كشفت مصادر مقربة من حزب الجنرالات «كحول لفان» (أزرق أبيض)، أن موقف بيني غانتس من التحالف مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة الاحتلال القادمة، يتأثر بشكل كبير بمجموعة من مساعديه الذين عملوا لسنين طويلة مع نتنياهو وكانوا ذات مرة من أقرب المقربين له، والذين يحذرونه اليوم من كمائنه ومطباته.
وقالت هذه المصادر إن هؤلاء المساعدين يعرفون نتنياهو عن قرب ويفهمون شخصيته ونقاط قوته وضعفه، وبناء على ذلك ينصحون غانتس بألا يصدقه في شيء. ويقولون له إن «الرجل فنان في تضليل نظرائه وخداعهم ولا يتردد في استخدام أي وسيلة لطعنهم والتراجع عن التزاماته معهم». ويقولون له إنه – أي نتنياهو – ليس صادقا في توجهه لحكومة وحدة. وإذا وافق اليوم على التناوب معه على رئاسة الحكومة فإنه سيتراجع في أول لحظة ويظهره أمام الناس ضعيفا ومضحكة ومثارا للسخرية. وأكدوا أن همّ نتنياهو اليوم هو النجاة من المحاكمة والتهرب من العدالة وإن كان سيشعر أنه يتدهور إلى الهاوية فلا يهمه أن يجر معه الجميع.
المعروف أن غانتس محاط بعدد كبير من السياسيين العسكريين ورجال السياسة الذين عملوا مع نتنياهو. فالرجل الثاني في قائمته، يائير لبيد، كان وزير مالية في حكومة نتنياهو، والثالث في قائمته، موشيه يعلون، كان وزير دفاع لدى نتنياهو. والرجل الرابع جابي اشكنازي كان عضوا في رئاسة أركان الجيش في فترة حكم نتنياهو الأولى (1996 - 1999) والنائب في قائمته يوعاز هندل كان سكرتيرا لحكومته طيلة ثلاث سنوات والنائب تسفي هاوزنر كان رئيسا لمكتب نتنياهو. والأمر نفسه ينطبق على المستشارين الإعلاميين والاستراتيجيين، الذين عينهم غانتس أعضاء في طاقم المفاوضات الائتلافية ويرسلهم الآن إلى المفاوضات باسمه مع حزب الليكود، مثل: يسرائيل بيكر، الذي عمل أربع سنوات مع نتنياهو سابقا، وشالوم شلومو، الذي يلقب بالصياد، لأنه كان عمل مع نتنياهو ست سنوات وتخصص في سرقة سياسيين من الأحزاب الأخرى ومعسكرات الخصوم إلى نتنياهو، وتم تكليفه مرة بتفكيك حزب «كديما» الذي أقامه ارئيل شارون وإيهود أولمرت بعد انشقاقهما عن الليكود، ورونين موشيه، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية المقرب من نتنياهو، يسرائيل كاتس.
وتؤكد المصادر أن جميع هؤلاء يقولون لغانتس أن عليه ألا يصدق نتنياهو. وحسب أحدهم: «عندما يقول إنه مستعد للتناوب تأكد أنه ليس مستعدا لذلك. إنه يخبئ خدعة جديدة. وعندما يقول إنه يوافق على تسليم صلاحياته لك كقائم بأعماله، لا تصدقه، فسيجد طريقة للتراجع. وعندما يقول إنه لا يريد إعادة إسرائيل إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى هذه السنة، فافهم أنه يستعد للانتخابات القادمة بعد عدة شهور. إن كل همه الآن هو أن ينهك قوى الجميع حتى يستسلموا، وعندها يختار الطريقة التي يتهرب بواسطتها».
ويقولون له: «عليك ألا تصدق أي كلمة يقولها نتنياهو. لا تمنحه ملمترا واحدا للمناورة. لا تتنازل له عن شيء».
«الشرق الأوسط»