قال كاتب "إسرائيلي": إن التطورات الأمنية في قطاع غزة تشير إلى أن عمليات عسكرية أخرى قادمة في الطريق، في ضوء التصعيد الأخير في القطاع، بعيدا عن التوقيتات السياسية الداخلية في "إسرائيل".
وأضاف إيلي فريدمان، الباحث في منتدى التفكير الإقليمي "الإسرائيلي"، في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "كان واضحا أن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، أحضر معه في المؤتمر الصحفي قبل شهر من الآن رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، وقائد جهاز الأمن العام- الشاباك نداف أرغمان؛ بهدف إبعاد أي شبهة سياسية وحزبية بقرار التصعيد، وما سبقه من اغتيال، واقتصار توقيته على ملاءمة الظروف الأمنية والعملياتية".
وأشار فريدمان إلى أن "ما شهدته غزة من تصعيد أخير جزء من الاستراتيجية الإسرائيلية الشاملة، المعمول بها من أجل جعل القتال أمرا طبيعيا لدى الجمهور الإسرائيلي، عبر القيام بعملية شيطنة للفلسطيني، واعتبار أن المطلوبين من بينهم ليسوا بشرا، وإنما قنابل موقوتة يجب قتلهم، وتصوير أن ما حصل من قتل عائلة السواركة كاملة خلال ذلك التصعيد إنما هو خطأ تقني".
وأوضح فريدمان، أن "السلوك الإسرائيلي بتصوير الحرب كلعبة بإطلاق اسم "الحزام الأسود" على التصعيد الأخير في غزة، وكأننا أمام لعبة جودو، وتسمية "عملية جراحية" على التفجيرات التي تشهدها غزة باستخدام مفردات طبية أمر خطير ولافت، لكنه مقصود وموجه، وكأن المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي يهدفان لـ"تطبيع" عمليات القتال الجارية في غزة".
وأكد أن "تكرار الجولات القتالية الإسرائيلية في غزة ينفي الحاجة لطرح أسئلة من الرأي العام الإسرائيلي عن هدفها بين حين وآخر، رغم أنها تتسبب بتعطيل الحياة في مناطق واسعة من إسرائيل، ثم نعود لمزاولة حياتنا الطبيعية، دون أن نسأل أنفسنا هل حقق الاغتيال الأخير أهدافه، بل هل كان ضروريا من الأساس، وهل ساهم في حفظ أمن الدولة، أو تطبيق الأهداف المعمول بها تجاه قطاع غزة".
وأشار إلى أن "تحويل العمليات القتالية في غزة إلى مسألة روتينية تخفي خلفها طرح الأسئلة البسيطة من قبل الإسرائيليين، فضلا عن التساؤلات الأكثر تعقيدا، لأننا بعد 13 عاما من سيطرة حماس على غزة، فرضت إسرائيل سياستها بحصار القطاع للضغط على السلطة الجديدة هناك، وتحقيق إنجاز سياسي أمامها، لكن من الواضح أن مرور هذه الأعوام الطويلة كاف للاعتراف بأن هذه الأهداف لم تتحقق".
وأضاف أن "تكرار العمليات القتالية في غزة بصورة روتينية تنسي الإسرائيليين طرح مثل هذه الأسئلة المحرجة لإسرائيل؛ لأنه ليس لدينا إجابات عنها، ومنها: لماذا تتكرر هذه الجولات التصعيدية بين حين وآخر؟ ما يجعل الجمهور الإسرائيلي في حالة نوم مغناطيسي لا يفهم الواقع القائم، ولا يدرك سبب تكرار هذه المواجهات القتالية مرة بعد أخرى".
وختم بالقول إنه "باستثناء أصوات قليلة في الإعلام الإسرائيلي، فإن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين يتقبلون المزاعم السياسية والأمنية والعسكرية القائلة بأننا أمام عملية قتالية مهنية واستراتيجية، ولذلك فإننا كإسرائيليين سنبقى عالقين في هذه السياسة غير المفهومة، ولا تخدم المصلحة الإسرائيلية على المدى البعيد، وهو ما يدركه المستوى السياسي أيضا".