حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من خطورة الأوضاع الحياتية وصعوبة الظروف الاعتقالية، التي تحيط بالأسيرات الفلسطينيات في “سجن الدامون” الإسرائيلي، بسبب التعنت المتواصل من قبل إدارة السجن في الاستجابة لمطالبهن الإنسانية والحياتية.
وأوضحت الهيئة في بيان صحافي، أن سلطات الاحتلال تتعمد تشديد الخناق على الأسيرات في “سجن الدامون”، لافتة إلى أن أقسام وغرف هذا السجن “قديمة ومهترئة”، لافتا إلى أن أرضيته مصنوعة من الباطون، ما يجعلها باردة خلال فصل الشتاء وعالية الرطوبة.
وأكدت الهيئة أن الأسيرات اشتكين لمحاميتها من انتهاك خصوصيتهن بـ”شكل صارخ” في مختلف تفاصيل حياتهن اليومية، وذلك من خلال وضع الحمامات خارج الغرف، وعدم السماح لهن بدخولها إلا أثناء الفورة، علاوة عن مشكلة الكهرباء المكشوفة، حيث تعرضن حياتهم للخطر.
وأشارت الأسيرات إلى أنهن طالبن إدارة السجن بإصلاح هذه الاعطال مراراً، نظراً لخطورتها على حياتهن، مؤكدات أنها لم تستجب لذلك، وتتذرع بأنها بحاجة إلى ميزانية عالية لإجراء الإصلاحات.
وأكدت الأسيرات البالغ عددهن حاليا في سجن الدامون 50 أسيرة، أن مطلبهن الأساسي يتمثل في “الخروج من هذا الجحيم ونقلهن إلى سجن الشارون”.
وفي السباق، قال هيئة شؤون الأسرى أن الأسير محمد جبران خليل “37 عاما” من سكان رام الله، يعاني من مشاكل نفسية وعصبية بسبب عزله في سجون الاحتلال الإسرائيلية منذ عدة سنوات.
ولفتت الهيئة، في بيانها، إلى أن الأسير جبران يقبع حاليا في زنازين العزل الانفرادي في “سجن جلبوع”، وتنقل في زنازين عدة سجون، كـ”ريمون” و”ايشل” و”النقب” و”عسقلان”، على مدار السنوات الماضية، كما أنه محروم من زيارات ذويه منذ أشهر.
ووصف الأسير جبران ظروف العزل في جلبوع بالمأساوية، حيث الغرف الضيقة العفنة والمليئة بالرطوبة والروائح الكريهة، معدومة الاحتياجات والأغطية والمنافع والتهوية، وهناك ثلاث كاميرات مراقبة مثبتة داخل الغرفة التي يحتجز فيها.
وناشد هذا الأسير الرئيس محمود عباس وكافة المؤسسات الحقوقية والقانونية والإنسانية ببذل كافة الجهود الممكنة من أجل الإفراج عنه، وإنهاء معاناته التي تتزايد يوما بعد آخر، كون وضعه الصحي والنفسي صعب ومعقد للغاية، حيث يقضي هذا الأسير الفلسطيني حكما بالسجن المؤبد.
وتعتقل سلطات الاحتلال أكثر من 6500 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ومرضى، وجميعهم يشتكون من معاملتهم بشكل سيء، ويؤكدون تعرضهم للتعذيب والضرب، ومنهم من هم محرومون من زيارة الأهل، كما تتعمد سلطات السجون الزج بعدد منهم في العزل الانفرادي، ويشتكي هؤلاء جميعا من سوء الطعام المقدم لهم، ومن حرمانهم من التعليم.