قلّلت مصادر دبلوماسية مصرية وخليجية من أهمية ورشة العمل التي ستعقد في المنامة، يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، وبحسب مسؤول دبلوماسي خليجي، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن هناك محاولات من قِبل القائمين على تنفيذ الخطة الأميركية، وفي مقدمتهم كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، لإقرار أمر واقع، بعيداً عن مسمى الصفقة نفسها.
وأوضح الدبلوماسي الخليجي أن "كوشنر يسعى لتنفيذ أجزاء من الصفقة، من دون الإشارة بشكل معلن إلى أنها تأتي من ضمنها"، مؤكداً أن "هناك بالفعل أجزاء من الصفقة دخلت حيز التنفيذ على مدار عامين، وفي مقدمتها أمور متعلقة بالتطبيع العربي الإسرائيلي، والذي تمثلت ذروته في علاقات غير معلنة بين إسرائيل والسعودية تحت إشراف شخصي من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، مستدركاً "يمكن تسمية تلك المرحلة بأنها مرحلة المكون الثقافي والصورة الذهنية". واعتبر في الوقت ذاته أن "تلك المرحلة تُعد من أخطر مراحل تلك الصفقة، إذ تتم من خلالها إعادة تسمية مكوّنات القضية الفلسطينية، وتغيير موضعها لدى منظومة المبادئ والقيم الخاصة بالمواطن العربي".
وفي ما يخص ورشة العمل الاقتصادية، قال مصدر دبلوماسي مصري إن الجانب الأكبر من المشاركين سيتمثل في رجال أعمال عرب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الأمور تتجه في مصر إلى مشاركة وزير المالية محمد معيط ممثلاً لبلاده. وأكد المصدر أن هناك محاولات لإقناع الأردن بالتجاوب مع تلك المبادرات، والمشاركة بشكل إيجابي في المباحثات الاقتصادية المتعلقة بالحلول الرامية للأزمة.
وكشف المصدر المصري أن القاهرة أبلغت الجانب الأميركي استعدادها التام للشروع في تنفيذ المنطقة الاقتصادية على الحدود مع قطاع غزة، في الوقت الذي تكون فيه الإدارة الأميركية والجانب الإسرائيلي عازمين على التنفيذ الجدي. كما كشف أن افتتاح أنفاق قناة السويس التي تربط شرق القناة بغربها في هذا التوقيت، كان من بين العوامل التي ساقها النظام المصري للجانب الأميركي بشأن التنفيذ الفعلي للبنود الاقتصادية المتعلقة بقطاع غزة تحديداً ضمن الخطط الأميركية.
واستمر الرفض الفلسطيني للمؤتمر الاقتصادي، أمس، وبعد مواقف في هذا السياق من السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي دعت الدول العربية لعدم المشاركة في المؤتمر، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، في بيان أمس، إن "ورشة العمل الأميركية تفتح الطريق أمام تطبيق صفقة القرن، الهادفة إلى تصفية القضية المركزية للأمة تحت عنوان السلام والازدهار".
وأعرب البطش عن إدانة واستهجان حركته لاستضافة البحرين هذه الورشة التي "تأتي في سياق التطبيع العربي مع إسرائيل". وشدد على أن حركته تعمل من أجل التصدي لـ"صفقة القرن"، داعياً دول الخليج إلى "التصدي لمخططات تصفية قضية فلسطين وتهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى".
رحبت دولة الإمارات، الثلاثاء، بالإعلان عن ورشة العمل الاقتصادية "السلام من أجل الازدهار" التي ستستضيفها مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي تأتي كجزءٍ أول مما يُسمى "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .
وقالت وزارة الخارجية في بيانٍ لها مُتجاهلةً الرفض الفلسطيني الواسع لهذه القمة التي وصفها كثيرون بالمشبوهة، إن "الإمارات تقف مع كافة الجهود الدولية الرامية إلى ازدهار المنطقة وتعزيز فرص النمو الاقتصادي، والتخفيف من الظروف الصعبة التي يعيشها الكثير من أبناء المنطقة خاصة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأكد أن "الأهداف التي تنطلق منها الورشة والمتمثلة في السعي نحو إطار عمل يضمن مستقبلاً مزدهرًا للمنطقة، وتشكل هدفًا ساميًا لرفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني، وتمكينه من العيش والاستقرار والعمل لمستقبل مزدهر"، على حد زعمها.
وكانت مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية أصدرتا بيانا مشتركا عبرتا فيه عن تطلعهما لورشة العمل المزمع عقدها في البحرين، والتي ستشكل الجزء لأول مما يُعرف بـ"صفقة القرن"، وأكدتا عمق الشراكة التي تجمعهما وسعيهما المشترك لإنعاش اقتصاد المنطقة ومنح فرصة لشعوب المنطقة، من ضمنهم الفلسطينيين، لعيش حياة أفضل.
وجاء في البيان الذي تلقته CNN: "ستستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ورشة العمل الاقتصادية "السلام من أجل الازدهار" في المنامة في الـ25 والـ26 من يونيو 2019".
بدوره قال كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومهندس خطة السلام في الشرق الأوسط: "نحن ممتنون لمملكة البحرين لدعوتها لنا للمشاركة في استضافة ورشة العمل هذه وتوفير فرصة لنا لطرح أفكارنا من أجل خلق اقتصاد أكثر حيوية في المنطقة".