حذر مسؤولون في قطاع التعليم الخاص في قطاع غزة من وجود أزمة كبيرة تعصف بالمدارس الخاصة ورياض الأطفال، جراء حالة الطوارئ التي أعلنت عنها الحكومة الفلسطينية منذ السابع من شهر مارس الماضي وما صاحبها من إجراءات من بينها تعليق العملية التعليمية برمتها في القطاع، وذلك لمنع تفشي وباء كورونا المستجد، الأمر الذي أدى إلى تعطيل جميع مناحي الحياة وفاقم الأوضاع الإقتصادية والإنسانية.
سامي أبو عيدة رئيس جمعية المدارس ورياض الأطفال في قطاع غزة، قال إن "أزمة كورونا جاءت لكشف "المستور" وما تتعرض له المؤسسات التعليمية الخاصة من ظروف صعبة جراء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ صيف 2007، وما تلاه من أزمة رافقت الوباء المستجد، محذراً من انهيار المنظومة التعليمية الخاصة، بفعل تراكم الديون علي المؤسسات جراء حالة الإغلاق الأمر الذي سيعرضها لكارثة قد عنها إغلاق أبوابها وتسريح موظفيها والعاملين فيها.
وأوضح أبو عيدة في حديث لــ "قناة فلسطين اليوم"أن قطاع التعليم الخاص لم يكن مجهزاً بخطة طوارئ للعمل وفقها في مثل هذه الأزمات، لا سيما وأن حالة الطوارئ في فلسطين جاءت بشكلٍ وصفه بالـ "مفاجئ"، مما جعل التعامل مع الأزمة الطارئة صعبا، مطالباً الجهات المختصة والمعنية بالوقوف إلى جانبهم لكي يتمكنوا من تخطي تداعيات الأزمة والاستمرار في تقديم الخدمات التعليمة.
رئيس جمعية المدارس ورياض الأطفال وفي سياق حديثه دعا وزارة التربية والتعليم لأخذ دورها، لاسيما وأن المؤسسات التعليمة في القطاع يجب أن تكون جزء من منظومتها، مبيناً أنهم أرسلوا برسائل للعديد من المؤسسات الدولية والأممية، لتقديم الدعم ولكن دونما استجابة حتى الآن.
ويحوي قطاع غزة (65) مدرسة خاصة، بالإضافة لـ (20) مدرسة تربية خاصة، فيما عدد الموظفين (خدمات مختلفة) والموجودين في المدارس الخاصة وصل (150) موظفاً، وعدد المعلمين والمعلمات (1038)، بالإضافة إلى (300) إداريا، بينما بلغ عدد الطلاب 8724 طالباً. وفقاً لـ "أبو عيدة"
وأضاف أن القطاع يضم (700) مؤسسة تعليمة من رياض الأطفال، ويعمل في إطارها (2750) من المعلمين والمعلمات، إلى جانب(1200)من الإداريين، بينما يتلقى التعليم (62000) من الطلاب والطالبات.
من جانبها قالت رئيس لجنة الطوارئ والمتابعة للمدارس الخاصة ورياض الأطفال في قطاع غزة ثريا عمار، إن القطاع التعليمي الخاص مهدد بالانهيار، بسبب حالة الطوارئ المفروضة، ما دفع بأصحاب العمل بتسريح عدد كبير من العاملين، بعد تراكم الالتزامات على المشغليين.
وأوضحت عمار في مقابلة مع "قناة فلسطين اليوم": أنهم يواصلون باستمرار ومخاطبة المسؤولين وذوي الاختصاص، لا سيما وزارة التربية والتعليم، للنظر بعين الاعتبار لحجم وخطورة هذه المأساة التي تعصف بالمؤسسات التعليمة الخاصة،ولكن لم تصلهم أي ردود بهذا الخصوص.
ورأت أن هناك حاجة ماسة للاستجابة لهذه المطالب مع دخول الشهر الثاني من حالة الطوارئ والأزمة المصاحبة لها، مطالبةً المسئولين بتوضيح إلى أين تتجه الأمور بهذا الخصوص بعد مطالبة الجميع بالإغلاق والمكوث في البيوت.
وفي سياق حديثها رفضت رئيس لجنة الطوارئ والمتابعة للمدارس الخاصة ورياض الأطفال في القطاع، "جملةَ وتفصيلاَ تقليل البعض من شأن ودور رياض الأطفال وحجم عملها وتأثيرها في المجتمع"، مطالبةً "الجهات المختصة للنظر بشمولية أكبر في هذا المجال، علماَ بأن هذه المشاريع هي في أغلبها مشاريع تشغيلية صغيرة، ومعظمها نسوية وليست استثمارية، يستفيد منها العديد من الخريجين والخريجات، مبينةً "أن رياض الأطفال ترفع عن كاهل الحكومة عبء كبير".
إعداد / سلام ميمة - (قناة فلسطين اليوم)