حذّر مسؤولون فلسطينيون من التصريحات غير المسبوقة لوزير الأمن الداخلي في الكيان الإسرائيلي، جلعاد أردان، بشأن المسجد الأقصى.
وكان أردان صرّح بأن سلطات الاحتلال قد تتيح قريبًا لليهود "حريّة العبادة وممارسة الشعائر الدينية" في المسجد الأقصى، وذلك في ظل المعطيات التي تشير إلى ارتفاع مستمر لعدد المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، منذ تولّي أردان المنصب عام 2015.
وقال حاتم عبد القادر، القيادي في حركة فتح وعضو مجلسها الثوري، : "إن ما ورد على لسان الوزير الإسرائيلي المتطرف أردان خطير جدا واستفزازي لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والعرب على امتداد الكرة الأرضية".
ودعا عبد القادر، شعوب وقادة الأمتين العربية والإسلامية، إلى تحمّل مسؤولياتهم في حماية الأقصى والتصدي للخطر الداهم الذي يتهدده.
وأكد عبد القادر أن المقدسيين لن يسمحوا للوزير الإسرائيلي بأن يترجم أقواله إلى أفعال، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيتصدون لأوهام الوزير الإسرائيلي، وتجربة الماضي في الاستبسال بالدفاع عن الأقصى.
من جانبه، اعتبر محافظ القدس، عدنان غيث، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي صب للزيت على النار ونقلة نوعية في التصعيد ضد المسجد الأقصى، وقال: "حركة فتح رائدة النضال الفلسطيني والتي قدمت الشهداء والأسرى والجرحى دفاعا عن القدس والأقصى ستواصل تصدّيها للاحتلال، على الرغم من عنف إجراءاته وملاحقاته لكوادر الحركة وقادتها واستهداف عناصرها ومؤيديها بالاعتقال والإبعاد، بيد أن ذلك لن يفتّ من عضد أبنائها".
بدوره حث رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، أبناء الشعب الفلسطيني في القدس وفي فلسطين المحتلة عام 1948، على تكثيف تواجدهم اليومي وعلى مدار الساعة في المسجد الأٌقصى.
وقال صبري : "تصريحات الوزير الإسرائيلي مرفوضة لدينا، وشعبنا كفيل بحماية أقصاه، ومن خلفه أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، كهيئة إسلامية عليا، يدينون توجهات الوزير الإسرائيلي أردان، والتي تعكس توجهات حكومته المتغطرسة".
من جانبه بين مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، "أن دائرة الأوقاف الإسلامية، ومن خلفها أبناء شعبها وأشقاؤها العرب والمسلمون وفي المقدمة منهم المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة الولاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ستواصل دفاعها المستميت عن الأقصى وحمايته من تغوّل الاحتلال وتوجهاته الخطيرة جدا التي تعكسها تصريحات أردان".
وكان الوزير الإسرائيلي جلعاد أردان- والذي يشغل منصب وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال- قال، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ماكور ريشون" ذات التوجهات الاستيطانية والمحسوبة على تيار الصهيونية الدينية، ونُشرت أمس الجمعة، "إن الأمور تتجه في القدس نحو استعادة السيادة والسيطرة على المكان، وسنصل إلى هدفنا عندما يبدي المزيد من اليهود رغبتهم في زيارة (جبل الهيكل) (في إشارة للمسجد الأقصى)، وهكذا سينشأ عنه طلب مُلحّ وضاغط حول هذا الأمر، وأتمنى أن يحصل ذلك قريبا".
"العربي الجديد"