رأت صحيفة "التايمز"البريطانية في افتتاحيتها أن خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء ليست واقعية.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "منذ الهدنة التي وقعت بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة، حصل نوع من الهدوء الحذر في الأراضي المقدسة، وكان العنف والموت متفرقين وبحدود، وحاولت إسرائيل التفكير في أمور أخرى، ففي غزة تصل نسبة العاطلين عن العمل إلى 50%، وحتى في الضفة الغربية الهادئة، التي يتمدد فيها الاستيطان، فإن الاقتصاد تميز بالركود".
وتشير الصحيفة إلى أنه "على جانبي الجدار، الذي يصر السياسيون على أنه ليس جدارا، الذي يمثل الحدود التي يصرون على أنها أيضا ليست حدودا، فقد تعثر الإيمان بدولة فلسطينية مستقبلية قد تكون متناغمة مع دولة إسرائيلية، والآن يأتي دونالد ترامب مدعيا أنه قادر على كسر الجمود بـ(صفقة القرن) وهو بالتأكيد مخطئ".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "إعلان يوم الثلاثاء عن الخطة جاء استمرارا مع هذا الزعم، وكان بيل كلينتون، الذي أعلن عن اتفاقية أوسلو، محاطا برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير، فيما أحاط جورج دبليو بوش، الذي أعلن عن خارطة الطريق، نفسه برئيس الوزراء في حينه محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، وبالمقارنة فإنه لم يكن حاضرا مع ترامب يوم الثلاثاء إلا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكان ترامب قد التقى مع زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس قبل يوم من الإعلان عن الخطة التي رفضها رئيس السلطة الفلسطينية عباس، وهاجم الرئيس ترامب واصفا إياه بأنه (كلب ابن كلب)".
وتفيد الصحيفة بأن "الخطة تمنح إسرائيل السيادة على الحرم الشريف، وضم ثلث الضفة الغربية، بما في ذلك المستوطنات ووادي الأردن، وسيحصل الفلسطينيون على أراض بديلة واستثمارات في الضفة الغربية وحكم ذاتي على دولة منزوعة السلاح، وهناك مقترح حالم حول عملية وصل بين الضفة الغربية وغزة، ووعد ترامب بعاصمة فلسطينية في القدس مع أنه تحدث عنها بصفتها عاصمة موحدة لإسرائيل، ولا يمكن تصديق كلامه".
وتنوه الصحيفة إلى أن "ترامب قال إن الفلسطينيين سيقبلون بالخطة، وبأن عددا من الدول العربية تدعمها، صحيح، أنه كان من بين الحضور عدد من سفراء الدول العربية، لكن الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي كان حضوره ومشاركته مهمان، أكد أنه لن يقبل بها أبدا، وزعم ترامب أن العالم سيقف وراءه، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني (بوريس) جونسون".
وترى الافتتاحية أنه "دون مشاركة الفلسطينيين بها أو موافقتهم عليها، فإن الخطة لن تتناسب بسهولة مع السياسة البريطانية وتلك التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، ويمكن اعتبار الخطة مجرد لفتة من الرئيس الأمريكي لنتنياهو، الذي يقاتل من أجل مستقبله السياسي، وتلاحقه تهم الفساد والرشوة، حيث تم توجيه التهم رسميا له يوم الثلاثاء، أي وقت إعلان الخطة".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "خطط الضم التي رحب بها نتنياهو وغانتس ستجد صعوبات في المحاكم الإسرائيلية، وحاول رؤساء أمريكا كلهم طوال العقود الثلاثة الماضية وفشلوا، ويبدو أن ترامب يمشي على خطاهم".