوا بصلب المسيح ومن بعدها غسل بيلاطس أو روما يديها من دم المسيح. هذه هي الأرضية التي أسّست التوجهات اللاسامية في عموم أوروبا التي بدورها انتقمت لقرون من اليهود.

 

هكذا كانت علاقة الفاتيكان مع اليهود الذين بدورهم اتهموا الفاتيكان بالتحريض ضد اليهود وتكلل ذلك بمذابح كانت الأسوأ في محارق النازية فذاك مكتوب في كتب المؤرخين الصهاينة. العداء كان متبادلاً فاليهود طالما حاربوا الكاثولوكية وفرحوا بانهيار أو على الأقل تراجع هيمنة الفاتيكان على العالم الكاثولوكي في القرن السادس عشر.

هذا العداء التاريخي الديني جاء في مصلحة الفلسطينيين الذين تمكنوا منذ السبعينات من القرن الماضي من بناء علاقات ممتازة مع الفاتيكان لعقود إلا أن كل ذلك انهار قبل عشرين سنة عندما اعترف الفاتيكان رسمياً باسرائيل وبدأ عهد جديد وتبادل لسفراء.

 

دمه علينا وعلى وأولادنا

الفاتيكان كان كبقية الدول العربية ودول أوروبا الشرقية وعدد من دول القارة اللاتينية لا يقيم أي علاقة مع الدولة العبرية ويقاطعها بشكل صارم لكن اعتراف منظمة التحرير باسرائيل كان السبب الرئيسي في انعدام السبب وراء استمرار مقاطعة إسرائيل والتي تبنت فكرة أنها دولة يهودية أي حفيدة الذين قالوا لبيلاطس "دمه علينا وعلى وأولادنا". البابا يوحنا بولص الثاني بعد ست سنوات من إقامة العلاقات الدبلوماسية كسر حاجز المقاطعة وزار إسرائيل رسمياً في ربيع عام 2000. ياسر عرفات انذاك كان منهمكاً في الاستعدادت لاستقبال الحبر الأعظم وصديقه يوحنا بولص الثاني لكن بعد أشهر انفجرت المنطقة ولاتزال لغاية اليوم منذ أيلول 2000 بانطلاق الانتفاضة وعودة الصراع.

اليوم يستقبلون بابا الفاتيكان فرنسيس في السلطة الفلسطينية لكن الجميع بات يعلم أن زيارة الفاتيكان للقدس لن تكون إلا تحت السيادة والوصاية الأمنية الإسرائيلية. إن كانت بيت لحم مهد المسيح فالقدس هي العاصمة الكونية للكاثولوكية بل ومركز الكون كما هو مكتوب في أديبات الكنيسة. التقارب بين الفاتيكان وإسرائيل يتحمله الفلسطيني وسيدفع ثمنه لا محالة في المستقبل القريب

 

المسيح فلسطيني لكن متأخراً

البابا فرنسيس عليه المرور بشمعون بيريس وبنيامين نتنياهو حسب الأصول الدبلوماسية والحديث عن السلام سيكون إنشائياً بلا محتوى حقيقي. الفاتيكان بنى علاقات قوية مع الدول العربية واستخدم منظمة التحرير كجسر للعبور والمنظمة كانت تتفاخر بذلك فياسر عرفات زعيم الفلسطينيين كان الأكثر ذكاءًا ودهاءًا باستغلال الخلاف الديني التاريخي بين اليهود والكنيسة الكاثولوكية وكان يردد كل المصطلحات اللازمة للتذكير بدم المسيح، ومن بعده الرئيس عباس الذي قال إن المسيح فلسطيني. ذلك جاء متأخراً ولن يغيير الآن بعد الذي حدث من تعابير وجه البابا قبالة شمعون بيريس الذي سيتشدق بالسلام العالمي.

 

ما الذي خسره الفلسطيني

خسر الفلسطيني أكبر تجمع ديني في العالم وأكبر عاصمة روحية تجمع مليار كاثوليكي والتي كانت حليفة له تلك الدولة الصغيرة الغائرة في روما الإيطالية المتعاطفة معه والتي كانت ترى بمسيحيي بيت لحم أحفاد بطرس ويوحنا ومتى. ناهيك عن الأملاك الكاثولوكية في الأرض المقدسة التي لا تزال مثار جدال وصراع سيطرة بين تل أبيب والفاتيكان. المقاطعة التي امتدت لألفي عام انهارت بأيدي فلسطينية فما كان يمكن وصول البابا إلى مطار بن غريون تحت العلم الإسرائيلي لولا اتفاقية أوسلو التي ندم عليها كل من ساهم فيها.

فمهما حاول المسؤولون الفلسطينيون إيصال رسائل للبابا حول غطرسة الاحتلال وانتهاك الحريات واعتداء اليهود على الكنائس فلن يغيير من الأمر شيئاً فحسب الأصول الدبلوماسية الفاتيكان اعترف بإسرائيل ولن يغير هذا الواقع كل الخطابات والرسومات والصور التي تمتلئ بها جدران بيت لحم المرحبة بالبابا على الطريقة الفلسطينية الساذجة. البابا فرنسيس ومن قبله منذ مئات السنين كانوا يقرؤان في الإنجيل ما قاله اليهود حول وراثة المسؤولية عن دم المسيح المسفوك كما تقول الكنيسة من أجل الفقراء والمساكين والذين يبدأون من الفلسطينيين انتهاءًا بكل فقراء ومعذبي العالم. الاستنتاج العام أن زيارة البابا فرنسيس ليست تاريخية لأنها لن تغير شيئاً فالأحداث التي سبقت تكفلت بالتغيير، وعلى البابا استكمال الطريق التي بدأها الفلسطينيون لا سواهم.

 

إعلامي مقدسي