"هل أوشك بنيامين نتنياهو على ارتكاب خروقات في القدس؟ كل المؤشرات تدل على هذا".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا للكاتب مايك دامبرحول الخروقات المتوقعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن القدس المحتلة بعد فوزه بولاية خامسة.
واستهل الكاتب مقاله بسؤال آخر هو:" هل إسرائيل تستعد لحدث مأساوي آخر أحادي الجانب في القدس؟، ليرد على سؤاله قائلا :" المؤشرات موجودة في أخر حملة انتخابية، الحملة التي أعادت نتنياهو للسلطة مع أغلبية ائتلافية صغيرة ولكن أكثر قومية".
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الاحتلال يعد العدة من أجل عمل آخر مثير في مدينة القدس المحتلة ضمن حملة انتخابية مشابهة لتلك الحملة التي أعادت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى السلطة بأغلبية ائتلافية صغيرة ولكنها أكثر "قومية".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بتشجيع من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 الاعتراف بالسيادة "الإسرائيلية" على القدس، على حساب المطالب الفلسطينية بعاصمة في الأجزاء الشرقية من المدينة وبانتهاك لعشرات من قرارات الأمم المتحدة، قدم نتنياهو وعوداً في الحملة الانتخابية بضم أجزاء إضافية من الضفة الغربية التي تحتلها "إسرائيل"، واستبعد أي إمكانية لتقديم تنازلات للفلسطينيين بشأن القدس".
وترى "الغارديان" أنه "في ظل النشاطات الانتخابية، فإن الشاغل الكبير الذي ينشأ بالقدس الشرقية هو أن نتنياهو يتمتع بالقوة السياسية الكافية، مع وجود ولاية جديدة وإدارة أمريكية متوافقة بشكل متزايد معه، تسمح له بالتصرف مع إفلات أكبر من العقاب فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية للمدينة".
وعلى مدى العقدين الماضيين، تقول الصحيفة، "كان هناك تجدد للحركات الدينية "الإسرائيلية" التي سعت إلى إجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلية على إضعاف سلطة إدارة الوقف ومحاولة منع وصول الفلسطينيين إلى الحرم القدسي الشريف؛ إنهم مدفوعون بالادعاء الشديد على نحو متزايد، بأن المسجد الأقصى والمواقع الإسلامية الأخرى بالحرم مبنية على أنقاض معبد سليمان".
لكن تلك الحركات الدينية اليهودية تخشى أيضاً من أنه إذا استؤنفت المفاوضات بين "إسرائيل" والقيادة الفلسطينية -ونجحت- فإنها ستشمل بالضرورة اعتراف "تل أبيب" بالسيادة الفلسطينية على الحرم الشريف. ونتيجة لذلك، ضاعفت مجموعات المستوطنين "الإسرائيليين" التي تشكل جزءاً أساسياً من قاعدة نتنياهو جهودها لعرقلة التنسيق في المواقع المقدسة، وفق ما بينته "الغارديان".
وتوقعت "الغارديان" أن يحدث مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلية بالمستقبل القريب، في ظل تغييب واشنطن للقضية الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة ما حدث في عام 2015، عندما وصلت المواجهة بين المصلين اليهود الذين كانوا يحاولون الصلاة في المسجد الأقصى والمسلمين الفلسطينيين المصممين على منعهم إلى ذروتها، دعت الحكومة الأردنية وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري إلى التدخل، وتحت ضغط من الولايات المتحدة تراجع نتنياهو وأوقف الدعم الضمني للمستوطنين، وتم إنشاء طريقة عمل جديدة.
ولفتت إلى أن مسؤولي الوقف والحكومة الأردنية يدركون جيداً أنهم وحدهم دون أي دعم أمريكي للحد من النزاع، إذ إن غياب الدعم الأمريكي لرؤى الأردن سيشجع نتنياهو على تحقيق أحلامه في ضم القدس كلياً إلى دولة الاحتلال.