قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور وليد القططي إن طريق المقاومة هي السبيل الوحيدة للتصدي لـ صفقة القرن ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، التي تعد لها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في المنطقة، مؤكداً على أن "لا نتنازل عن حقوقنا الوطنية مهما كانت الضغوط".
وأوضح القططي في حوار مع صحيفة «الوطن» السورية، أن التصدي لهيمنة أمريكا يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس الثوابت الوطنية ونهج المقاومة، وهذا يقتضي بدوره التوافق على مشروع وطني فلسطيني يرتكز على مشروع التحرير والعودة والاستقلال، ويستند إلى مرجعية وطنية واحدة وهي منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاحها ودخول كل قوى المقاومة الإسلامية والوطنية فيها، لتكون بيتاً للكل الفلسطيني وقائدة للمشروع الوطني الحقيقي، وعلى الأقل لمواجهة صفقة القرن.
واستشهد القيادي القططي بنموذج غرفة العمليات المشتركة الذي اعتبره نموذج جديد في المقاومة ويقدم مثالاً للوحدة الوطنية على المستوى العسكري، والتنسيق للعمليات ووحدة القرار الميداني أثناء المعارك، وقد أثبتت قدرتها على إدارة المعركة بذكاء وحكمة أمام العدو.
وبشأن ما يجري من تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال ، أكد الدكتور وليد القططي أن هذا الملف جزء من إدارة الصراع مع العدو المحتل لفلسطين، ويهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وصولاً إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة بالكامل، وله علاقة بأهداف مسيرات العودة وكسر الحصار. إلا أن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أكد أن العدو يحاول على الدوام التملص من هذه التفاهمات والمماطلة قدر الإمكان في الالتزام بها وتنفيذها مشدداً على أن حركته ومعها المقاومة الفلسطينية كمقاومة لا تعول كثيراً علي تلك التفاهمات، قائلا: نعول فقط على قوة المقاومة المسلحة والشعبية، وهذا مدعاة للتأكيد مجدداً على استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها.
كما أوضح أن القدرات القتالية لحركة الجهاد الإسلامي أكبر مما كانت عليه في عدوان عام 2014 كماً ونوعاً بفعل التطوير المستمر في قدرات الحركة والمقاومة والاستفادة من دروس حرب 2014.
وفيما يتعلق بملف الأسرى قال القططي: الأسرى انتصروا في الجولة الأخيرة من معركة الأمعاء الخاوية، واستجابت سلطات السجون الإسرائيلية لمطالبهم، وفي كل الأحوال المقاومة الشعبية كانت ولا زالت على الدوام سنداً للأسرى في سجون العدو، وهذه المقاومة تدخل في حسابات العدو عندما يتفاوض مع الأسرى، كما أن المقاومة المسلحة هي عمق إستراتيجي لمطالب الأسرى، قد تنفجر في وجه العدو عند مرحلة معينة.
وعن طبيعة علاقة حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية مع محور المقاومة أكد القططي أنها عميقة ومتينة، انطلاقاً من الهدف المشترك وهو تحرير فلسطين، ووحدة المصير أمام المحور الصهيوأميركي، الذي يضم الأنظمة العربية المتحالفة مع الأميركيين والصهاينة ضد الأمة وقضاياها القومية.
وأوضح القططي، أن علاقة حركته مع سورية وإيران وحزب اللـه علاقة قوية؛ وستشهد مزيداً من التعاون والتحالف لمصلحة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة، وذلك على اعتبار أن حركة الجهاد الإسلامي امتداد لمحور المقاومة الذي يقف صفاً واحداً أمام المشروع الصهيوأميركي في المنطقة العربية.
وحول القرار الأمريكي الذي اعترف بالجولان السوري كجزء من الكيان الإسرائيلي أكد عضو المكتب السياسي للجهاد الاسلامي على أن القرار باطل ولن يغير من الحقيقة شيئاً، فالجولان سوري كما أن أرض فلسطين كلها فلسطينية، مبيناً في طور هذا الموضوع أهمية إقامة جبهة موحدة تضم كل محور المقاومة والأحرار من العرب والمسلمين للتصدي للأخطار التي تعد لها أمريكا وحلفاؤها .