قال أريئيل كهانا الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "الاتحاد الأوروبي سيشرع في التحقيق فيما يصفه بالتحريض في المؤسسات الفلسطينية، خاصة في المقررات التعليمية والمناهج الدراسية الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة، ونقل عن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الاتحاد بدأ فعليا في عملية الفحص دون أن يستخلص نتائج مسبقة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاتحاد الأوروبي من كبار داعمي الفلسطينيين على مستوى العالم، وقد بدأ هذا الجهد عقب توجه عضو البرلمان الأوروبي مريانا بيتر بطلب الشهر الماضي إلى موغريني حول ما زعمت أنه محتويات تحريضية في الكتب الدراسية الفلسطينية، واستندت في طلبها هذا على نتائج دراسة أجراها معهد "إمبيكت سي" الدولي المكلف بمراقبة وفحص محتويات المناهج الدراسية في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن "إسرائيل عثرت في السنوات الأخيرة على مضامين قاسية وخطيرة ضد اليهود وإسرائيل في الكتب الدراسية الفلسطينية الجديدة التي أقرتها وزارة التعليم الفلسطينية، وقد توجهت عدد من المعاهد الدراسية الإسرائيلية بهذه النتائج للعديد من الجهات الدولية، وبينها الاتحاد الأوروبي، حيث أرسل مكتب موغريني للصحيفة الإسرائيلية أن التحقيق بدأ في هذه المزاعم".
وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي بدأ بمرحلة الإعداد والتحضير قبيل الشروع بالتحقيق الميداني في الكتب الدراسية الفلسطينية، التي كان يفترض أن تعمم مفاهيم السلام والتسامح والحرية وعدم التمييز في المناهج التعليمية، وسيتم التحقيق استنادا إلى معايير دولية وعالمية معمول بها في العديد من دول العالم، بناء على توجيهات منظمة اليونسكو للتعليم والثقافة التابعة للأمم المتحدة".
وأكد أن "الاتحاد الأوروبي تحدث مع شركائه الفلسطينيين والإسرائيليين للإعراب عن القلق مما يتردد عن ورود مفاهيم التحريض والكراهية والعنف، لأنها تعيق التقدم نحو حل الدولتين للشعبين، وتزيد من معدلات تراجع الثقة ونقصانها بين الجانبين".
وأشار إلى أن معهد أمبيكت سي رحب بدعوة موغريني، وقال مديره ماركوس شيف "إننا نبارك مبادرة الاتحاد الأوروبي المتأخرة لإجراء تحقيق عميق في المناهج الدراسية الفلسطينية الجديدة، لأن العامين الأخيرين شهدا تنظيم المعهد حملة واسعة في أنحاء أوروبا، عرضنا فيها أمام كبار مسؤوليه في البرلمان وقنصلياته وسفاراته معدلات متطرفة وغير مسبوقة في الكتب المدرسية الفلسطينية".
وكشف أن "المعهد نشر ثلاثة تقارير منفصلة كشفت عن مئات النماذج التي تعزز مفاهيم الجهاد، وزيادة الدافعية نحو العنف، وشيطنة إسرائيل واليهود بصورة ممنهجة، وفي جميع الكتب المدرسية والتخصصات التعليمية، مع العلم أن الاتحاد الأوروبي هو الممول الأساسي لوزارة التعليم الفلسطينية التي يدرس في نطاقها 1.3 مليون طالب وتلميذ فلسطيني".
وختم بالقول إنه "تم تجديد المناهج الفلسطينية قبل ثلاثة أعوام في أعقاب انتقادات دولية، وشمل تغيير مائتي كتاب مدرسي في جميع المراحل التعليمية، ومنها مادة الرياضيات التي طلبت من الطلاب التعلم على جدول الضرب من خلال حصر أعداد الشهداء، كما عرض كتاب العلوم شرح نظرية إسحاق نيوتن من خلال متظاهر فلسطيني يلقي حجارة على الجيش الإسرائيلي، ويفحص مدى قدرة الحجارة على مقاومة نظرية الجاذبية".