أكدت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، رفضها مشاركة قادة العالم في "منتدى الهولوكوست" الخامس في مدينة القدس المحتلة، تحت عنوان "المحرقة"، في ظل استمرار مجازر الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال وقفة جماهيرية حاشدة، نظمتها القوى الوطنية، أمام مبنى الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، تحت عنوان " المحرقة الحقيقية ما يرتكبه الاحتلال من مجازر بحق شعبنا الفلسطيني" تنديداً بانعقاد المنتدى في مدينة القدس.
واستنكر منسق القوى الوطنية خالد البطش، عقد منتدى الهولوكوست الخامس، مشدداً على أن القدس المحتلة هي عاصمة الشعب الفلسطيني وليست مدينة "أوشفيتس" البولندية التي جرت فيها المحارق.
وعدّ البطش في كلمته خلال الوقفة، زيارة قادة العالم "تزييف للتاريخ والتضليل وتكريس لتهويد القدس وتقديم يد العون للكيان الصهيوني للهروب من محاولات العدالة الدولية المزعومة لمحاكمة قادة الاحتلال تحت عنوان "منتدى المحرقة".
وقال: "القدس مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا عيسى عليه السلام، وعاصمة شعبنا، ورثناها كابر عن كابر، من كنعان حتى الفتح الإسلامي".
واعتبر اجتماع زعماء بعض قادة العالم في القدس "تكريس للاحتلال وخدمة انتخابية لنتنياهو"، مشيراً إلى أن المنتدى يسعى لإنقاذ قادة الاحتلال من العدالة الدولية الزائفة".
وأضاف "قادة العالم يأتون اليوم تحت عنوان المحرقة وينسون ما ارتكبه العدو من ظلم منذ عام 1948، بحق كل المقدسات الإسلامية ودماء الأبرياء في فلسطين وأماكن اللجوء والشتات".
وتابع البطش "القدس عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني مهما اختلت موازين القوى اليوم لصالح الاحتلال الصهيوني، ومهما امتلك قادة العالم من نفاق سياسي وازدواجية معايير وزيارات مجاملة لرام الله، فهي أرض محتلة كبقية الأرض الفلسطينية".
وتساءل "أين قادة العالم اليوم من رفضهم المزعوم لتهويد القدس وتكريسها، ولماذا يحضرون المنتدى بعنوان المحرقة وينسون معاناة شعب فلسطين؟"، مشدداً على أنه "آن الأوان للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العودة للأراضي المحتلة وكسر الحصار عن قطاع غزة".
وطالب البطش، الأمم المتحدة بالوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإنهاء الحواجز في الضفة، ووقف قرارات الضم في الأغوار.
وفي نهاية الوقفة سلّمت القوى الوطنية والإسلامية مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس احتجت فيها على مشاركة قادة العالم في منتدى الهولوكوست الذي تقيمه (اسرائيل) في مدينة القدس لإحياء ذكرى "المحرقة".
وأكدت القوى في مذكرة تلاها القيادي في الجبهة الديمقراطية محمود خلف، أن المحرقة الحقيقية هي المجازر المتوالية عبر 72 عاماً، من الاحتلال لأرضنا ومصادرة الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة في ظل دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس.
وشدد خلف، على أن "إقامة هذا الاحتفال على أرض القدس هو المكان الخطأ وتضليل للعالم والأجيال القادمة ومحاولة لدعم نتنياهو في حملته الانتخابية".
وقال: "نتطلع أن تذكّروا رؤساء الدول المشاركة بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بالقرارات الدولية التي صوت إلى جانبها مندوبو هذه الدول في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمجلس العالمي لحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية ودعت القوى، رؤساء الدول المشاركة لزيارة الضفة المحتلة والاطلاع على جرائم الاستيطان وحواجز الاعتقال والقتل والإعدام الميداني بدم بارد كما وقع في غزة من اعدام لثلاثة فتية بعد تجريدهم من ملابسهم.
وبيّنت القوى أن من يرعى هذه الدعوة هو الاحتلال الصهيوني الذي يحاصر قطاع غزة ودمر حي الشجاعية عام 2014، وارتكب مجازر دير ياسين ومذبحة صبرا وشاتيلا ومارس التطهير العرقي والعنصرية وسلب الأرض وشرد شعبنا.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال كافة المناطق الفلسطينية المحتلة إلى أكثر من "أوشفيتش" خاصة قطاع غزة كما أن هناك عشرات السجون يمارس فيها الاحتلال كافة أنواع القهر والتعذيب وامتهان الكرامة وجرى قتل 213 أسيراً داخلها بدم بارد.
وشددت القوى على أن دولة الاحتلال هي المتمرد الأول على قرارات الشرعية الدولية وتنتهك قوانين الأمم المتحدة وتضرب بها عرض الحائط وتضع نفسها فوق الشرائع الدولية لذا يجب محاسبتها وليس توفير الحماية لها ولجرائمها.
وطالبت القوى، الأمين العام بالضغط من أجل إنهاء الحصار الظالم عن قطاع غزة وانهاء الاحتلال لأرضنا وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، والمعطلة على مدار سنوات طويلة بفعل تعنت الاحتلال وتواطؤ قادة المجتمع الدولي والوقوف دون حراك تجاه مجازر الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني.
صحيفة(فلسطين)