كمال زكارنة
تماما مثلما تقتحم مجموعات الخنازير التي تنطلق من المستوطنات الصهيونية، الى مزارع الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،وتقوم بتدميرها واتلاف محاصيلها ،تجتاح قطعان المستوطنين القرى الفلسطينية المحتلة ليلا ،وتعمل على تخريب وحرق واعطاب وسرقة الممتلكات فيها ،من سيارات وشاحنات ومركبات نقل ومنشآت ومحال تجارية وحظائر المواشي وكل ما يستطيعون الوصول اليه ،واكتابة الشعارات العدائية والتحريضية التي تحمل افكار العدائية والكراهية للشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين ،والتهديد بالقتل والتهجير الاجباري وهدم البيوت ومواصلة الاعتداءات بشكل دائم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
انها سياسة ممنهجة لا يمكن ان تكون حكومة الاحتلال اليمينية بريئة منها ، لانها هي التي توفر الحماية لهؤلاء المستوطنين المتوحشين ،وتقوم بتسليحهم وتدريبهم ،وتخصيص سرايا امنية وعسكرية من اجهزة وجيش الاحتلال لمرافقتهم وحمايتهم ،وتمكينهم من الوصول الى القرى الفلسطينية واستهداف المواطنين الابرياء والعزل من سكانها ،والعمل على بث الرعب والازعاج في صفوفهم وهم نيام في منازلهم دون اي مبرر او ذنب اقترفوه.
اعتداءات قطعان المستوطنين على ابناء الشعب الفلسطيني الآمنين في قراهم ،وانتهاك حرمات بيوتهم ،وتدمير مصادر رزقهم ،لا يمكن تفسيرها على انها احداثا آنية وعفوية او ردات فعل مؤقتة ومحدودة ،بل هي مخططة ومرسومة ومدروسة جيدا ،لها ابعاد سياسية وامنية ،واهداف استراتيجية تتسق مع الانتهاكات والاعتداءات الاحتلالية الاخرى، التي تصب في نفس الهدف الصهيوني المعلن ،وهو فرض السيادة الاحتلالية على الارض وفرض سياسة التطهير العرقي على السكان الفلسطينيين اصحاب الارض،لاخلائها منهم حتى تسهل السيطرة عليها بالكامل وضمها للكيان الغاصب لفلسطين وتحويلها املاكا سائغة للمستوطنين.
المستوطنون يتصرفون على انهم القوة الضاربة للاحتلال في فلسطين المحتلة ،لان السلطات المحتلة هي التي تتبعهم وتؤكد على ما يقومون بفعله ،فعندما يبادرون للاستيلاء على موقع معين لاقامة مستوطنة او بؤرة استيطانية واغتصابه من اصحابه الفلسطينيين ،تأتي قوات الاحتلال لحمايتهم وتثبيهم في المكان وتعزيز وجودهم فيه ،وشق الطرق وايصال المياه والكهرباء والخدمات الاخرى ،وتوفير كل ما يحتاجونه ويطلبونه ،فهم يشكلون رأس الحربة لدى الاحتلال ،للاستيلاء على الارض والتوسع الاستيطاني ،ودور السلطات المحتلة ،ازالة الحواجز امامهم وكل ما يعترضهم ،لاغتصاب الارض.
اصبح المواطن الفلسطيني في معركة مفتوحة لا تنتهي ولا تتوقف ،اينما تواجد ،وهو في منزله او مكان عمله او حقله ،وهو في فراشه او على رأس عمله او في اي مكان واي ظرف ،المعركة مع الاحتلال مستمرة وهي احدى فصول حرب الوجود الحقيقية.