ينطلق اليوم الأربعاء، مؤتمر"وارسو"، حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، في العاصمة البولندية،وارسو خلال يومي 13 و14 من الشهر الجاري، بمشاركة نحو 60 دولة، بينها كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ودول عربية، وبمقاطعة عدة دول، بينها فلسطين وروسيا.
ويأتي هذا المؤتمر في محاولة أمريكية للترويج لـ" صفقة القرن"، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، فضلاً عن التصدي لما يُوصف بـ "الخطر" الذي تمثله الجمهورية الإيرانية.
وتحاول أمريكا في وارسو اليوم، كسب تأييد أكبر عدد من الحلفاء لخططها بالشرق الأوسط الهادفة لشيطنة إيران وتعزيز الدعم لـ"إسرائيل"، إلا أن مؤشرات نجاحها بحشد تأييد أطراف جديدة تبدو باهتة.
تضغط الولايات المتحدة على أصدقائها العرب السُنة من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي"، أو اختصارا بكلمة "ميسا" (MESA)، ويطلق عليه رمزيا "الناتو العربي".
أما بنيامين نتنياهو رئيس حكومى الاحتلال أكد أن إيران ستتصدر جدول الأعمال، إذ ستجري مناقشة "كيفية مواصلة منعها من ترسيخ وجودها في سوريا، ومنع أنشطتها العدائية في المنطقة، والأهم من ذلك كله، كيفية منعها من الحصول على أسلحة نووية".
وذكرت صحيفة صحيفة "معاريف" العبرية أن هناك احتمالية لعقد لقاء بين نتنياهو، وكوشنير، وبين المبعوث الأمريكي الخاص، للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على هامش فعاليات المؤتمر نفسه.
من جانبه قال مسؤول أمريكي كبير بشأن جدول أعمال مؤتمر وارسو: "ستكون هناك مناقشات بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وما الذي يمكننا فعله للمساعدة في حمل إيران على أن تكون في وضع أكثر نفعا، وللتصدي بشكل جماعي لبعض من سلوكها الضار في المنطقة".
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في وارسو عن ملامح صفقتها الهادفة لتحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين على حساب قضيتهم العادلة.
وسيلقي صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، الذي يضع اللمسات الأخيرة على "صفقة القرن" المتعلقة بالشرق الأوسط، خطابا نادرا من نوعه خلال المؤتمر يوم الخميس.
ومن غير المرجح أن يخوض كوشنير في كثير من تفاصيل الخطة، غير أن هذه ستكون إحدى المناسبات الأولى التي يتحدث فيها علنا عن المساعي الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وترغب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تأسيس التحالف الذي يضم -إضافة إلى بلاده- ثماني دول عربية، هي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، وذلك لمواجهة إيران والعمل على استقرار الإقليم.
وكانت موسكو أعلنت في الـ22 من يناير/ كانون الثاني الجاري، أنها لن تشارك في مؤتمر "وارسو" حول الشرق الأوسط، الذي تنظمه الولايات المتحدة وبولندا، واصفة التحضير له بالمتسرع، وبأنه يتجاهل رأي دول الشرق الأوسط والدول من خارج الإقليم، علاوة على تجاهله الصراع العربي الإسرائيلي.
وترى الخارجية الروسية أن الأمر يتعلق بمحاولة جذب أي كان على أساس معادٍ للإيرانيين، وخلق شروط مسبقة لإفشال نهائي لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإعادة توجيه الجهود في مجال التسوية السورية واليمنية إلى المسار المعادي لإيران.
إلى ذلك اعتبرت إيران هذا المؤتمر مناهضا لها، حيث استدعت القائم بأعمال السفارة البولندية، للاحتجاج على استضافة بلاده لهذا الحدث، بمباركة أمريكية.
ومن المتوقع مشاركة الدول التالية: المملكة العربية السعودية ، أستراليا ، النمسا ، البحرين ، بلجيكا ، البرازيل ، بلغاريا ، كرواتيا ، قبرص ، التشيك ، الدنمارك ، إستونيا ، فنلندا ، فرنسا ، اليونان ، إسبانيا ، هولندا ، الهند ، أيرلندا ، إسرائيل ، اليمن ، الأردن ، كوريا الجنوبية ، الكويت ، ليتوانيا ، لوكسمبورغ ، لاتفيا ، مالطا ، المغرب ، ألمانيا ، نيوزيلندا ، عُمان ، بولندا ، البرتغال ، رومانيا ، سلوفاكيا ، سلوفينيا ، الولايات المتحدة الأمريكية، السويد ، المجر ، المملكة المتحدة (بريطانيا)، إيطاليا ، الإمارات العربية المتحدة.
فيما لم يتم التأكد بعد من مشاركة كل من تونس ومصر، فيما رفضت الى جانب فلسطين كل من الدول التالية المشاركة وهي: تركيا ، قطر، الجزائر، العراق، الصين، لبنان، روسيا، رئيسة الدبلوماسية الأوروبية موغيريني.
وسيتناول المؤتمر، مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، بعد أن فشلت محاولة إدارة ترامب، لعقد مؤتمر يناقش بشكل حصري القضية الإيرانية، بعد احتجاج إيران على ذلك، وبذلها جهودا دبلوماسية من وراء الكواليس، لإلغاء المؤتمر أو تغيير عنوانه.
ومن المقرر ان يلقي نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خطابا أمام المؤتمر الذي يشارك بومبيو في استضافته.
ورغم أن الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، إلا أن كبرى القوى الأوروبية خفّضت تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.