رفضت الفصائل الفلسطينية قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القاضي بعدم جلوس حركة « فتح « في أي اجتماع تحضره حركة الجهاد الإسلامي، نتيجة عدم اعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية.
محمود خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اعتبر أن قرار رئيس السلطة محمود عباس يأتي في إطار ردة فعل غير مقبولة تجاه موقف حركة الجهاد لرفضها التوقيع على بيان الفصائل في ختام مؤتمر موسكو.
وقال خلف في حديثه لـ"الاستقلال" إن موقف رئيس السلطة تجاه حركة الجهاد ، يدعو للاستغراب ، فليس من العرف بين الفصائل أن يكون بينها قطيعة وردود فعل ذات لهجة هجومية حادة".
وأضاف : " ليس المطلوب من الفصائل أن يكونوا على ذات التفاهم في كافة المواضيع ، لذلك من الضروري وضع حدود لاختلافاتنا كي لا تتحول لخلاف، لان الأسلوب الأنسب لمعالجة الخلافات السياسية هي لغة الحوار وليس الاقصاء، لأنه لا خيار أمامنا غير الاتفاق والتفاهم" .
وطالب خلف بضرورة عدول رئيس السلطة عن القرار، لما فيه من مصلحة لخدمة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
بدورها ، اعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة موقف رئيس السلطة عباس بعدم الجلوس مع حركة الجهاد الاسلامي بعد رفضها التوقيع على البيان المشترك للفصائل بالخاطئ ، مشددة على عدم جواز خروج هكذا موقف من رئيس يمثل الشعب الفلسطيني.
وشددت أبو دقة خلال حديثها لـ"الاستقلال " أن الجبهة الشعبية مقتنعة بضرورة إعادة بناء منظمة التحرير ، وضم حركتي حماس والجهاد لها بجانب كافة الفصائل والقوى الوطنية ، ولكن لا تصل برأيها للاختلاف مع أحد.
وأشارت إلى أن جميع الفصائل تؤمن بالتعددية ولا تؤمن بالإقصاء على أساس التنافس لخدمة المواطنين وليس لتقاسم حصص، كما أنها تمتلك آراء مختلفة و متباينة ، لذلك يجب على رئيس السلطة مهما اختلف مع غيره ، فتح الأبواب للحوار من أجل القاسم المشترك ، وليس أن يتخذ خيار المقاطعة كحل للاختلاف بالعمل السياسي.
ولفتت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي حركة وطنية مقاومة فاعلة ، لها تأثيرها ورؤيتها السياسية ، لذلك يجب على الرئيس أن يحتضن جميع حركات وقوى المقاومة ، لإيصال قناعاته بما يضمن التوافق الوطني ، وليس على أساس مصادرة الرأي.
من جهته ، قال حازم قاسم المتحدث باسم حماس عبر تويتر: " إن اعلان حركة فتح رفضها الجلوس مع حركة الجهاد ، يؤكد إصرار قيادة فتح على التفرد والانعزال عن الكل الوطني " .
وشدد قاسم على أن الجهاد الإسلامي مكون أصيل في الحركة الوطنية الفلسطينية ، وصاحبة تاريخ نضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي ، قدمت خلاله تضحيات كبيرة .
واعتبر المتحدث أنه من المؤسف أن هذا الموقف الفتحاوي برفض الجلوس مع الجهاد الإسلامي ، جاء بعد عدة لقاءات قام بها أبو مازن مع مكونات من المجتمع الإسرائيلي .