أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، أن جولة الحركة الأخيرة، أكدت أن أطرافاً عديدةً لازالت على إيمانها بالقضية الفلسطينية، ومركزيتها بالنسبة للعرب والمسلمين، وأعطتها قوة إضافية لمواصلة الطريق.
وشدد الشيخ عزام، خلال لقاء نظمه التجمع الاعلامي الفلسطيني في أحد قاعات مدينة غزة، اليوم الأحد، للحديث حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، على أن حركته يزداد ايمانها بالحق وتصميمها على العمل بقوة من أجل ترميم الوضع الداخلي الفلسطيني.
وبين، أن الأمة تعيش أوضاعاً بالغةَ الصعوبة وتشهد تعقيداً كبيراً في المنطقة، فهناك فوضى تعم العالم باسره، نتيجة سياسات تراكمت منذ عقود، ونتيجة وجود إدارة أمريكية لا تلتزم حتى بمعايير السياسة الدولية التي حددتها إدارات سابقة، فضلاً عن فوضى الابتعاد عن أدنى القيم التي ألزمت أمريكا نفسها بها في عقود سابقة ينعكس ذلك بشكل مباشر على الصراع الذي فرض في هذه المنطقة.
ولفت عزام، إلى أن الدول العربية والإسلامية تمر بمخاض تعصف بها أزمات بعضها ناتج عن تراكم سياسات سابقة ويعضها يرجع لمطامح الشعوب.
أما فلسطين، فقال الشيخ عزام: "تتكثف معاناتنا بشكل كبير حيث نتأثر في فلسطين بما يجري في محيطنا والعالم بأسره، فالقضية الفلسطينية في هذه المرحلة تواجه أصعب الأيام، والشعب الفلسطيني يدفع أثماناً مضاعفة، بسبب سياسات الاحتلال أو بسبب الخلاف الداخلي الذي لم نصل إلى نتائج بخصوصه يخرج شعبنا من هذه الحالة المؤسفة".
وشدد على أن حركته حافظت في ظل هذه الأوضاع، على رؤية واضحة وحاولت أن تعطي الأولوية دائما للقضية المباركة والمقدسة، وتحشد كل أشكال الدعم، لهذه القضية وحاولت أن تبتعد عما يجري في الدول العربية والإسلامية.
ويظن الشيخ عزام أن الأحداث تؤكد سلامة تلك الرؤية، وأن القضية الفلسطينية، رغم كل ما يجري تظل القضية الأساس لهذا الشعب وللأمة.
وأضاف: "نحن بالذات في الجولة الأخيرة التي قمنا بها، زرنا دول عديدة عربية وإسلامية فتأكدت هذه الرؤية وكان هناك تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية رغم كل شيء وعلى أن القضية الفلسطينية توفر فرصة للالتقاء بين كل داعم للقضية الفلسطينية، وكل مؤمن بهذا الحق حتى لو وجدت تباينات واجتهادات متعددة.
ويتصور عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، أن الأمل لازال قائما للخروج من الحالة المؤسفة التي تعيشها الساحة الداخلية، ومؤكداً أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تموت، ولفت للحظات صعبة مر بها الفلسطينيون في السنوات السابقة داخلياً واقليماً، حيث تصور البعض أن القضية الفلسطينية انتهت.
وطالب الشيخ عزام الفلسطينيين جميعاً بترميم وضعهم، معتبراً أنه ليس شعاراً إذا أراد الفلسطينيون أن يدافعون عن أرضهم وعن اسم فلسطين، قائلاً: "ليس أمامنا من طريق وخيار سوى الالتقاء والاجتماع.
وتابع: "الخطر الداهم يهدننا جميعاً، وبقراءة سريعة للمنطقة والعالم يدفعنا لهذه القناعة، بأن يتجاوز الفلسطينيون خلافاتهم، ووضع هذه الخلافات جانباً والالتقاء على المشترك موجود، والعناصر المشتركة كثيرة.
وأكد الشيخ عزام، على الدور الضروري والهام للإسناد العربي والإسلامي، مشدداً على أن الفلسطينيين لن يستطيعوا وحدهم تحقيق الأهداف الكبيرة التي سفحت من أجلها الدماء.
وبين، أن هناك اتفاق كامل على أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين، وإذا كان هناك تقاعس أو تقصير في مراحل سابقة فما يجري اليوم في المنطقة والعالم يؤكد ضرورة إعادة النظر بالنسبة للدول العربية والإسلامية في السياسات والبرامج السابقة بما يخص هذا الصراع، حيث توجد أوراق ضغط عديدة في أيدي العرب والمسلمين، يجب تفعليها والاستفادة منها، حتى يقدم الفلسطينيون للعالم رسالة ونموذج ومثلا كي لا يصبح الفلسطينيون كالشعوب التي اندثرت ولم تستطع الدفاع عن تاريخها.
ونوه، إلى أن الأمة العربية على مدى التاريخ الإسلامي لم يحبطها حجم التحديات وأعداد القتلى، بل تتمسك بأهدافها مهما كانت الظروف والتبعيات، قائلاً: "أمتنا تمتلك كل عناصر الصعود، وتاريخنا حافل وديننا مليء بعوامل القوة والصمود، لكي نتجمع ونواجه الأخطار التي تهددنا بوعي وايمان ورباطة جأش".
وأَقَر الشيخ عزام، أن الواقع صعب والأزمات عديدة، ولا يجوز القول أن شعبنا سينتصر على العدو اليوم أو غداً، قائلاً: "نعرف أن الرحلة طويلة ستستغرق سنوات، ولكن لابد أن نسعى ونزرع الأمل ونشرع في هذا الطريق على أسس واضحة بوعي لأنفسنا وعدونا وجرأة وشجاعة لمعالجة الأخطاء وتجاوز العقبات.
وعن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، أكد الشيخ عزام، أن إدارة ترامب لا تمثل تهديد للفلسطينيين وحدهم بل للأمة أكملها والمستضعفين والإنسانية أجمع، داعياً إلى ضرورة الإصرار والتحدي على ترميم وحدة الصفوف، وتصويب الأوضاع لكي نكون أكثر قدرة على مواجهة الطوفان.
وشدد على ضرورة وضع الحلول والسعي لتغيير الواقع دون خوف وفزع ودون شعور باليأس والاستسلام.
وأشار الشيخ عزام إلى أن حركة الجهاد الإسلامي يزداد ايمانها بالحق وتصميمها على العمل بقوة من أجل ترميم الوضع الداخلي إيصال هذا الصوت لكل العالم.
أما الجولة الأخيرة الخارجية للحركة، فقال الشيخ عزام: "جولة الحركة الأخيرة أكدت أن أطراف عديدة لازالت على إيمانها بالقضية الفلسطينية، ومركزيتها بالنسبة للعرب والمسلمين، وأعطتنا قوة إضافية لمواصلة الطريق.
وعن لقائهم بالمصريين خلال جولتهم الأخيرة، فأكد الشيخ عزام أن الحركة ناقشت مع المصريين موضوع المصالحة ومعاناة الشعب الفلسطيني، كاشفاً أن هناك عثرات كبيرة في طريق المصالحة، واستدرك: "لكن اتفقنا على ضرورة الاستمرار في المساعي لتذليل هذه العقبات ولا يجوز أن نسلم بالأمر الواقع.
ونقل الشيخ عزام عن المصريين تأكيدهم أن المعبر سيظل مفتوحاً، بقرار من أعلى المستويات، وأن المسألة مسألة أيام، مشيراً إلى أن عودة موظفي السلطة للمعبر هو أفضل بالنسبة للمصريين ولحركة الجهاد الإسلامي، لإبقاء حلقة وصل مع السلطة.
وتابع: "نكرس جهدنا لتجاوز الخلاف الداخلي، ولم نصل بعد للنتائج التي نريدها، لكننا مستمرون في جهودنا"، مستدركاً: "لكن هناك أطراف معادية تريد الانفصال، فأمريكا تريد تفتيته، و"إسرائيل" يسعدها ذلك.
وقال: "مسؤولية منع الانفصال مسؤوليتنا جميعاً للخروج من الحالة سواء في غزة أو الضفة، فرئيس السلطة أبو مازن عليه أن يأخذ مراجعات للخطوات التي اتخذها سابقاً ولم تخدم القضية الفلسطينية.
وشدد، على أن المطلوب إفشال الرهان على الانفصال، والمطلوب من السلطة الكثير كونها السلطة التي يتعامل معها الجميع.
وفي لقاءات إيران ولبنان، أوضح الشيخ عزام أن حركته بحثت ما يمكن أن يخدم ويخفف عن معاناة شعبنا، وناقشت الأعباء التي تلقى على عاتق الدول التي تحاول أن تقترب من فلسطين، مبيناً أن هناك تعزيز لثبات الشعب الفلسطيني، واستمرار الدعم للفلسطينيين، واستمرار الدعم للفلسطينيين، والإصرار على دعم شعبنا وقواه الحية.
أما بشأن مسيرات العودة، فأكد الشيخ عزام، أن مسيرات العودة تعبير عن حيوية الشعب الفلسطيني، ومحاولة لكسر القيود التي أحاطت بنا، و"إسرائيل" أرادت منا جميعا أن نرضخ".
وشدد، على أن مسيرات العودة لن تحقق العودة وكل أهداف الشعب الفلسطيني، فهي تهدف لكسر الحصار الخانق، وايصال رسائل لأطراف عديدة، أن الشعب الفلسطيني لن يمت ولن يموت.
وتابع: هناك رؤية واضحة بما يتعلق بمسيرات العودة، وهي الحفاظ على سلميتها واستمراريتها والبعد عن تكليف شعبنا معاناة، مشيراً إلى أن مسيرات العودة تزعج "إسرائيل"، ومن الممكن أن تقدم شيئاً نتيجة الضغط الذي تتعرض له.
واعتبر أن مسيرات العودة فرصة مناسبة للالتقاء والاجتماع، مؤكداً على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني لاستكمال تحقيق كل الأهداف المرجوة.
وحول ما يجري في الضفة المحتلة، أكد الشيخ عزام أن الضفة المحتلة ساحة حيوية ومنطقة صراع استراتيجية بالنسبة للفلسطينيين و"الإسرائيليين"، و"إسرائيل" تدرك أن الضفة لم تستلم، رغم أنهم يعيشون ظروفاً صعبة، لكنها لا يمكن أن تستسلم أو تموت، فهناك مد وجزر في المواجهة، فالضفة متمسكون في الثوابت والمبادئ والروح.
وبشأن جرحى مسيرات العودة، فأوضح الشيخ عزام، أن الأمر كان يطرح في كافة اللقاءات وكان هناك توصية في مؤتمر في ايران تبنى شهداء مسيرات العودة، وحالياً يجري الأمر بشكل عملي، وقد طرحته الحركة بشكل دائم مع هيئات واتحادات علماء ومجالس، مضيفاً: "كل من يملك طرح مساعدة فهو واجب".
وفي رده حول ما يجري من مباحثات صفقة الأسرى، قال الشيخ عزام: "إن قادة حماس أكدوا لنا قبيل سفرنا أي قبل شهرين، أن لا جديد في هذا الموضوع.