قال الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، إن الأوضاع التي تعيشها القضية الفلسطينية أصبحت أكثر قسوة قياساً مع كل الفترات السابقة.
وأضاف حواتمة في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية:، "أنه لم يتم البناء على بعض التطورات الإيجابية التي صبت في صالح القضية الفلسطينية، كإلإعتراف بفلسطين، كعضو مراقب في الأمم المتحدة، بحدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتحدث حواتمة عن خطورة الخطوات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فضلاً عن توسع الإستيطان مع ولاية ترامب، ما سيشجع نتنياهو على مواصلة نفس السياسة الاستيطانية والتوسعية، وبكثافة أكبر مما كان".
وحول المواقف الدولية، أكد أمين عام الجبهة الديمقراطية أن الاتحاد الأوروبي متقدم في مواقفه تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، فيما سياسة الرئيس الأمريكي ترامب توغل في مصادرة حقوق الفلسطينيين، خدمة لإسرائيل".
وبشأن الحديث عن قرب اعلان الحكومة الفلسطينية، أكد حواتمة ،أن حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية "ليست من أولويات شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، في لحظتنا القاسية التاريخية الراهنة".
وقال "الحكومة الحالية (اشتية) فتحاوية بقيادة فتحاوية ذات لون سياسي واحد، وبالتالي حكومة فتحاوية بامتياز وليست حكومة فصائل منظمة التحرير ولا حكومة وحدة فلسطينية ".
وأضاف: المطلوب قرار سياسي، ومن أجل ذلك ندعو إلى لقاء على مستوى كل الفصائل الفلسطينية، حتى نتفق على الذهاب إلى انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بنظام التمثيل النسبي الكامل".
وأكد حواتمة أن "المسألة المطروحة هي الذهاب إلى انتخابات، لكل فصائل منظمة التحرير، على أساس التمثيل النسبي الكامل وضرورة تفعيل وتصحيح وتصويب الأوضاع الداخلية في منظمة التحرير الفلسطينية".
وأوضح أن المشكلات السياسية والاجتماعية والمشكلات بين الفصائل كبيرة وعميقة، ولم ينفذ ما تقرر بإجماع فصائل منظمة التحرير في المجلس الوطني، موردًا عددًا من تلك القرارات التي لم تنفذ.
وعلى صعيد انتخابات الاحتلال، قال حواتمة: " نشأ في إسرائيل الآن وضع آخر مركب، ولم يعد نتنياهو المقرر الوحيد بالسياسة الإسرائيلية الاستراتيجية والتكتيكية، بل هناك كتلتان كبيرتان".
وأضاف: "إذا شكلت [الحكومة] أيضًا على أساس الكتل، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار حجم الكتلة العربية، بتسمية رئيس الوزراء ...لذلك أقول إن صفحة أخرى الآن انفتحت في إسرائيل بين كتلتين كبيرتين وبينهما خلافات سياسية كثيرة وخلافات بالقضايا الاجتماعية كبيرة، ولذلك الوضع بحكم هذه النتائج سواء جاء نتنياهو، سيجد نفسه أمام كتلة معارضة قوية وكبيرة وبالعكس".
وأوضح الأمين العام للجبهة أن "النتائج الانتخابية الإسرائيلية جاءت بنتائج مركبة في صفوف الرأي العام، أغلبية يمينية ويمنية متطرفة، وفي صفوف نتنياهو ومن معه على اليمين كله يطمح نحو استكمال وحث الخطى على مزيد من الاستيطان والتوسع الاستعماري والاستيطاني في القدس وفي الضفة.
وأردف حواتمة: "الوضع المركب الآن ليس على قاعدة يمين يسار، وبالتالي هذا سيأخذ مجراه مثلا في كتلة أبيض أزرق، مع إسرائيل الكبرى على سبيل المثال، وهناك آخرون مع التوسع الاستعماري الإسرائيلي، لكن هناك قوى أخرى مع البحث عن الحل السياسي، مع الشعب الفلسطيني ومع البحث السياسي الذي يبحث عن حلول أخرى تختلف عن الحلول التي يشهرها نتينياهو ومن معه، تتباين لكن ليست جذرية وبالكامل".
وأكد حواتمة أن الشعب الفلسطيني، بكل فصائله وتياراته ومكوناته الفكرية والسياسية، ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع "إسرائيل" "طالما أن القضايا الفلسطينية غير محلولة".
وقال: "الشعب الفلسطيني بكل فصائله وتياراته ومكوناته الفكرية والسياسية والاجتماعية، ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، طالما أن القضايا الفلسطينية غير محلولة، وتتعرض لغزو لا يتوقف".
وأضاف: "لقاء نتنياهو في عمان شكل من أشكال التطبيع، كذلك تصريحات (وزير خارجية عُمان) يوسف بن علوي في منتدى دافوس في البحر الميت، وأي علاقات مع أي دولة عربية، هي كلها أشكال تطبيعية لا تترك أي تأثير إيجابي على دولة الاحتلال، بل بالعكس تجعل دولة الاحتلال برئاسة نتنياهو أو من سيأتي بعد أن تنتهي الانتخابات، تزداد طمعاً بالتوسع وتغول الاستيطان بالآلاف المؤلفة للوحدات السكنية".
وفيما يخص اعتراف ترامب بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل، وصف حواتمه هذه الخطوة بأنها "تدير ظهرها للقانون الدولي، وكل مشاريع وقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي".