قال مستشرق إسرائيلي إن "زيارة المدون السعودي محمد السعود إلى إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية، شكلت حدثا لافتا في العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث التقى مع خمسة صحفيين عرب برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أوضح لهم أن إسرائيل قوة إقليمية كبيرة، وهي القادرة على منع انهيار الشرق الأوسط، ومن دونها فإن المنطقة ستقع إما تحت نفوذ القوى الإسلامية الشيعية بزعامة إيران، أو القوى الإسلامية السنية بزعامة داعش".
وأضاف آيال زيسر في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، أنه "حين وصل سعود إلى الحرم القدسي لأداء الصلاة، قابله المقدسيون بغضب شديد بسبب خيانته للفلسطينيين من خلال هذه الزيارة، وهو وما واجهه في وقت سابق وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد ماهر حين زار القدس في 2003 في ذروة انتفاضة الأقصى، وأراد استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقابله المقدسيون بالأحذية والشتائم".
وأوضح زيسر، أستاذ الدراسات الشرق الأوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أن "الجديد في تقارب العرب مع إسرائيل تجاوز الشروط القديمة التي تطلبت إحداث تقدم بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد انطلق في ظل جمود المفاوضات، وعدم إيجاد حل لهذا الصراع، ولذلك فإن الواقع الجديد من التقارب أغضب الفلسطينيين، لأنهم فقدوا أحد أهم أوراق الضغط التي ساوموا إسرائيل عليها، والمتمثلة بالتقارب مع العرب، والتطبيع معهم".
وأكد أن "هذا التقارب العربي الإسرائيلي يتزامن مع ما تتعرض له السلطة الفلسطينية من ضغوط عربية من أجل التقدم في الموافقة على الجهود الأمريكية لإنجاز صفقة القرن من خلال تنازلهم عن مطالبهم وشروطهم السابقة خلال الفترة الماضية، وفيما لا تستطيع السلطة الوقوف الرسمي في وجه الدول العربية؛ لأنها تحتاج إليها، فقد تم تفريغ الغضب في وجه هؤلاء النشطاء الفرديين الذي يسعون لتحقيق التطبيع العربي الإسرائيلي".
واستدرك الكاتب، وهو الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية والإسلامية، أن "الشارع العربي ما زال يتضامن مع الفلسطينيين في رفضهم لخطوات التطبيع، لأن مستوى العداء لإسرائيل وكراهيتها مسيطر على الشعور العام في الدول العربية، وما زال ذلك يشكل قواسم مشتركة بين العرب والفلسطينيين، مع أن الحكام العرب ليسوا بوارد الاستجابة لتطلعات شعوبهم بالانسحاب من مسيرة السلام، والتوجه إلى خيار الحرب".
وكشف النقاب أن "النظام السعودي سارع لمنح الشرعية للمدون السعودي الذي تعرض للهجوم في القدس، بل ونفت الأوساط السعودية الإشاعات التي تحدثت بأن الديوان الملكي ينوي سحب الجنسية السعودية منه، ولذلك فإن الغضب الفلسطيني تجاه السعودية في ازدياد، لأنها تبدو القوة العربية الأهم الممسكة بزمام المبادرة في التقارب مع إسرائيل".
وختم بالقول إن "السعودية تسعى من تقاربها مع إسرائيل للحصول على موطئ قدم في الحرم القدسي، وإضافة المسجد الأقصى إلى مدينتي مكة والمدينة، وهي الأماكن الأكثر قداسة في العالم الإسلامي، ويريد الملك السعودي أن تكون تحت إشرافه، ما يواجه معارضة أردنية وفلسطينية، وبجانبهما تركيا التي تسعى لزيادة نفوذها وتأثيرها في الحرم القدسي".