نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأطعمة التي تبدو صحية لكنها في الواقع ليست كذلك، حيث يعتقد الكثير من الناس أن استهلاكها سيجعلهم يتمتعون بصحة جيدة دون أن يعرفوا حقيقة مكوناتها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير، إنه حسب أخصائية التغذية بالوما كوينتانا، يمكن تصنيف بعض الأطعمة على أنها "مضللة"، لأن الكثير من الناس يعتقدون أنها صحية ويستهلكونها دون أن يعرفوا مكوناتها الحقيقية.
ويعود هذا الغموض إلى العلامات التجارية نفسها، التي تروج لهذه المنتجات على أنها صحية من خلال ذكر مكونات على ملصقاتها لا تزيد إلا من ارتباك المستهلك وإيقاعه في خلط.
وذكرت الصحيفة أولا، أنه من الطبيعي أن نصدق أن الزبادي الذي يحتوي على قطع من الفاكهة صحيّ أكثر من الآيس كريم أو الكعك، ولكن إذا ألقينا نظرة على تركيبته سندرك أننا في الحقيقة نستهلك كميات كبيرة من السكر.
وقد أوضحت الخبيرة كوينتانا أن "حلويات الألبان الوحيدة الموصى بها هي الزبادي الطبيعي الخالي من السكر". وتحتوي معظم هذه المنتجات، بالإضافة إلى السكر، على مجموعة من الملونات والمنكهات الصناعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحل الأكثر منطقية يكمن في شراء زبادي طبيعي خال من السكر وإضافة قطع من الفاكهة لتحليته. وحسب أنطونيو رودريغيز، مؤلف كتاب "خال من السكر" فإن "الحل الأمثل هو أن نعوّد أنفسنا على نكهات الطعام دون الحاجة إلى إضافة المحليات، إذ يكفي تقليل كمية السكر التي نضيفها تدريجيا، وفي غضون أسابيع قليلة سنعتاد على النكهات الجديدة".
وأضافت الصحيفة، ثانيا، أنه حسب الأخصائية كوينتانا، أدت الطفرات التي شهدتها المشروبات النباتية إلى ظاهرة مفاجئة، فقد "قرر الكثير من الأشخاص التخلي عن شرب الحليب معتقدين أنه، لسبب ما، يمكن أن يضر بصحتهم، ليقبلوا في المقابل على استهلاك المشروبات النباتية التي يحتوي جزء كبير منها على كمية كبيرة من السكر المضاف".
وأبرزت الصحيفة، ثالثا، أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز يعتقدون أن استهلاك هذا النوع من الحليب مفيد لصحتهم، وأوضحت كوينتانا أن "الحليب الذي لا يحتوي على اللاكتوز الذي يتم التسويق له ليس سوى مجرد حليب طبيعي أضيف إليه إنزيم يساعد على هضم اللاكتوز".
وقد دفع الترويج السيئ للحليب ومشتقاته في السنوات الأخيرة العديد من المستهلكين إلى الاعتقاد أن اللاكتوز ضار لسبب ما، وتؤكد هذه الأخصائية أن "الحليب ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز منتجات مخصصة حصرا للأشخاص غير القادرين على تحمل اللاكتوز، لكنها لا تمثل الخيار الأمثل".
وأوردت الصحيفة، رابعا، أن علبة صغيرة من صلصة الطماطم الصناعية "التي تبيعها بعض الشركات على أنها وصفة الجدة"، تحتوي على ما يصل إلى 11 مكعبا ونصف من السكر.
وقال أنطونيو رودريغيز: "نحن نتحدث عن منتج يمكن أن يستهلكه شخصان في جلسة واحدة، دون إدراك أن هذا الطبق فقط يزوّد الجسم بالحد الأقصى اليومي من السكر الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، وهو ستة مكعبات من السكر".
ونوهت الصحيفة، خامسا، بأنه بالإضافة إلى المشروبات الغازية التقليدية، أكدت كوينتانا أنه يجب تجنب استهلاك العصائر الصناعية، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الحليب المخفوق الذي يحتوي على كمية كبيرة من المحليات. وتوصي أخصائية التغذية "بتناول فاكهة طازجة للاستفادة من كمية الألياف الموجودة فيها وتجنب جرعات الجلوكوز الزائدة التي غالبا ما تكون أكثر إشباعا مقارنة بالعصير الطبيعي".
وذكرت الصحيفة، سادسا، أن جل المنتجات المكتوب على ملصقاتها أنها خالية من السكر غالبا ما تضلّل المستهلكين. ونوهت كوينتانا بأنه "على الرغم من أنه يمنع أن تشير هذه المنتجات على ملصقاتها إلى أنها تساعد على إنقاص الوزن، إلا أن الكثيرين يساهمون في نشر هذه الفكرة عن طريق إضافة صورة تحيل إلى الرشاقة على العبوة أو عبر رسائل مموهة أخرى".
والجدير بالذكر أن هذه المنتجات تحتوي على سعرات حرارية أقل بنسبة 30 بالمئة فقط مقارنة بالمنتج الأصلي، وهذا لا يعني أنها تساعد على إنقاص الوزن أو أنها صحيّة. وفي حين يسيء الكثير من الناس استخدام هذه المنتجات ظنا منهم أنها مفيدة للصحة، يكون تخفيض السعرات الحرارية في معظم الحالات عن طريق إضافة الدقيق أو النشا أو الملح أو السكريات.
وأوضحت الصحيفة، سابعا، أن الوجبات الخفيفة وألواح الحبوب تعد من بين الأطعمة التي توهم المستهلكين بأنها صحيّة، لكن مكوناتها لا تختلف كثيرا عن البسكويت أو أي نوع آخر من المنتجات فائقة المعالجة. وتنصح كوينتانا بعدم الثقة في المنتجات التي يُزعم أنها خالية تماما من السكر، "فعلى الرغم من أن هذا النوع من المنتجات يباع في السوق تحت خانة المنتجات الخالية من السكر المضاف، إلا أنها في الحقيقة تحتوي على كمية من السكرين الذي تشعر به من أول قضمة".
وبينت الصحيفة، ثامنا، أنه في الوقت الذي ينظر فيه غالبية السكان إلى الكوريزو والنقانق كغذاء نادر الاستهلاك بسبب احتوائه على الدهون المشبعة، فإن ذلك لا ينطبق على بعض المنتجات اللذيذة التي تعتبر مفيدة للصحة مثل شرائح الديك الرومي أو الدجاج. ومن جهتها، توصي كوينتانا بشراء هذه المنتجات في شكل قطع لأنها تحتوي على بروتين عالي الجودة، شريطة أن لا تكون معلبة لأنها في هذه الحالة تحتوي على المواد المضافة".