قال كاتب "إسرائيلي": إن جولة التصعيد الأخيرة مع قطاع غزة سجلت للمستوطنين سبعة دروس محظور عليهم أن ينسوها أو يتجاهلوها، على اعتبار أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه نهاية الأسبوع هو مؤقت وهش، ومن المتوقع أن تتجدد الجولة القادمة.
وأضاف يوسي أحيمائير في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، ترجمته "عربي21" أن "الأمر قد يتدهور مع قطاع غزة إلى حرب رابعة، ضمن سلسلة الحروب الثلاثة التي خاضتها إسرائيل خلال العقد الأخير، بعد الرصاص المصبوب في 2008، وعمود السحاب في 2012، والجرف الصامد في 2014، حتى لو أسمينا العملية الأخيرة بالحزام الأسود، لكن التصعيد الحقيقي ينتظرنا هناك بجانب الجدار".
وأوضح أننا "خرجنا نحن الإسرائيليين من هذه الجولة المنصرمة بسبعة دروس أو استخلاصات أو نتائج، سموها كما تشاؤون، الدرس الأول أن إسرائيل كانت هذه المرة هي المبادرة، وحسنا فعلت ذلك، من خلال اغتيال القائد العسكري للجهاد الإسلامي، بعملية محددة موضعية مركزة، مما أظهر التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي الذي ينتظر القرار المطلوب في اللحظة المناسبة".
وأشار أحيمائير، أن "الإسرائيليين أصابهم الملل من مبادرات حماس وحليفاتها التي لا تتوقف، تارة بإطلاق النار، وأخرى بالمظاهرات، وثالثة بعمليات التسلل، ثم يتم اتهام إسرائيل التي بأنها ترد على هذه العمليات".
وأكد أن "الدرس الثاني هو أن المنظمات الفلسطينية حين ردت على الاغتيال في غزة أطلقت صواريخها بهدف واحد محدد، وهو تشويش الحياة في إسرائيل، وإصابة الإسرائيليين، أما الدرس الثالث فإنه لا مكان لانسحابات إسرائيلية جديدة من المناطق الفلسطينية، لاسيما عقب ما تم من انسحاب من قطاع غزة في 2005، رغم أنها عملية تمت على أمل توقف الفلسطينيين عن ملاحقة إسرائيل، وعودة الهدوء لجانبي الحدود".
وأضاف أنه "سرعان ما تبين خطأ هذا الاعتقاد الاسرائيلي، لذلك محظور أن تقدم إسرائيل على أي انسحابات أخرى في أي مفاوضات قد تحصل، أو تسويات سياسية قد تعرض، لأن الاستنتاج الإسرائيلي بعد هذه المواجهات مع الفلسطينيين أن الانسحابات لا تؤدي لحلول، ولا توفر الأمن للإسرائيليين، بل تشجع الفلسطينيين والعرب على مهاجمة إسرائيل".
وأوضح أن "الدرس الرابع ما فرضته المواجهة الأخيرة مع غزة من تحد على إسرائيل، وهو المنظمات الفلسطينية الصغيرة التي تتنافس بكراهيتها، والعمل ضدها، مما يعني أن مشكلتها الأمنية لم تعد مع تنظيم واحد بغزة هو حماس، وبالتالي فإن توقيع أي اتفاق تهدئة لم يعد ملزما لكل الفصائل الفلسطينية المسلحة، بل أصبح كل تنظيم بإمكانه ان يبادر لإطلاق النار على إسرائيل، وسيجعل أي اتفاق هشا وقابلا للخرق في أي لحظة".
وأكد أن "الدرس الخامس هو أن مرور أربعين عاما على توقيع اتفاق السلام مع مصر أثبت نفسه في مثل هذه اللحظات الصعبة، فمصر بقيادة السيسي دولة عقلانية، توفر البضاعة المطلوبة في الوقت المناسب من خلال جهودها ووساطتها بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، ومصر معنية بألا يصل تأثير العمليات المسلحة داخل حدودها، فهي لديها حدود طويلة مع غزة".
وزعم أن "كل حديث عن حصار إسرائيلي فقط على قطاع غزة مجرد كذب وتضليل، وتعام عن الحقيقة، لأنه إن كان من حصار جدي على الفلسطينيين في غزة، فإن مصر شريكة به".
وانتقل الكاتب إلى "الدرس السادس، وهو أنه في كل جولة من التصعيد مع غزة يخرج من بين الاسرائيليين بعض اليساريين الذين يصدقون العدو في غزة، ويرفعون شعارات ويافطات في تل أبيب تطالب بانسحاب الاحتلال من غزة، لاسيما من أعضاء الكنيست العرب، وهم يعززون إخوانهم الفلسطينيين في نضالهم العادل، بجانب اليساريين اليهود وصحيفة هآرتس".
ويختم الكاتب حديثه بالإشارة "للدرس السابع من هذه المواجهة، ففي ظل الدروس السابقة فإن عملية جديدة هي الرابعة من نوعها مؤكدة لا محالة، ليس لأن إسرائيل تريدها، لكن الإسرائيليين في غلاف غزة سيشجعون أي حكومة قادمة لتنفيذ الحملة العسكرية الواسعة ضد غزة، للتخلص كليا من التهديد الأمني الذي تمثله حماس والجهاد، مما يؤكد أن ملف غزة سيكون مطروحا على طاولة تلك الحكومة، لإيجاد حل جذري له".