قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنّ «الولايات المتحدة ارتكبت جريمة غير إنسانية عبر إرهابها الاقتصادي ضد الشعب الإيراني»، معتبراً خروجها من الاتفاق النووي «وصمة عار» عليها. وأن «هذا العار يكون أدهى حينما يكون الاتفاق قد صادق عليه مجلس الامن الدولي حيث تم انتهاك القوانين الدولية، وحينما يشتمل أيضاً الدواء والغذاء».
وخلال مؤتمر في طهران لوزراء الصحة في دول شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أكد روحاني ان «أميركا انسحبت من الاتفاق النووي بدون ذرائع وبسبب ضغوط المتطرفين من داخل البلاد والكيان الصهيوني والسعودية. لقد ارتكبت جريمة ضد البشرية وارهاباً اقتصادياً بالحظر علی الشعب الإيراني».
وبيّن الرئيس روحاني أن «هذه الضغوط لم تستطع تركيع الشعب الايراني»، مؤكداً ان «العلماء والباحثين وأصحاب الأعمال والحرف والمنتجين ضاعفوا أعمالهم وجهودهم رغم الضغوط الاقتصادية غير العادلة».
وأكد الرئيس الايراني: «اليوم، تسير إيران نحو الاكتفاء الذاتي الكامل، لذا فنحن انتصرنا وأميركا هي الخاسرة».
وقال روحاني، في كلمته أمس، إن «أميركا خضعت لضغوط المتطرفين في الداخل والكيان الصهيوني والسعودية وانسحبت من الاتفاق النووي دون سبب ومبرر، حيث قال ذلك مسؤول سعودي وكذلك ساسة الكيان الغاصب للقدس والمتطرفين في البيت الأبيض، وهذا الأمر ليس تحليلاً بل هذا الخبر سمعه العالم برمّته».
وأكد أن «الحكومة الأميركيّة ارتكبت جريمة ضدّ الإنسانية بما لا يقبل الشك، حيث إن عملها يعدّ إرهاباً اقتصادياً، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا يعني أن الشعب الإيراني قد رضخ لها لأن العلماء والباحثين والمبدعين والمنتجين قد ضاعفوا جهودهم رغم الضغوط الاقتصادية غير المسبوقة ويتم التحرك حالياً باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي بشكل كامل».
ونوّه الى أنّ «أكثر من 95 بالمئة من الأدوية التي تحتاجها إيران يتم إنتاجها محلياً». وأشاد روحاني بـ»أصدقاء إيران الذين وقفوا إلى جانبها في الظروف الصعبة وكذلك الأطباء بفضل مساعيهم حيث لم يسمحوا بأن يواجه الوضع الصحي للشعب المخاطر أو ظهور شحة في الدواء».
وأعرب عن شكره للأصدقاء وبلدان الجوار والبلدان الكبرى الذين وقفوا إلى جانب إيران في هذه الظروف، رغم خوفهم من حظر البيت الابيض على شركاتهم.
ووصف الحظر الاميركي بـ»مثابة خيانة كبرى للبشرية والشعب الايراني»، مشدداً على «أن 83 مليون نسمة لن ينسوا جريمة أميركا التي ستهزم في هذه المعركة».
وأوضح أنه «رغم الضغوط التي تواجهها الحكومة والشعب الإيراني إلا أن إيران تعد هي المنتصرة في الأمم المتحدة وفي ساحة الاخلاق والسياسة وكذلك الاقتصاد فيما منيت أميركا بالهزيمة».
ونوّه إلى أنه «عقب 18 عاماً من الضغوط المستمرة شهد معدل التضخم انخفاضاً وحقق الوضع الاقتصادي نمواً إيجابياً، كما شهد سوق المال والأوراق المالية والبورصة نمواً بنسبة 71 بالمئة والسوق الموازية نمواً بنسبة 72 بالمئة خلال الأشهر الأخيرة».
وأكد أن «الشعب الإيراني لم ينتابه الخوف ويقف بشموخ وشجاعة ولم يصبه الإعياء ويتسم بالنشاط، حيث يلاحظ ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها نحو 3 ملايين ونصف المليون نسمة إلى كربلاء في العراق خلال الاسبوعين الأخيرين وهو ما يدلل على النشاط على الصعيدين الجسمي والروحي».
واعتبر أنه «حين يشارك الزوار الايرانيون في مسيرة الأربعينية إلى كربلاء، فإنهم يقولون لترامب إن أطرافه هي التي تهشمت وإن الإيرانيين يسيرون باتجاه العشق على أرجل قوية».
وشدّد روحاني على أن «أبناء الشعب الإيراني لم يغفلوا عن التعاضد ويقفون إلى جانب بعضهم البعض وهو ما يعني الانتصار على صعد السياسة والاقتصاد والصحة وغيرها».
ولفت الى «إشارات الصداقة التي أرسلتها بعض بلدان الجوار باتجاه ايران»، عادّاً هذا التحرك بمثابة مؤشر على «هزيمة الصهاينة بما يدلل على أن شعوب المنطقة أدركت تماماً أن الطريق الصحيح يتمثل بإرساء نهج الصداقة مع بعضها البعض ونحن نمد يد الأخوة والصداقة إلى الجميع».
ونوّه الى أن «المنطقة واجهت خلال الأعوام الثمانية الماضية إرهاباً متوحشاً حيث تغلغل في منطقتنا أشد الارهابيين شراً إذ ارتكبوا المجازر في سورية وقطعوا الرقاب في العراق ودمروه ومارسوا الاضطهاد في افغانستان وباكستان ودمروا اليمن العزيز وتركوا شعبه يعاني من كوارث الأمراض والغارات».
واعتبر الحرب والإرهاب بأنهما «السببان الأهم لتدهور الوضع الصحي للشعوب ومع شن الاعتداءات لن يكون التأمين الصحي أمراً ممكنا أو سيكون صعباً للغاية، حيث أسفر الاحتلال والعدوان على اليمن وسورية والعراق وافغانستان عن وقوع مشاكل هائلة لشعوب هذه البلدان فيما بات الوضع الصحي مهدداً».
وأكد أن «الجمهورية الاسلامية الإيرانية لم تتجاهل الأوضاع الصعبة لجيرانها، حيث مدّت يد العون لدمشق منذ اليوم الأول وانقذت المدن المحتلة فيها كحلب وحماة من مخالب الإرهابيين المتوحشين، وسارعت لدعم الحكومة والشعب في العراق بمكافحة المجموعات الإرهابية التي خططت لتدمير مدنه وطردت الإرهابيين من أرضه، ووقفت على الدوام إلى جانب الشعوب في تأمين حاجاتها الصحية والعلاجية».
وأكد أن «ايران وقفت على الدوام الى جانب الشعب الفلسطيني المضطهد الذي يواجه عدوان الكيان الصهيوني باستمرار، وتقف إلى جانب اليمن على صعيد تأمين الغذاء والدواء لشعبه وهو ما تعدّه مفخرة لها».
وشدد قائلاً إنه «إن أردنا تحقيق مستوى صحي طيب والارتفاع بمعدلات الإعمار واقتلاع جذور الكوارث التي تهدد صحة الشعوب في المنطقة ينبغي رفع الأصوات في مواجهة مؤججي الحروب ومجابهتهم وتقديم العون للمتضررين ودعم بعضنا بعضاً في سوق المعارف والتقنيات».