عقدت فصائل المقاومة الفلسطينية مؤتمراً قبيل «يوم القدس العالمي» في مدينة غزة، تحت عنوان «المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية»، ألقى فيه قادتها كلمات متتالية، مع كلمة منقولة عبر الفيديو للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، أكدوا فيها جميعاً قوة المقاومة في التصدي للعدوان الإسرائيلي بكل الإمكانات وفي كل الظروف، مشددين على ضرورة مواجهة «صفقة القرن» الأميركية، ولا سيما ورشة البحرين الاقتصادية نهاية الشهر المقبل.
في هذا السياق، أشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إلى أن «يوم القدس يأتي هذا العام في ظلّ ظروف إقليمية ودولية أكثر تعقيداً، وفي ظلّ اشتداد الهجمة الأميركية الصهيونية على المنطقة، في محاولة لإغلاق ملف قضية فلسطين... تحت عنوان صفقة القرن».
وأضاف: «موقف الرفض لصفقة القرن كان واضحاً، عندما تحدث الرئيس محمود عباس، ونعت ما يجري بالخيانة، قائلاً لتذهب الصفقة إلى الجحيم». وإذ جزم «(أننا) سنستمر بالمقاومة»، دعا إلى «لقاء وطني يجمعُ قوى شعبِنا كافة للعودة من خلاله إلى مشروعِ منظمة التحرير وميثاقِها الوطني الذي يدعو إلى التحرير والعودة».
كما أكد النخالة أن «المقاومة التي يمتلكها شعبنا، سواء عبر مسيرات العودة أو المواجهات في الضفة أو المقاومة العسكرية، تؤكد أن ما تريده إسرائيل وما تفرضه قد ولّى، والمعارك التي خاضتْها المقاومة... أثبتَتْ فيها، بجرأة مقاتليها وتطوير ما لديهم من إمكانات، أنها تستطيع أن تفعل ما لم يتوقعه أحد. ونحن لسنا بعيدين عن معادلة إذا قصفْتُم غزة، فسنقصف تل أبيب».
وقال الأمين العام لـ الجهاد، في إشارة إلى «قمة مكة»، إنهم «يتنادَوْن لعقد قمة من أجل بعض أنابيب النفطِ التي دُمِّرَتْ نتيجة لعدوانهم الظالم على الشعب اليمني، ويتجاهلون المجازر التي يرتكبونها بحقّ الشعب المظلوم والشجاع، الذي نقدم إليه التحية في يوم القدسِ وهو يقفُ على ثغر من ثغور المقاومة في وجه إسرائيل التي تخططُ للسيطرة على بحر العرب».
بدوره اكد قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار، إن «صفقة القرن تهدف إلى دمج إسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية، وإنهاء الصراع معها... هذا (إنهاء الصراع) لن يحدث إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن كافة أراضينا المحتلة وعودة القدس».
ووجّه السنوار رسالة إلى الشعب البحريني قائلاً فيها: «امتنعوا عن الخروج إلى الشوارع في وقت عقد الورشة الاقتصادية... التزموا البيوت، ارفعوا الرايات السود، والبسوا الأسود، عبّروا للعالم كله أنكم لن تطعنوا أهل فلسطين، ولن تبيعوا القدس».
كشف قائد «حماس» في القطاع أن حركته ضربت تل أبيب خلال الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 بـ 170 صاروخاً، مستدركاً: «إذا وقعت حرب جديدة، فسنطلق على إسرائيل أضعاف هذا العدد... بعض الصواريخ التي أطلقتها المقاومة خلال الحروب السابقة من صنع إيران، والبقية صنع محلي (لكن) بدعم مالي وفني من طهران». وتابع: «لولا دعم إيران للمقاومة في فلسطين لما تمكّنت من امتلاك هذه القدرات بعدما تخلّت عنها الأمة العربية... من يدعم المقاومة والقدس فهو في صف الأصدقاء، ومن يراهن على بيع القدس فهو في صف الأعداء».
كما توجّه السنوار إلى القادة المجتمعين في مكة بالقول: «إذا أردتم أن تثبتوا عروشكم والعزة، فالعزة في تبني خيار حماية القدس... إما أن تُسجَّل أسماؤكم في التاريخ ويُرفع ذكركم، أو تُسجَّل في التاريخ وتلعنكم الأمم».
من جانبه لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، أن «المقاومة الفلسطينية باتت تمثل رقماً صعباً لا يستطيع الاحتلال الإسرائيلي تجاوزه»، مؤكداً في كلمة له خلال المؤتمر نفسه أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى زوال الكيان الإسرائيلي».
ولفت إلى أن «المقاومة هشّمت صورة الكيان الإسرائيلي... الذي بات اليوم غارقاً في حالة من الخمول والضعف وهو في طريقه إلى الزوال»، متابعاً أن «سلسلة الخيانات التي قامت بها بعض الدول العربية والإسلامية على طول العقود الأخيرة بحق القضية الفلسطينية، تحوّلت اليوم علانية إلى ما يسمى صفقة القرن بهدف تدمير فلسطين... رغم كل هذا، ستتمكنون يا شباب ورجال ونساء المقاومة هذه المرة من وأد هذه الخطط الخبيثة».