أجمع ممثلو عدد من الفصائل الفلسطينية التي شاركت في «لقاء تشاوري» دعت له حركة الجهاد الإسلامي، على ضرورة تحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية، كأساس لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها «صفقة القرن»، وطالبوا بتشكيل جبهة عربية لرفض هذه الصفقة، وجددوا رفضهم لعمليات التطبيع، واعتبارها «جريمة».
وأكد المشاركون في اللقاء على أهمية الدور المصري، وأعربوا عن ترحيبهم بالجهود التي تقودها مصر لاستعادة الوحدة والشراكة، وجددوا الدعوة لمصر لتكثيف جهودها والإسراع في دعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لعقد لقاء وطني عاجل في القاهرة بهدف تطبيق اتفاقيات المصالحة، خاصة اتفاق القاهرة 2011.
وشدد المشاركون في بيان لهم، على أن المصالحة واستعادة الوحدة تعد «أولوية وطنية، وضرورة تعزيز الصمود والثبات والتمسك بالحقوق والثوابت».
وأكدوا على ضرورة التوافق على صياغة ميثاق شرف يتضمن المبادئ الوطنية التي يلتزم بها الجميع والتصدي لـ»صفقة القرن ولأي مؤامرات أخرى، ووقف المفاوضات مع الاحتلال وعدم المساس بالحقوق والثوابت، ومنع أي اقتتال داخلي، ووقف التفرد بالحالة الوطنية، وينص ميثاق الشرف كذلك على حماية الحريات ووقف كل أشكال التعدي على الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين واحترام التعددية».
ودعوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، والتوافق على موعد لإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، من أجل انتخاب قيادة جديدة قادرة على مواجهة التحديات، واعتماد مبدأ التمثيل النسبي الكامل.
وأكدوا كذلك على ضرورة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية حسب اتفاق القاهرة 2005 وباقي الاتفاقات، بما يضمن مشاركة الكل الوطني في المنظمة، كما طالبوا بإلغاء ووقف «كافة الإجراءات العقابية التي تمس بصمود المواطنين، ووقف أي شكل من أشكال التمييز على أساس الانتماء السياسي، واعتبار ذلك موقفاً وطنياً كمقدمة لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة».
وطالبوا كذلك بتنفيذ كافة قرارات المجلسين المركزي والوطني فيما يخص «وقف التنسيق الأمني» وإنهاء كل أشكال الشراكة والعلاقة مع الاحتلال وصولاً لسحب الاعتراف بإسرائيل، وصياغة «استراتيجية وطنية» للتحلل من «اتفاق أوسلو» وإلغاء العمل به وبكل ملحقاته الأمنية والسياسية والاقتصادية، وبناء برنامج عمل وطني يعتمد تعزيز الصمود الوطني وتصعيد المقاومة والمواجهة بكل أشكالها والتصدي للاستيطان والتهويد ولكل مشاريع الضم والتوسع التي تستهدف الأرض والمقدسات الفلسطينية.
ودعا المشاركون أيضا إلى «تصعيد الانتفاضة الشعبية الشاملة» ضد الاستيطان والحواجز المذلة في الضفة المحتلة، وتصعيد المقاومة بكل أشكالها لمواجهة مخططات ضم الضفة الغربية، وإلى حماية القدس من مخاطر التهويد، ودعم صمود المقدسيين، والتصدي للاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وأكدوا على استمرار «مسيرات العودة» وتطوير أدواتها، ومواصلة الضغط من أجل «إلزام الاحتلال بإنهاء الحصار ووقف العدوان».
وعلى المستوى العربي والإسلامي، طالبوا بتشكيل جبهة عربية لـ «رفض ومواجهة صفقة القرن»، وإلى «إعلان عربي» واضح برفض السيادة الإسرائيلية على القدس والجولان المحتلين.
ورفض المشاركون أي مقترحات تمس بوحدة الأراضي العربية، والحفاظ على وحدة وسلامة الدول العربية لمواجهة التداعيات الخطيرة لـ «صفقة القرن» التي تستهدف تمزيق وتقسيم المنطقة وإعادة رسم خرائطها «وفق الرؤية الاستعمارية الأمريكية».
وشددوا من رفضهم لاختصار قيام الدولة الفلسطينية في قطاع غزة فقط، أو بدون غزة «مهما كلّف ذلك من ثمن»، كما أعلنوا رفضهم لأي أفكار من قبيل فكرة «الوطن البديل» أو «الأرض البديلة»، أو أن تكون الدولة الفلسطينية على حساب أي أجزاء من أراضي السيادة العربية الأخرى.
وجددوا من رفضهم للتطبيع وتجريمه ودعوا لـ «محاسبة المطبعين»، واعتبار الاعتراف بإسرائيل «تهديداً لهوية ووجود العالم العربي والإسلامي»، مؤكدين أن التطبيع يعد «أداة لتمرير صفقة القرن، ونهب الثروات وتعميق الانقسام المذهبي والطائفي بالأمة، وخلق عداءات داخلية بين دول وشعوب الأمة»، مؤكدين كذلك على مركزية القضية الفلسطينية كونها القضية الجامعة للأمة.
يشار إلى ان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قللت من قدرة الإدارة الأمريكية الحالية على فرض خطتها المعروفة باسم «صفقة القرن»، وقالت في بيان لها «لقد سبق لإدارات أمريكية سابقة، أن قدمت مشاريع حلول للقضية الفلسطينية أرقى بكثير من مشروع دونالد ترامب، لكنها فشلت في أن تفرض نفسها على شعبنا»، مؤكدة أن هذه الصفقة ستلقى المصير نفسه الذي لقيته المشاريع الأخرى التي حاولت القفز عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وطالبت القيادة الفلسطينية تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، والتوقف عن سياسة «التعطيل والمماطلة»، وبما يمكن القضية الفلسطينية من «الخروج من اتفاق أوسلو وقيوده»، كما دعت للتوافق الفوريً على خطوات إنهاء الانقسام.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن «مواجهة العدو الإسرائيلي وإحباط مخططاته الاستيطانية يتوجب منا ضرورة تجاوز التباينات الداخلية الفلسطينية كافة، والشروع في صياغة خطة وطنية موحدة يعدها ويشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية والمكونات والشرائح المجتمعية».