عقد مجلس الأمن الدولي بطلب من النظام السوري جلسة طارئة لمناقشة الوضع في الجولان، ووجدت الولايات المتحدة نفسها في معزل عن بقية أعضاء المجلس عندما رفضوا جميعا قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان.
وخلال الجلسة، انتهز مندوب النظام السوري بشار الجعفري فرصة الرفض الدولي لقرار ترمب واعتبر أنه دليل على وجود مخطط ضد بلاده يتمثل في "حشد ودعم الإرهابيين الأجانب وشن اعتداءات على الأراضي السورية" في إشارة إلى الثوار الذين حاولوا منذ ثماني سنوات إسقاط النظام.
ووصف مندوب ألمانيا كريستوف هويسجن الخطاب السوري بأنه "مدعاة للسخرية البالغة" وقال "انتهكت الحكومة السورية على مدى السنوات الثماني الماضية قوانين الحرب الدولية انتهاكا صارخا، وهي مسؤولة عن جرائم حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية".
وبدورها، قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري دي كارلو إن الأمم المتحدة تأمل ألا تستخدم أي جهة التطورات الأخيرة بشأن الجولان لاتخاذ إجراءات يمكن أن تقوض الاستقرار النسبي للوضع في مرتفعات الجولان وحولها.
وأكدت دي كارلو خلال الجلسة أن موقف المنظمة الدولية معروف وواضح، ويستند إلى قرارات المجلس والجمعية العامة للأمم المتحدة.
رفض دولي
وقالت مندوبة بريطانيا كارين بيرس إن القرار الأميركي انتهاك لقرار عام 1981، في حين قال فلاديمير سافرونكوف نائب المندوب الروسي إن الولايات المتحدة انتهكت قرارات المنظمة الدولية وحذر من أنها قد تؤجج انعدام الاستقرار بالمنطقة.
أما الدول الأوروبية الأعضاء بالمجلس، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا، فقد عبرت الثلاثاء في بيان مشترك عن مخاوفها من حدوث "عواقب أوسع نطاقا جراء الاعتراف بالضم غير القانوني وكذلك من التداعيات الإقليمية الأوسع".
واعتبر السفير الكويتي منصور العتيبي أن "الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل" قائلا "نطالب بتحرير أراضي الجولان".
وقال الدبلوماسي الأميركي رودني هنتر إن قرار بلاده لا يؤثر على الهدنة أو يقوض انتشار قوة حفظ السلام بالمنطقة العازلة على حدود الجولان المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.
وقبل الجلسة، أوضح السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أنه ليس متوقعاً صدور قرار عن الجلسة الطارئة. وقال -في تلميح ضمني إلى معارضة الولايات المتحدة المرجحة لأي قرار يدين سياستها- "تحضير وثيقة شيء، وتبنيها أمر آخر".
وقدم النظام السوري خطابا طلب فيه عقد الاجتماع أمس الأربعاء واصفا القرار الأميركي بأنه "انتهاك سافر" لقرارات المجلس، في حين أصدرت كوريا الشمالية بيانا يدعم "نضال سوريا شعبا وحكومة لاستعادة هضبة الجولان المحتلة".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن قرار بلاده سيساعد في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وذلك من خلال إزالة حالة عدم اليقين.
وكان ترمب قد وقع خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض يوم الاثنين على إعلان يمنح تل أبيب اعترافا رسميا بأن الجولان أرض "إسرائيلية".