أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية ، مساء يوم الأربعاء، أن مسيرات العودة بأشكالها المتعددة وأدواتها الناعمة والخشنة أكدت أن شعبنا لا يمكن أن يقبل بالضعف أو الهوان، وأنه لا بد من كسر الحصار.
وذكر الحية خلال لقاء متلفز، أن "التفاهمات في غزة كانت مقابل تجميد الوسائل الخشنة في مسيرات العودة لكن المسيرات مستمرة بوسائلها المختلفة"، مشددا على أن "التفاهمات ليست سياسية، وغزة لا يمكن أن تقبل أن تعيش هذه المرارة".
وأضاف: نقول لكل الأطراف، عليكم ألّا تراهنوا على صبر شعبنا على المعاناة، مشددا على أن حركته ستطرق كل الأبواب المقفلة التي تصر على الحصار الظالم، مهما كلفها ذلك.
وحول مدى التزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة، قال : "نرى آثار التفاهمات من خلال تحسن جدول الكهرباء منذ 6 أشهر"، مقدما الشكر الجزيل لدولة قطر؛ لتغطيتها ثمن وقود محطة التوليد.
كما وجه الحية، الشكر للقيادة المصرية "على فتح معبر رفح على الدوام، وسماحها بخروج آلاف المعتمرين، وزيادة التبادل التجاري بين غزة ومصر".
ولفت إلى أن "هناك مشاريع ممولة من دول أجنبية لتمديد خطوط كهرباء جديدة، وتحويل محطة التوليد للعمل بالغاز الطبيعي، وإنشاء محطات للطاقة الشمسية"، داعيا الأمم المتحدة إلى "الإسراع في تنفيذ مشاريع التشغيل، خاصة أن أموالها متوفرة".
وقال : "هناك اتفاق واضح بأن تزوَّد محطة غزة بالوقود بدون ضريبة، إذا توقفت المنحة القطرية".
وكشف الحية أن "مشاريع التشغيل القادمة ستستهدف 20 ألف خريج وعاطل عن العمل بتكلفة تزيد على 45 مليونًا، بتمويل وإشراف من الأمم المتحدة والبنك الدولي ودولة قطر"، منوها إلى أنه يتم حاليا تشغيل 7 آلاف خريج وعاطل عن العمل من مالية غزة.
وفي سياقٍ متصل، أشار الحية إلى أن التفاهمات ستؤدي إلى زيادة الصادرات في غزة، موضحا أنه "أكثر من 30 عاما لم يصل أي صياد فلسطيني إلى 15 ميلا بحريا، وقد وصلوها الآن بفعل التفاهمات التي انتزعناها من الاحتلال".
وقال : "انتزعنا من الاحتلال أن يرفع القيد عن أكثر من 30% من المواد الممنوعة من الدخول إلى غزة"، لافتا إلى أن "الجهات المختصة تعد حاليا قائمة بالمواد الممنوعة التي تفيد الصناعة والصيد؛ كي يسمح بدخولها لغزة".
وفي الإطار ذاته، كشف القيادي البارز في حماس أن "هناك اتفاق على إعادة بناء المدينة الصناعية شرق غزة (كارني) وشرق بيت حانون"، مضيفا : "نتوقع أن يعمل بها نحو 15 ألف فلسطيني".
وبين الحية أن هناك تفاهمات تنتظر التنفيذ، مؤكدا أنه ليس أمام الاحتلال إلا أن يلتزم بها "فهو جربنا". وفق حديثه.
وشدد على أنه "حال لم يلتزم الاحتلال بالتفاهمات، فإن الأدوات الخشنة في مسيرات العودة ستعود وأكثر من ذلك"، موضحا أن حركته لن تقبل باستمرار الحصار ومعاناة شعبنا.
وذكر أن "الضامن لالتزام الاحتلال هو إصرار شعبنا ومقاومتنا، ووسائل مسيرات العودة التي جمدناها".
غير أن الحية، أكد أن "غزة لا يمكن أن تحيد عن الصراع مع الاحتلال"، مستطردا : "عندما وضعنا موضوع الأسرى والأقصى على طاولة التفاهمات؛ قلنا لا يمكن لأي تفاهم أن يكبلنا عن الدفاع عن قضايانا الوطنية".
ووجه الحية، رسالة إلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وخاطب الحية، الأسرى، قائلا : "لستم وحدكم، ولن نتخلى عنكم، وسنبذل كل ما نستطيع لتحريركم".
وأكد أن الحركة الوطنية والفصائل الوطنية بذلت جهودا كبيرة في تبني مطالب الأسرى، لافتا إلى أن موضوع الأسرى كان أحد استحقاقات التفاهمات.
وحول انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت ، هنأ الحية "بيرزيت" على "هذه التجربة الديمقراطية الرائعة"، معبرا عن أمله بأن تحذو الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة حذوها.
كما هنأ طلاب الجامعة على هذا العرس الديمقراطي، وكذلك الكتلة الإسلامية، والشبيبة الفتحاوية، "فهم جميعا أبناؤنا".
واعتبر القيادي في حماس أن "الكتلة الإسلامية حققت إنجازا كبيرا، بالنظر للملاحقة من قوات الاحتلال، ومن أجهزة السلطة للأسف". وفقا له.
وأضاف : "أن تحقق كتلة حماس رغم كل الملاحقات الأمنية، ما حققته كتلة حركة فتح؛ هو إنجاز يستحق التحية".