أعفت الرئاسة التونسية، الجمعة، مندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، المنصف البعتي، من مهامه، بسبب "غياب التنسيق" مع بلاده وممثلي الدول العربية والإسلامية بالمنظومة الأممية في مسائل بينها "صفقة القرن" المزعومة.
وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية (وات)، قال مصدر من الرئاسة إن إعفاء البعتي يعود إلى "غياب التنسيق والتشاور بينه وبين وزارة الخارجية من جهة، وممثلي الدول العربية والإسلامية بالمنتظم (المنظومة) الأممي من جهة ثانية" في المسائل المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن.
وأضاف المصدر، الذي لم تسمه الوكالة، أنّ من بين تلك المسائل "إعداد مشروع قرار يتعلق بمخطط السلام بالشرق الأوسط (صفقة القرن) المقترح في 28 يناير (كانون ثان) الماضي من قبل الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب.
وشدد على أن "التنسيق مع وزارة الخارجية والتفاعل معها مطلوب ومهم جدا، باعتبار أن تونس عضو غير دائم في مجلس الأمن، وهو ما يقتضي تشاورا متواصلا مع وزارة الإشراف (الخارجية التونسية) لتحقيق الانسجام مع مواقف تونس المبدئية وحفظ مصالحها الدبلوماسية".
من جانبها، أكدت الخارجية التونسية، في بيان الجمعة، أن قرار إعفاء البعتي يعود لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة.
وأوضح البيان أن ما تقدم يشمل "مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي خاصة وأنّ عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة، بما ينسجم مع مواقف تونس المبدئية ويحفظ مصالحها".
بدوره أعرب رئيس مجلس الأمن الدولي، ممثل بلجيكا الدائم، مارك بيكستن، عن صدمته عندما علم بقرار سلطات تونس بسحب ممثل تونس الدائم في المجلس.
وقال بيكستن للصحفيين: "لقد سمعت هذه الأخبار. وقد انصدمت كثيرا عندما سمعتها. أنا لا أعرف التفاصيل، الأسباب التي تقف وراء ذلك. لكنه كان زميلا جيدا جدا".
واستدعت تونس مندوبها لدى الأمم المتحدة على نحو مفاجئ. ولم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة بين عرّاب خطتها للسلام جاريد كوشنر ومجلس الأمن.
ويعرف عن الرئيس التونسي دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، وقد وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأميركية "بمظلمة القرن". وقال "أُكرّرها، هي خيانة عظمى".