عرض الدبلوماسي الأمريكي الشهير "دنيس روس" لواقع العقوبات الأمريكية أو ما تسميها الإدارة "الضغوط القصوى" على إيران، وفي نظرة متشائمة لنتائج هذه السياسة حتى الآن وهو ما ينسجم مع التصريحات الايرانية المكررة التي تقول ان سياسة العقوبات الأحادية الأمريكية ليس لها تأثير استراتيجي في خياراتنا السياسية والأمنية في المنطقة.
و تحدث دينس روس في مقال في "واشنطن بوست" بالشراكة مع "دانا سترول" وهي زميلة في برنامج "جيدلد للسياسة العربية" في "معهد واشنطن" للدراسات، عن محصلة سياسة الإدارة الأمريكية لتغيير سلوك إيران وجرها إلى التفاوض.
وتحت عنوان الخلل في حملة "الضغط الأقصى" التي يشنّها ترامب على إيران بدأ روس مقاله بعبارة تقول إدارة ترامب إن حملة الضغط الأقصى التي تمارسها على إيران تؤتي ثمارها. يا ليت كان ذلك صحيحاً ويؤكد روس أن التجربة أثبتت أن المساومة مع إيران لا تشبه إبرام صفقة عقارية، وان والاستنتاج المحتم بعد دراسة النزاعات الدائرة في المنطقة، هو أن الاستراتيجية الأميركية القائمة حصراً على حرمان طهران من المال لا يمكن وحدها فرض تغييرات على سلوك إيران في المنطقة.
ويستعرض دنيس روس في مقاله.. نشاط إيران وحلفائها في المنطقة ابتداء من مضيق هرمز مرورا بالعراق وغزة ولبنان وسوريا واليمن، ليخلص إلى نتيجة أن هذه القوى المدعومة من إيران أزداد نفوذها وتأثيرها في مواقعها بدلا من الأنكفاء على وقع الإجراءات الأميركية.
ويشير دنيس روس إلى شهادة "براين هوك" المبعوث الأمريكي الخاص لملف إيران أمام الكونغرس في حزيران يونيو الماضي والتي قال فيها أن القيادة الإلكترونية في "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني تفتقر إلى المال ويورد روس الى ان ما حصل بعد ذلك يؤكد عكس هذا القول لأن شركتين تعملان في مجال الأمن الإلكتروني اعتبرتا إيران مصدراً لموجة الهجمات الإلكترونية التي استهدفت هذا العام هيئات حكومية وكيانات عاملة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية والبنية التحتية للإنترنت.
ويؤكد "روس" أن جمع هذه العوامل معاً، لا يدعم نمط وقائع خط ترامب القائل بأن حملة "الضغط الأقصى" ناجحة على إيران، ويضيف لسوء الحظ، حقق الرئيس ترامب نجاحاً أكبر بكثير في عزل الولايات المتحدة وليس إيران، ويطالب روس اعتماد استراتيجية أكثر شمولا لضمان النجاح لا تعتمد على العقوبات فقط إنما اعتماد نهج العزل السياسي بالتعاون مع الشركاء إلى جانب التهديدات الموثوق بها المتمثلة باستخدام القوة العسكرية والاستعداد لعرض مخرج من الأزمة الاقتصادية ومن البرود السياسي تجاه إيران، ما عرضه روس في هذه المقالة يؤكد أن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في سياستها تجاه ايران، ونمط رفض إيران لقاء المسؤولين الأمريكيين لا يندرج وفق هذه النتائج ضمن سياسة المكابرة الايرانية إنما أعتمادا على وقائع تبدو فيها أيران غير مضطرة إلى تقديم أي نوع من التنازلات.
رأي اليوم