قال خبير "إسرائيلي" في الشؤون العربية إن "الاتهامات الإسرائيلية لحركة حماس بأنها منظمة إرهابية لم يمنعها من التوصل معها إلى تسوية لمنع اندلاع مواجهة عسكرية ضارية، صحيح أن التفاهمات التي تم إبرامها بوساطة مصرية تتضمن قضايا إنسانية ومعيشية، ووقفا لإطلاق النار، لكن يمكن منحها توصيف تفاهمات سياسية".
وأضاف شلومي ألدار، في مقال له ترجمته "عربي21"، أن الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يطلق على حماس حركة إرهابية، رغم أن "إسرائيل "الرسمية تنكر أو على الأقل لا تعلن أنها توصلت إلى اتفاق مع حماس، في حين أن زعماء الأحزاب "الإسرائيلية" داخل الائتلاف أو المعارضة يعتبرونه اتفاق خضوع لحماس، ويسعون إلى عرقلته، وعدم المضي به قدما".
وأوضح ألدار، الذي ألف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أنه "بغض النظر عن التوصيفات التي يطلقها "الإسرائيليون" على هذه التفاهمات مع حماس، فإن مجرد الاتفاق معها يعني أنها لم تعد حركة إرهابية، وأن "إسرائيل" باتت تعترف بها كأمر واقع، وهذا هو السبب الأساسي الذي جعل نتنياهو يمنع الدعوة لعقد اجتماع طارئ للكابينت المصغر لبحث التفاهمات مع الحركة".
وأشار إلى أن "هذا الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه مصر بين حماس وإسرائيل قد يكون مقدمة لاتفاق أوسع في المستقبل، نحن لا نتكلم عن اتفاق لوقف إطلاق النار فقط، لأن إسرائيل توصلت مع حماس إلى مثل هذه الاتفاقات في عدد لا محدود من المرات عقب كل جولة تصعيد في القطاع، ومع ذلك دأبت إسرائيل على النظر لحماس على أنها منظمة إرهابية، كما دأب الناطق العسكري عقب كل مواجهة عسكرية على إصدار بيان صحفي يذكر فيه أن سلاح الجو هاجم عددا من الأهداف والبنى التحتية الإرهابية التابعة لحماس".
وأكد ألدار، الذي يغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاما، أن "الاتفاق الأخير الذي تحقق عقب التصعيد السابق، ومنع اندلاع حرب واسعة، يمكن توصيفه بأنه اتفاق سياسي أكثر من كونه اتفاقا محليا مؤقتا لوقف إطلاق النار، تتعهد إسرائيل من خلاله بتقديم سلسلة من التسهيلات، فيما حماس تخفض من سقف العنف على السياج الفاصل مع القطاع".
وأوضح أنه "بعد انتهاء مسيرات يوم السبت لإحياء يوم الأرض بهدوء نسبي، ودون وقوع ضحايا وخسائر بشرية فلسطينية كثيرة، أصدر الناطق العسكري الإسرائيلي البيان التالي: "انتهت مسيرات المليون على السياج الفاصل شرق قطاع غزة بمستوى من العنف أقل من المتوقع، والتنظيم الذي يسيطر على القطاع عمل على كبح جماح المتظاهرين بصورة غير مسبوقة لم نعهدها من قبل".
وطالب الكاتب القراء بأن "يركزوا معه في المفردات المستخدمة في بيان الاحتلال الإسرائيلي حين أطلق عبارة "التنظيم الذي يسيطر على القطاع"، في حين أن حماس لا تخشى من تسمية الأشياء بمسمياتها، اتفاق يعني اتفاق، رغم أننا لسنا أمام اتفاق سلام بين حماس وإسرائيل".