أفادت دراسة إيطالية حديثة بأن مشروب الكاكاو -الذي يحتوي على مركبات طبيعية نشطة بيولوجيا- قد يساعد في الحد من التعب النفسي والجسدي المرتبط عادة بمرض التصلب المتعدد. بينما حذرت دراسة ألمانية حديثة من أن المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد.
الدراسة الأولى أجراها باحثون بجامعة باليرمو الإيطالية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من مجلة الأعصاب وجراحتها والطب النفسي "Journal of Neurology Neurosurgery Psychiatry" العلمية.
ولكشف العلاقة بين الكاكاو والحد من تداعيات التصلب المتعدد، راقب الفريق أربعين شخصا تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بمرض التصلب العصبي، شربوا كوبا من مسحوق الكاكاو عالي الفلافونويد يوميا لمدة ستة أسابيع، وقارنوهم بحالة مجموعة أخرى لم تتناول هذا المشروب.
ووجد الباحثون أن الكاكاو يساعد في الحد من التعب النفسي والجسدي التي يعاني منه مرضى التصلب المتعدد بنسبة 45%، مقارنة بالمجموعة الأخرى، وذلك لاحتواء الكاكاو على مادة الفلافونويدات التي ترتبط بخصائص مضادة للالتهاب.
وتستخرج بذور الكاكاو الخام من شجرة الكاكاو، ثم تجفف وتحمص قبل استخدامها في إنتاج أنواع الشوكولاتة المختلفة، وتتميز حبيبات الكاكاو بمذاق مر.
والتصلب المتعدد "التصلب اللويحي" يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة الطبقة التي تغطي الأعصاب وتحميها والتي تعرف باسم الغِمد المياليني، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في التواصل بين الدماغ والنخاع الشوكي وباقي الجسم، ويقود إلى حدوث أضرار دائمة بالخلايا العصبية ومضاعفات في الجسم مثل ضعف العضلات ومشاكل بالتفكير والذاكرة.
تحيط بالخلايا العصبية -وتحديدا منطقة "المحور" منها- طبقة "غِمد الميالين" بطريقة تشبه إحاطة الغِمد بالسيف، وهي طبقة عازلة للإشارات الكهربائية وتعمل على منع تسرب الإشارات العصبية المنقولة عبر الأعصاب، كما تزيد من سرعة انتقالها، وعند حدوث ضرر فيها فإن انتقال الرسائل العصبية قد يصبح أبطأ أو قد يتوقف تماما.
ويُعتقد أن التصلب اللويحي "Multiple sclerosis" أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم ذاتها، ويقوم جهاز المناعة بمهاجمة الغِمد المياليني ويبدأ بتدميره، مما يؤثر في نقل الإشارات الكهربائية بين الدماغ والجسم عبر الأعصاب.
وعملية التدمير هذه من قبل جهاز المناعة تقود إلى أضرار دائمة، وقد تصل إلى عدم قدرة الشخص على المشي أو الحديث.
المشروبات الغازية
أما الدراسة الألمانية فأجراها باحثون بمستشفى سانت جوزيف في بوخوم، وعرضت أمام المؤتمر السنوي للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب الذي يعقد في الفترة من 5-11 مارس/آذار الجاري بولاية بنسلفانيا.
ولكشف العلاقة بين المشروبات الغازية والتصلب المتعدد، راقب الفريق 135 مصابا بالمرض، وأكملوا استبيانا حول نظامهم الغذائي.
كما قام الباحثون بقياس مستوى الإعاقة لدى المشاركين باستخدام مقياس حالة الإعاقة الموسعة، وهي طريقة شائعة لقياس الإعاقة الناجمة عن التصلب العصبي المتعدد، وكان ثلاثون مشاركا يعانون من إعاقة شديدة.
ووُجد أن تناول المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة بالسكر بكثرة أدى إلى تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد.
كما وجد الباحثون أن المشاركين -الذين استهلكوا أكبر كميات من المشروبات الغازية والمحلاة بالسكر- كانوا أكثر عرضة للإصابة بإعاقة شديدة بمعدل خمسة أضعاف أقرانهم الذين لم يتناولوا تلك المشروبات.
وقالت قائد فريق البحث د. إليسا ماير إن مرضى التصلب العصبي المتعدد غالبا ما يريدون أن يعرفوا كيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي والأطعمة المحددة على تطور مرضهم.
وأضافت أن الدراسة كشفت أن نوعية ما يشربه مرضى التصلب المتعدد تؤثر على حالتهم الصحية بشدة، وخاصة المشروبات الغازية والعصائر والقهوة والشاي والتي تحتوي على نسب كبيرة من السكر