| نعيم إبراهيم
للمرة الأولى، وصل مساعد الرئيس الأميركي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، آفي بيركوفيتش، الأسبوع الماضي إلى الكيان الصهيوني، بمنصبه الجديد، خلفاً للمبعوث السابق جيسون غرينبلات، الذي استقال في شهر تشرين الثاني 2019.
رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، التقى بيركوفيتش، وبحث معه «الخطة الأميركية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، المعروفة باسم «صفقة القرن».
زيارة بيركوفيتش تزامنت مع التطورات الساخنة التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وعدد آخر من رفاقهما إثر غارة أميركية بالعاصمة العراقية، بغداد.
وكان من المقرر أن تكشف الإدارة الأميركية عن الخطة في العام الماضي، ولكنها أرجأتها بسبب الانتخابات الصهيونية وبانتظار تشكيل حكومة مستقرة في كيان الاحتلال، قبل الإعلان رسمياً عن الخطة المثيرة للجدل.
غير أن صحيفة «الجروزاليم بوست» الصهيونية قالت «إن الإدارة الأميركية قد تنشر الخطة، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من آذار المقبل»، حيث يبحث الفريق الأميركي أحد خيارين:
الأول وهو نشر الخطة على الرغم من الجمود السياسي في الكيان الصهيوني بما يهدد إمكانية نجاحها.
والثاني وهو الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الصهيونية في آذار والتي قد تنتهي أيضاً إلى طريق مسدود، فضلاً عن أنه سيكون من المتأخر جداً نشر الخطة في تاريخ قريب من الانتخابات الرئاسية الأميركية، في تشرين الثاني المقبل.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو، هل جاء اغتيال سليماني والمهندس من أجل تغيير المعادلات في المنطقة وفرض «صفقة القرن»؟
لا تتوانى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كسابقاتها عن محاولات تغيير قواعد اللعبة وفرض المؤامرة القديمة في سيناريوهاتها الجديدة بغية تصفية القضية الفلسطينية.
إن كل ما يجري الآن في المنطقة من محاولات فرض «الربيع العربي» إلى استهداف قطاع غزة واتساع رقعة الاستيطان والممارسات القمعية والإرهابية بحق الشعب الفلسطيني إلى اغتيال قائد فيلق القدس سليماني ورفاقه وقبل ذلك البدء العلني في تطبيق سياسة التطبيع بين بعض الرسميات العربية والعدو الصهيوني وغير ذلك من المؤامرات التي تحاك في السر والعلن، إنما يستهدف المقاومة وداعميها لكي تنكسر شوكتها وترضخ لما يخطط من قبل الامبريالية الأميركية والعدو الصهيوني وفرض ما تسمى التسوية شرق الأوسطية، الأمر الذي يعني إنهاء قضية فلسطين وإقامة الدولة اليهودية على أنقاض الشعب الفلسطيني مثلما أقيمت دولة إمبراطورية الولايات المتحدة الأميركية على أنقاض الهنود الحمر.
فهل من صحوة عربية ودولية شاملة اليوم لمواجهة مؤامرة صفقة القرن؟