طالب وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي مجلس الأمن والمجتمع الدولي التحرك بشكل فاعل وفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وقال الصفدي في كلمة له خلال جلسة "الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية" التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك الجمعة إن "جهودًا طويلة مضنية من العمل على تحقيق السلام الشامل والدائم في الش
رق الأوسط تقف اليوم على حافة الضياع".
وحذر أن "حل الدولتين، الذي استقر الإجماع الدولي على أنه السبيل الوحيد لحل الصراع، وتلبية حقوق شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام، تهدده خطوات إسرائيلية أحادية، تخرق قرارات الشرعية الدولية، وقرارات مجلسكم الكريم، وتغرق المنطقة في ضيق اليأس الذي لن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع وتفجر العنف."
وأضاف "الصمت ليس خيارًا، ولابد من فعل عملي مؤثر ينقذ ما تبقى من فرص السلام وأمله، ذاك أن بديل الموقف الواضح الصارم إلى جانب الشرعية الدولية، وجانب حق الفلسطينيين في الحرية والدولة وحق شعوب المنطقة في العيش بأمن واستقرار، هو فقدان الأمل، وتجذر اليأس، وتقهقر الاعتدال، وغلبة التطرّف، وتفجر الصراع. وهذا سيكون تهديدًا كبيرًا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين يجب منعه".
وشدد على أن "السلام الشامل والدائم خيار استراتيجي عربي. طريقه واضحة: حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام، إلى جانب دولة إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية."
وزاد "لكن بدلًا من احترام قرارات الشرعية الدولية، والتفاعل الإيجابي مع هذا الطرح العربي لسلام حقيقي، يضمن علاقات طبيعية بين جميع الدول العربية وإسرائيل، ويقدم ضمانات شاملة لأمنها في سياق سلام شامل ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967، تواصل إسرائيل إجراءاتها الأحادية اللاشرعية، التي تقوض حل الدولتين، وتنسف كل الأسس التي انطلقت وفقها العملية السلمية."
وتابع "لكن ليس ببناء المستوطنات اللاشرعية وتوسعتها، وبمصادرة أراضي الفلسطينيين وهدم بيوتهم يتحقق السلام، وليس باستهداف أونروا ومحاولة حرمان أكثر من خمسمئة ألف طفل فلسطيني لاجئ من حقهم في التعليم والكرامة يتحقق السلام."
واستكمل "ليس بضم الجولان المحتل وبإعلان العزم على ضم غور الأردن وشمال البحر الميت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حوالي ثلث الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي قتل حل الدولتين، يتحقق الأمن."
وطالب الصفدي مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك لوقف الاستيطان اللاشرعي وتداعياته الكارثية، رفض إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه ضم ثلث الضفة الغربية المحتلة، خرقًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن والسلم، وبالحؤول دون تنفيذه.
وقال "يجب أَن يتحرك المجتمع الدولي لدعم أونروا وتمكينها من أداء واجبها إزاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، فنوفر لهم العيش بكرامة، ونتيح لأطفالهم العلم والأمل، بدلاً من أن نتخلى عنهم أسارى للعوز والجهل والقهر والإحباط."