كلّف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الوزير السابق الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة المقبلة بعد تسميته من قبل 69 نائبًا في الاستشارات النيابية.
وكان الرئيس عون قد اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد انتهاء الاستشارات وأطلعه على نتائجها، بحسب ما يفرض الدستور اللبناني.
ومن ثم استدعى عون الى قصر بعبدا الرئيس المكلف لتبليغه بشكل رسمي تكليفه بتشكيل الحكومة.
وكانت قد انطلقت الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الخميس على فترتين صباحية ومسائية بمشاركة مختلف الكتل النيابية والنواب المستقلين.
وأصبح الدكتور حسان دياب رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة المقبلة بعد نيله 69 صوتاً من إجمالي الأصوات، في حين بلغ عدد النواب الذين لم يسموا أحداً 43 نائباً، أما نواف سلام فقد حصد 13 صوتاً، في حين صوتت النائب بولا يعقوبيان لحليمة قعقور.
رئيس الحكومة المكلف حسان دياب وبعد لقائه بالرئيسين عون وبري في قصر بعبدا أعلن أنه تبلغ من الرئيس عون نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، وفقاً للدستور، وتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة العتيدة.
وأمل دياب "أن تستطيع الحكومة الحصول على ثقة النواب عندما تُنجز تشكيلها التي سيعمل، بالاتفاق مع الرئيس، واستناداً إلى الدستور، لتكون حكومةً بمستوى تطلعات اللبنانيين تلامس هواجسَهم، وتُحقق مطالبهم، وتُطمئنهم إلى مستقبلِهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمرّ بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطةٍ إصلاحية واقعية لا تبقى حبراً على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً"، مؤكداً أنه سيتوسع في المشاورات التي سيجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضاً الحراك الشعبي، حيث سيستمع لكل الآراء للإنطلاق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية.
وتوجه دياب إلى الشعب بالقول "إن المرحلة دقيقة جداً وحسّاسة، وتتطلّب جهداً استثنائياً وتضافرَ جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها"، موضحاً "أننا نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تُحصّن البلد وتُعطي دفعاً لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع، بهدف الخروج من حالة الشك التي وصلنا إليها، إلى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، عبر إعطائهم الثقة بمستقبلٍ واعد".
وأضاف دياب أن الانتفاضة تمثّله وأنها أعادت تصويبَ الحياة السياسية في لبنان، مشيرًا إلى أنه على مدى 64 يوماً، استمع إلى أصوات الشعب التي تعبّر عن وجعٍ مُزمن، وغضبٍ من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصاً من استفحال الفساد.
كما ختم مشدداً على "التمسّك بالحريات العامة الذي هو صمّام أمان لحماية ورشة الإنقاذ، وأن أي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع وتعيش في برجٍ عاجي، ولن تستطيع حماية البلد"، داعيا "اللبنانيين، في كل الساحات والمناطق، إلى أن يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الإنقاذ.
ووصل دياب إلى منزله في تلة الخياط، حيث تتخذ الإجراءات الأمنية المكثفة للجيش وقوى الأمن الداخلي ويتجمع عشرات الأشخاص.
وردا على أسئلة الصحافيين، قال دياب: "إن المعترضين على تكليفي المتواجدين في الشوارع يحق لهم ابداء رأيهم، لا سيما أنهم منذ 60 يوما متواجدون في الشارع، رفضا للاوضاع المعيشية السيئة".
وأكد أن حكومته "لن تكون حكومة مواجهة ابدا".
من هو حسان دياب؟
- ولد في بيروت في 1 حزيران 1959، وهو من الطائفة السنية ومتزوج من نوار رضوان المولوي وله ثلاثة أولاد، بنت وولدان.
- يحمل شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الاتصالات، وماجستير بامتياز في هندسة نظم الكومبيوتر، والدكتوراه في هندسة الكمبيوتر منذ العام 1985.
- شغل من قبل منصب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية بالوكالة أيضًا.
- انضم إلى الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1985، وهو أستاذ مادة الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في كلية الهندسة والعمارة ولديه أكثر من 130 منشورًا في مجلات علمية دولية ومؤتمرات.
- شغل دياب منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة والرئيس المؤسس خلال 2004-2006 في جامعة ظفار في مسقط عمان.
- عين في منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأمريكية في بيروت في تشرين الأول من عام 2006.
وكان سعد الحريري قدم استقالته في 29 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، بعد اسبوعين على اندلاع احتجاجات شعبية ضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
موقع (العهد)