بدأت لغة التفاؤل تسود الخطاب الفلسطيني . وخرج الحديث الخجول عن الانتخابات من السرية الى العلنية ، كسبيل وحيد للخروج من حالة الشلل القاتلة التي الحقت اضرارا بالغة بالقضية ـ وأفقدتها الكثير من «ماكينزمات» الحركة والانجاز ،والاقناع ، بعد فشل جهود ومحاولات المصالحة وعلى مدار «13» عاما عجافا.. حتى بات الانقسام مع الاسف من ثوابت الحالة الفلسطينية..
مراقبون ومطلعون على خفايا العمل الفلسطيني يعتقدون بان اجراء الانتخابات أصبح قرارا دوليا، بعد اعلان الرئيس الفلسطيني في خطابه الاخير بالامم المتحدة ، هذا الاعلان الذي فاجأ قاعدة «فتح».. كما فاجأ قرار «حماس» قاعدتها ، وكما سيفاجىء قرار العدو الصهيوني بالموافقة على اجراء الانتخابات في القدس العربية الشارع الاسرائيلي.
لقاءات اللجنة المركزية للانتخابات ممثلة برئيسها حنا ناصر بالفصائل في غزة ومن ضمنها «حماس»..ثلاث مرات خلال اسبوع».. عزز هذا التفاؤل ، بعد موافقة كافة الفصائل على اجراء الانتخابات ،وهذا ما أكده ناصر في مؤتمر صحفي في غزة..» سائرون جميعا نحو الانتخابات، ولا توجد مشاكل وسنستمر في تذليلها ان وجدت بالاتفاق مع الفصائل» ..
واضاف « المشكلة الرئيسة المتبقية هي مشكلة الانتخابات في القدس ، وسيتم العمل على تذليلها « .
وهذا ايضا ما أكده اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي ل»حماس» ان الاجتماعات عززت الروح الايجابية باجراء الانتخابات وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها «.
وأضاف هنية « الانتخابات هي حق للمواطن ، وهي استحقاق وطني ، وهي فرصة لتحقيق المصالحة ، وترتيب البيت الفلسطيني ، والخروج من المازق الراهن» .
وبمزيد من التفاصيل فلقد ذكرت وكالة «معا» الفلسطينية ..ان الفصائل ابلغت لجنة الانتخابات بأن قرار الموافقة تم تحت خمسة محددات «شروط». وهذه المحددات يدرسها الرئيس الفلسطيني مع قيادات منظمة التحرير ، قبل اصدار مرسوم اجراء الانتخابات..
واشارت وكالة «معا» ان هذه المحددات تندرج في خانة « لوائح العمل».. وليس لها صلة بقواعد عمل لجنة الانتخابات المركزية ، وهي محددات ذات صيغة تنطمينية .. وليست ذات صلة سياسية أو قانونية.
هذه الوقائع في مجملها تشيع التفاءل بان اجراء الانتخابات اصبح امرا متوقعا ، وفي وقت قريب ، وان قيادة المنظمة بانتظار ان توافق اسرائيل على اجراءها في القدس الشرقية ..
وهذا ما أكده صائب عريقات ، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رسالة الى وزراء خارجية دول العالم «دعا فيها الى ان يكونوا شركاء مع فلسطين من اجل ضمان نجاح الانتخابات، وارسال مراقبين دوليين لضمان شفافيتها .. وتعزيز العملية الديمقراطية وخاصة في القدس المحتلة» ..»وكالة معا الاخباري
وقبل ان نختم هذا المقال نؤكد على حقيقتين هامتين هما:
الاولى: خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية ، وقد اغلقت كافة منافذ للحل ، بعد العدوان الاميركي السافر والمتمثل في «صفعة العصر» وفشل الحلول السلمية والمفاوضات على مدى عقدين من الزمان، وتشريع العدو قانون القومية الصهيوني الذي يعتبر فلسطين كل فلسطين هي ارض اسرائيل ، ورفض اقامة الدولة الفلسطينية.
الثانية: هذا الواقع المؤلم هو الذي دفع الرئيس الفلسطيني الى الاعلان عن اجراء الانتخابات، وهو ما دفع حماس وكافة الفصائل الى الموافقة على الانتخابات ، للخروج من المأزق الذي وصل اليه الجميع ..وكسبيل وحيد لانهاء الانقسام ، والعودة الى الوحدة المقدسة ..وهي المفتاح السحري الذي يعيد القضية الى صدارة الاهتمام العالمي ،ويلجم غطرسة العدو.. ويسلم الراية الى قيادات جديدة يختارها الشعب لعبور مرحلة جديدة ..
ويبقى السؤال.
هل تجري الانتخابات .. ام ان البعض لا يزال يناور؟!!